حتى لا يصبح العرب شركاء في لعبة «تقطيع الوقت» الإسرائيلية

حتى لا يصبح العرب شركاء في لعبة «تقطيع الوقت» الإسرائيلية

حتى لا يصبح العرب شركاء في لعبة «تقطيع الوقت» الإسرائيلية

 العرب اليوم -

حتى لا يصبح العرب شركاء في لعبة «تقطيع الوقت» الإسرائيلية

بقلم : عريب الرنتاوي

“الضفة الغربية مستقبلنا”... “نحن هنا لنبقى” ... “لن تُفكَكَ أي مستوطنة ولن يُرحل أي مستوطن” ... هكذا تحدث بينامين نتنياهو في أعقاب جولة الثلاثي كوشنر– جرينبلات –باول، وعلى وقع أول “اقتحام رسمي منظم” يقارفه أعضاء في الكنيست الإسرائيلي، بعد قرار حكومي، وقح واستفزازي، أجاز لأقدامهم الهمجية تدنيس ساحات المسجد وبواباته وعتباته.

كل ذلك، لم يفتّ في عضد الإدارة الأمريكية التي صرح أحد الناطقين باسمها، بأن واشنطن ماضية في جهودها لإنجاز “صفقة القرن” التي وصفتها بـ “المؤلمة”، من دون أن توضح مؤلمة لمن أومُفرحة لمن، بيد أن “المكتوب يُقرأ من عنوانه”، وعنوان المكتوب الأمريكي: نعم للاستيطان ولا للدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة.

لا أدري متى سيصل النظامان العربي والفلسطيني إلى الخلاصة التي يعرفها كل طفل فلسطيني، رمى حجراً أو ما زال ينتظر، وما بدّل تبديلا، وهي أن طريق الحل التفاوضي مع إسرائيل، أغلق من زمن بعيد، وأن استمرار المراهنة الخائبة على ما يمكن أن يأتي به نتنياهو أو ترامب، هو إسهام واعٍ أو عن غير قصد – النتيجة ذاتها – في تمكين إسرائيل مما تريده... وما تريده إسرائيل هو شراء المزيد من الوقت، لاستكمال بناء “مستقبلها” في الضفة الغربية، وتسمين المستوطنات وزيادة عدد المستوطنين، وفرض التهويد و”الأسرلة” كحقائق غير قابلة للنقض.

لا نريد أن ننجرف إلى لغة الاتهامات والتوصيفات ... يكفي أن نقول إن النظامين العربي والفلسطيني، وبحكم عجزهما عن اجتراح “الخطة ب” في مواجهة استمرار الاحتلال وتفشي الاستيطان وتفاقم العنصرية الإسرائيلية، ما زالا يصران على سلوك الطريق ذاته على أمل الوصول إلى نهايات مختلفة، وهذه قمة العجز والإفلاس، حتى لا نقول ذروة الحمق السياسي والمعرفي في أقل وصف وتقدير.

لكننا نعرف، كما يعرف القارئون والقارئات، أن المسألة هنا لا تتعلق بنقص معرفي أو قلة خبرة سياسية، في ظني أن كل مسؤول في هذه المنطقة، بات يدرك أتم الإدراك، ومنذ زمن ليس بالقصير، أن طرق استجداء الحل من نتنياهو والرهان على موفدي ترامب ومبعوثيه، باتت جميعها غير سالكة وغير آمنة على الإطلاق ... لكن هؤلاء، وفي معرض مفاضلتهم بين علاقاتهم الحميمة مع واشنطن، ومستقبل الشعب الفلسطيني ومصائر قضيته الوطنية، لا يترددون للحظة في الانحياز إلى “المايسترو” الأمريكي، حتى وإن كان الثمن، رأس فلسطين والفلسطينيين.
هم يعرفون أنهم بانضباطهم لأولويات إدارة ترامب وجداولها الزمنية وميول موفديها، وأنهم بضغوطهم الثقيلة على القيادة الفلسطينية للتساوق مع رغبات كوشنر وجداوله الزمنية المطاطة، و”صفقاته المؤلمة”، إنما يقدمون خدمة جليلة للزحف الاستيطاني على الأرض والحقوق والمقدسات، ويحضرون “الأضحية” الفلسطينية لتقديمها قرباناً على معبد علاقاتهم الاستراتيجية مع واشنطن، سيدة العالم، وصاحبة الـ “99 في المائة” من أوراق الحل.

بعضهم لا يكتفي بالتساوق والتناغم، او ممارسة الضغط على الجانب الفلسطيني، بل ينخرط بنشاط في لعبة إدامة الانقسام، وتأزيم الاصطراع الفلسطيني الداخلي، باعتبارها وسيلتهم للقول: إذا كان الفلسطينيون أنفسهم ليسوا على قلب رجل واحد، ويفضلون التناحر على السلطة بدل التدافع لدحر الاحتلال، فلماذا يتعين علينا أن نكون “كاثوليكا أكثر من البابا نفسه”، ولماذا نستمسك بقضية تخلى عنها أصحابها؟ 

وهذا هو المنطق ذاته، الذي يسوّقه “المطبعون العرب” الذين ما أن تجابههم بنقد “هرولتهم” نحو إسرائيل، حتى يجيبوك بأن الفلسطينيين أنفسهم يتفاوضون ويطبعون وينسقون أمنياً ويبرمون اتفاقات التهدئة المفتوحة، وغير ذلك من حجج وذرائع، لا تميز أبداً بين حالة المضطر الرازح تحت نير الاحتلال لأكثر من سبعة عقود، فيما يشبه علاقة السجين بسجّانه من جهة، وبين مهووس بأدوار امبراطورية، لا تنسجم أبداً مع إرثه وحجمه وتاريخه، أو مرتجف متشبث بمقاعد الحكم الوثيرة، ويبحث لنفسه عن أي شبكة أمان وبأي ثمن، من جهة ثانية.

كم مرة يحتاج هؤلاء جميعاً، فلسطينيين وعرباً، لتأكيدات مماثلة كتلك الاستفزازية – الوقحة التي تلفظ نتنياهو قبل يومين؟ ... وكم من مرة يتعين على واشنطن، بإداراتها المتعاقبة، أن تصفعهم حتى يدركوا أن نيل المطالب لا يكون بالتمني ولا بالتغني، بل بالعمل الجاد والدؤوب من أجل جعل حياة إسرائيل في هذه المنطقة، صعبة للغاية.

arabstoday

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى لا يصبح العرب شركاء في لعبة «تقطيع الوقت» الإسرائيلية حتى لا يصبح العرب شركاء في لعبة «تقطيع الوقت» الإسرائيلية



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:06 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يوجه الشكر لبايدن بسبب دعمه الراسخ لأوكرانيا
 العرب اليوم - زيلينسكي يوجه الشكر لبايدن بسبب دعمه الراسخ لأوكرانيا

GMT 15:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة
 العرب اليوم - خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 14:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مورينيو ومويس مرشحان لتدريب إيفرتون في الدوري الانجليزي

GMT 14:39 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

وست هام يعلن تعيين جراهام بوتر مديراً فنياً موسمين ونصف

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تحتفل بألبومها وتحسم جدل لقب "صوت مصر"

GMT 14:38 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتى يحسم صفقة مدافع بالميراس البرازيلى

GMT 14:30 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

جوزيف عون يصل إلى قصر بعبدا

GMT 20:44 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر يونايتد يعلن تجديد عقد أماد ديالو حتي 2030

GMT 14:32 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

كييف تعلن إسقاط 46 من أصل 70 طائرة مسيرة روسية

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab