عن الموقف الأردني من اليمن بعد خمس سنوات من الحرب

عن الموقف الأردني من اليمن بعد خمس سنوات من الحرب

عن الموقف الأردني من اليمن بعد خمس سنوات من الحرب

 العرب اليوم -

عن الموقف الأردني من اليمن بعد خمس سنوات من الحرب

بقلم : عريب الرنتاوي

يجدر بنا القول، وبعد خمس سنوات عجاف من الحرب في اليمن وعليه، القول بأن الأردن أدار موقفه من هذه الأزمة بكثير من الحكمة والتعقل، منطلقاً من قاعدة "تقليص الخسائر" بعد أن تبدّى له أن "تعظيم المكاسب" أمر غير متاح ... هذه الحرب فائضة عن الحاجة، والمؤكد أنها ليست حربنا، هكذا نطق "لسان حال" صناع القرار في الدولة، وهو ما تأكدت صحته يوماً إثر آخر.
 
ولأن الأردن لا يستطيع أن يغرد بعيداً عن سرب حليفاته الخليجيات، فقد انتهج سياسة تكتفي بالدعم السياسي والمعنوي ورفع الراية الأردنية في خلفية مشهد التحالف العربي، من دون التورط ميدانياً في عمليات قتالية أو إرسال قوات على الأرض، بل واعتمدت الدبلوماسية الأردنية التأكيد في كل مناسبة على الحاجة للبحث عن حل سياسي بوصفه الحل الوحيد الممكن للأزمة اليمنية، على اعتبار أن الحسم والحلول العسكرية لن تنجح في إغلاق هذا الملف، وهذا ما تأكدت صحته يوماً إثر آخر كذلك.
 
مناسبة هذا الحديث المكرر بعد سنوات خمس من اندلاع الأزمة اليمنية، أمرين اثنين:
الأول؛ ما قاله لي ديبلوماسي سوداني واسع الاطلاع، من أن نقاشاً حقيقياً دار ويدور بعد خلع البشير ونظامه، حول جدوى المشاركة السودانية الميدانية في الحرب وصوابيتها ... في السودان، يتوقع حسب المصدر، أن يجري سحب القوات بعد تشكيل الحكومة التوافقية، وبعد كل الخسائر التي منيت بها، وبعد أن تأكد للفريق الحاكم الجديد، بأن هذه المشاركة تحلق ضرراً بالسودان بأكثر مما تجلب نفعاً لحلفائه ... أرقام الخسائر السودانية "مروّعة"، البعض يتحدث عن (500 – 700 قتيل وأكثر من ألف جريح) لكن الصمت الذي يلف هذا الملف، يجعل القضية خارج دائرة البحث والجدل العلنيين في البلاد.
 
والثاني؛ سلسلة التقارير والمعلومات التي تتوالى حول شروع دول التحالف في إجراء حوارات واتصالات رفيعة المستوى مع جماعة أنصار الله الحوثية في مسقط، وسط تشجيع أمريكي، يصل حد ممارسة الضغط لفعل ذلك، بعد أن تأكد لواشنطن أن هذه الحرب العبثية لا نهاية لها، وأنها لن تخرج بمهزوم ومنتصر، وأنها أبعد ما تكون عن الحزم والحسم والعزم ... المعلومات تؤكد حصول حوارات رفيعة منفصلة، بين كل من أبو ظبي والرياض من جهة وجماعة الحوثي من جهة ثانية، ودائماً في ضيافة الوسيط العماني ... والتقديرات تشير إلى هذه القناة ستنشط في الأسابيع القليلة القادمة، سيما بعد التطورات الأخيرة في عدن وابين وشبوة، حيث انتقلت كرة النار من ملعب الحوثي والشمال إلى ملاعب خصومه في مدن الجنوب ومحافظاته.
 
ما يعني أنه بعد خمس سنوات من "الكارثة المنسية" نعود إلى ما كنّا في الأردن قد دعونا إليه: الحل السياسي الذي يشمل جميع الأطراف، ويكفل وحدة البلاد والعباد، ويحفظ سيادة اليمن ويمن انهياراته وتحوله إلى دولة فاشلة ومرتع للجماعات الجهادية، قاعدة كانت أم داعش، وهو سيناريو بشع أخذ يطل برأسه من بين ثنايا حرب الإخوة الأعداء في الجنوب اليمني.
 
والحقيقة أن الأردن لم ينفرد بهذه المقاربة فثمة عواصم عربية وخليجية، انتهجت الموقف ذاته تقريباً، القاهرة ومسقط والرباط والكويت، وربما غيرها من العواصم العربية، بدت محكومة في مواقفها وسياساتها بالاعتبارات والضوابط الأردنية ذاتها ... والمؤكد أن تطورات الأسابيع الأخيرة في الجنوب، قد أعطت مواقف هذا الفريق العربي الواسع، الكثير من المبررات، ودعّمت حججه ومقارباته الداعية لتسريع الوصول إلى حل سياسي وإغلاق هذا الملف الذي تسبب في وقوع أكبر كارثة إنسانية في العصر الحديث كما تقول تقارير الأمم المتحدة.
 
لكن المؤسف أن سنوات الحرب العجاف الخمس، تركت ندوباً وجروحاً في الجسم اليمني، تجعل من الصعب التفاؤل بقرب "صمت المدافع"، إذ حتى بفرض التوصل إلى "تسوية" تنهي الحرب والنزاع بين اليمن وجواره، فمن المشكوك فيه أن تحول هذه التسوية دون استمرار الصراعات اليمنية البينية، فالبلاد غرقت بالمليشيات المحلية، وهويات اليمنيين الفرعية انفجرت كما لم يحدث من قبل، وهيهات أن يعود اليمن إلى ما كان عليه قبل انفجار أزمته واندلاع حربه وحروب الآخرين عليه.

arabstoday

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن الموقف الأردني من اليمن بعد خمس سنوات من الحرب عن الموقف الأردني من اليمن بعد خمس سنوات من الحرب



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:16 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل
 العرب اليوم - ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل

GMT 06:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحكومة والأطباء

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 11:18 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

رسميًا توتنهام يمدد عقد قائده سون هيونج مين حتى عام 2026

GMT 13:28 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

5 قتلى جراء عاصفة ثلجية بالولايات المتحدة

GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تعلن إسقاط معظم الطائرات الروسية في "هجوم الليل"

GMT 10:05 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

شركات الطيران الأجنبية ترفض العودة إلى أجواء إسرائيل

GMT 19:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تؤكد إطلاق عمليات هجومية جديدة في كورسك الروسية

GMT 10:12 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

انخفاض مبيعات هيونداي موتور السنوية بنسبة 8ر1% في عام 2024

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد

GMT 18:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هوكستين يؤكد أن الجيش الإسرائيلي سيخرج بشكل كامل من لبنان

GMT 07:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

استئناف الرحلات من مطار دمشق الدولي بعد إعادة تأهيله

GMT 10:04 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

البيت الأبيض يكتسى بالثلوج و5 ولايات أمريكية تعلن الطوارئ

GMT 08:21 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يتعرّض لهجوم جديد بسبب تصريحاته عن الوشوم

GMT 06:39 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

زلزال قوي يضرب التبت في الصين ويتسبب بمصرع 53 شخصًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab