مغزى دعوة أحمدي نجاد وتوقيتها

مغزى دعوة أحمدي نجاد وتوقيتها

مغزى دعوة أحمدي نجاد وتوقيتها

 العرب اليوم -

مغزى دعوة أحمدي نجاد وتوقيتها

بقلم _ عريب الرنتاوي

أن تأتي الدعوة لمفاوضات أمريكية – إيرانية مباشرة، بلا وساطة ومن دون وسطاء، من الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، أحد قادة التيار المحافظ ورموزه، فتلكم قضية تسترعي الانتباه والتوقف، سيما وأن أحداً من رموز التيار الإصلاحي لم يجرؤ على طرح مقترح كهذا، حتى الآن على الأقل... للمسألة إذاً، أبعاد داخلية، تتصل بديناميات الصراع بين أجنحة «الدولة والثورة» في طهران، وأبعاد خارجية تتعلق بتباين الحسابات والتقديرات حول مآلات الصراع الأمريكي – الإيراني وسيناريوهاته في المرحلة المقبلة.

معنى ذلك أن ثمة قناعة واسعة، عابرة للتيارات في إيران، مفادها أن المخرج من استعصاء أزمة البرنامج النووي وتداعياتها (العقوبات، هرمز والتوتر في الخليج)، لن يتوفر إلا من خلال مائدة مفاوضات مع واشنطن ... أحمدي نجاد الذي ليس لديه ما يخسره بعد أن رفض مجلس تشخيص مصلحة النظام ترشحه للانتخابات الرئاسية السابقة، ولا أمل له في خوض انتخابات لاحقة، امتلك الجرأة للبوح مما يجيش في صدور تيار إيراني يتخطى الإصلاحيين إلى بعض المحافظين و»الثوريين».

أحمدي نجاد أيضاً لديه حسابات يصفيها مع مراجع إيرانية عديدة، خذلته في معركته الانتخابية، ومن بينها المرشد الأعلى، الذي أظهر ميلاً لتسليم مقاليد «الجمهورية» إلى التيار الإصلاحي، علّه ينجح في التوصل إلى اتفاق نووي مع الغرب، ينهي عزلة إيران ويخرج اقتصادها من «عنق الزجاجة» ... وقد توفرت له الفرصة الآن، لتحدي موقف «قائد الثورة» الذي يصر صبح مساء على رفض أي تفاوض مع واشنطن، سيما في عهد إدارة ترامب المعروفة بمواقفها العدائية لإيران.

وفي تفسير أسباب «جرأة» نجاد على البوح بما لم يستطعه الإصلاحيون، أن التيار الذي ينتمي إليه الرئيس ليس متهماً بـ»تخاذله» أمام الغرب، ولا مهادنته له ... فيما الأدبيات السياسية الإيرانية، تعج بالاتهامات والانتقادات الموجهة للتيار الإصلاحي ورؤوسه، والتي تصل في بعض الأحيان إلى حد الاتهام بـ»التواطؤ» و»التفريط» و»الخيانة» ... التيار الإصلاحي يشعر بأن رهاناته على «اتفاق النووي» كرافعة لإخراج إيران من المأزق قد سقطت، وهو لا يريد أن يتصدر الدعوات للتوجه نحو اتفاق جديد مع ترامب، فجاءت الدعوة من حيث لا يحتسب أحد أو يتوقع ... هذه «العقدة» موجودة أيضاً في العمل السياسي العربي، فالإصلاحيون أقل جرأة من المحافظين، في طرح المبادرات والمشاريع والمواقف الجديدة، لأنهم دائماً متهمون بالتفريط والتخاذل من قبل خصومهم ومجادليهم.

أياً يكن من أمر، فإن دعوة أحمدي نجاد لمفاوضات مباشرة بين طهران وواشنطن، لا شك تلقي حزمة كثيفة من الأضواء الكاشفة حول ما يعتمل في أوساط النخب الإيرانية من حوارات، وما يتبلور في دواخلها من اتجاهات وتيارات ... وطالما أن التيار المحافظ بات مقتنعاً اليوم بضرورة استئناف التفاوض مع واشنطن، بل ويدعو إليه، فليس مستبعداً أن يكون التيار الإصلاحي قد حسم أمره منذ زمن، وهو ينتظر اللحظة المناسبة للكشف عن هذا الموقف ... تصريحات أحمدي نجاد، مثل «زلات لسان» محمد جواد ظريف، تشي بأن وراء الأكمة ما وراءها، وأن الحل السياسي يتقدم رغم قعقعة السلاح وضجيج طبول الحرب التي تقرع بقوة.

يعني ذلك، أن العقوبات الأمريكية غير المسبوقة، قد بدأت تفعل فعلها، وإن كان من غير المحتمل أن تقبل طهران بشروط واشنطن لرفع العقوبات وإبرام اتفاق جديد ... ما يجري اليوم بين الجانبين، هو صراع على شروط الاتفاق ومضامينه، وليس أي شيء آخر ... هنا، وهنا بالذات، سترتسم نقطة التقاء أو تباعد إصلاحيي طهران ومحافظيها.

يبقى السؤال: ماذا إن توصلت واشنطن وطهران إلى اتفاق جديد؟ ... عن أي اتفاق يجري الحديث؟ ... لمصلحة من سيأتي وعلى حساب من؟

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغزى دعوة أحمدي نجاد وتوقيتها مغزى دعوة أحمدي نجاد وتوقيتها



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab