ضجيج الوحدة لا يخفي حقائق الانقسام

ضجيج الوحدة لا يخفي حقائق الانقسام

ضجيج الوحدة لا يخفي حقائق الانقسام

 العرب اليوم -

ضجيج الوحدة لا يخفي حقائق الانقسام

بقلم _ عريب الرنتاوي

احتفينا واحتفى غيرنا بوحدة الموقف الفلسطيني من «صفقة القرن» و»ورشة المنامة» ... وتابعنا الخطابات الحماسية للناطقين باسم الفصائل في التظاهرات والوقفات «غير الحاشدة»، وشاهدنا المتحدثين باسم طرفي الانقسام، وهم يتصببون عرقاً، فيما أوداجهم تكاد تنفجر لفرط الحماس والانفعال والتصميم على وحدة الموقف واستعادة الوحدة.

لا شيء يذكر تحقق على طريق استعادة المصالحة واسترداد الوحدة ... لا شيء تغير في اليوميات الفلسطينية على ضفتي الوطن الفلسطيني المحتل والمحاصر ... صبيحة اليوم التالي عاودوا ممارسة يومياتهم المعتادة، وكأن الحديث الصاخب عن الوحدة، يكفي وحده لاستردادها، أو أقله لتبرئة النفس من أوزار غيابها ... والأخطر من كل هذا وذاك، أن ليس ثمة في الأفق ما يشي ويشير إلى أن خطوة للأمام ستُقطع قريباً أو في المدى المنظور على هذا الطريق الشائك.

الانقسام بات واحدا من الحقائق المرة للمشهد الفلسطيني، وكل وعود تبديده وإنهائه تتبخر ما أن ينتهي الخطيب من إلقاء خطبته العصماء، أو يترجل عن المنصّة ... الفلسطينيون مسكونون بهاجس الوحدة لفظياً، بيد أنهم عملياً، لا يتركون فرصة تمر دون تعميق انقساماتهم ... هذه هي الحقيقة العارية، والتي زادتها «عرياً وبشاعة» كما لم يحدث من قبل، سياسات اليمين الإسرائيلي واليمين الشعبوي الأمريكي ... لا القدس والأقصى والجولان تكفي كسبب لاستعادة الوحدة، ولا المؤامرة على اللاجئين و»الأونروا»، ولا القرار المنتظر بضم مناطق واسعة من الضفة الغربية – ربما قبل نهاية العام الجاري – ولا المصير المجهول لمبدأ تقرير المصير والدولة المستقلة، لا الحصار والعزلة وتخلي ذوي القربى ... كل هذا لم يكف الأفرقاء لأن يكون سبباً للهبوط عن قمة الشجرة، ونبذ المصالح الأكثر ضيقاً وتفاهة والالتفات للمصلحة الوطنية العليا ... إن كانت كل هذه المؤامرات ليست كافية لتوحيد الفلسطينيين، فما الذي سيوحدهم؟

دعونا نخرج من أوهامنا، ونكف عن الرهان على «غيرة» و»غيرية» هؤلاء ... هم ليسوا كذلك، فلا صوت عندهم يعلو فوق صوت مصالحهم الأضيق، شخصياً وفصائلياً ... دعونا نعود لما كنا عرضناه قبل أكثر من عامين: «سيناريو كردستان العراق» ... دعوا غزة ورام الله لتصبحان السليمانية وأربيل ... حكومة وبرلمان – فيدرالي واقعياً – وحكومات ظل تدير شطري الوطن، أقله حتى إشعار آخر ... لنقر بغزة لحماس والضفة لفتح، مع أن الشطرين ما زال تحت الاحتلال والحصار الإسرائيليين، ولنجري ترتيباتنا على هذا الأساس، على أمل أن تنبثق ديناميكيات جديدة تحت سقف الوحدة الفضفاضة، تفضي إلى تفكيك «دويلة فتح في الضفة» و»إمارة حماس في غزة»، لينخرط الكل الفلسطيني ذات يوم، نأمل ألا يكون بعيداً، في محاولة لإعادة بعث الحركة الوطنية الفلسطينية، ولا أقول النظام السياسي الفلسطيني، فلا نظام سياسياً تحت الاحتلال والحصار، سيما بعد أن تأكد أن «الدولة» ليست على مرمى حجر، بل وقد لا تكون خياراً ممكنا للشعب وحركته الوطنية بعد اليوم.

«ما لا يُدرك كله، لا يترك جُلّه»، هي حكمة قديمة، البعض يرى أنها تلخص «البراغماتية» في السياسة، وهذا صحيح ... إن لم يكن ممكنا تحقيق الوحدة التامة بشروط مثالية، فلا أقل من الإبقاء على شعرة معاوية بين شطري الوطن، والشروع في التجسير السياسي والمؤسسي والجغرافي، بعد أن اتسعت الهوة وتعاظمت فجوة الانقسام ... مثل هذا السيناريو، يمكن أن يمهد يوماً للخروج من شرنقة الانقسام، ويمكن لأية ترتيبات على هذا الطريق، أن تكون «انتقالية»، ومن دونه لا أفق في المدى المنظور لإنجاز المصالحة بين «الإخوة الأعداء»، التي تفوق عداوة بعضهم لبعضهم الآخر، عدواتهم لعدوهم القومي في بعض الأحيان، إن لم نقل غالبيتها، سيما حين تصدر أقوالهم في مجالسهم الخاصة وغرفهم المغلقة، وليس أمام الكاميرات أو الوسطاء أو الرأي العام.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضجيج الوحدة لا يخفي حقائق الانقسام ضجيج الوحدة لا يخفي حقائق الانقسام



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab