تحولات سياسية واجتماعية لافتة  سؤال الهوية

تحولات سياسية واجتماعية لافتة ... سؤال الهوية

تحولات سياسية واجتماعية لافتة ... سؤال الهوية

 العرب اليوم -

تحولات سياسية واجتماعية لافتة  سؤال الهوية

عريب الرنتاوي

أظهرت نتائج الانتخابات النيابية المتعاقبة أن الدوائر التي تتوزع مناطق جنوب وشرق عمان والرصيفة، هي الأقل إقبالاً على التصويت والانتخاب، وبنسب تتراوح ما بين 25 – 30 بالمائة في المعدل العام (قبل انتخابات المجلس السابع الأخيرة)، والمعروف عن هذه الدوائر أنها ذات كثافة سكانية عالية للأردنيين من أصول فلسطينية، وفيها تقع معظم جيوب الفقر في المحافظتين: العاصمة والزرقاء، وينظر لها بالمعنى السياسي على أنها "معاقل" لنفوذ التيارات الإسلامية، الإخوان المسلمين بخاصة، والسلفيين مؤخراً، ومن مقاعدها في المجالس النيابي، كانت الحركة الإسلامية تستمد معظم تمثيلها في البرلمانات الأخيرة. الحركة الإسلامية قاطعت الانتخابات الأخيرة، الإخوان لأسباب سياسية تتعلق بموقفهم المعروف من قانون الانتخابات ورزمة الإصلاحات الأخيرة التي عُدّت متواضعة من منظورهم، فيما السلفيون لم يعرف عنهم إقبالاً جدياً على المشاركة السياسية، فضلاً عن انشغالهم العميق في الملف السوري ببعديه "الجهادي" و"الإغاثي"، دعم عنك انقساماتهم وتوزّعهم إلى شيع ومذاهب ومدارس مختلفة ... لكن مع ذلك، سجّلت هذه الدوائر ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات الإقبال على التصويت، وبنسبة تتراوح ما بين 8 – 10 نقاط لكل منها، وأمكن لها إرسال عدد أكبر من النواب إلى المجلس، وحصد حزب الوسط الإسلامي، نسبة مقدرة من الأصوات التي نالها في الانتخابات من هذه الدوائر. ولقد ساعد اعتماد "نظام انتخابي مختلط" على تشجيع الناخبين على المشاركة، برغم هزال النظام من حيث قلة عدد المقاعد المخصصة للقوائم الوطنية / النسبية (27 مقعد)، أو لجهة "التكاثر" غير المبرر وغير المنطقي لأعداد القوائم المشاركة (61 قائمة)، كما أن الحكومة عملت على تشجيع المواطنين فيها على المشاركة، لاحتواء أثر قرار المقاطعة، والبرهنة على أن الانتخابات تمت بـ"نصاب كامل" حتى من دون مشاركة الإسلاميين، بل وبالرغم من تحريضهم على مقاطعتها. هذه الظاهرة، أثارت فضولاً معرفياً لكاتب هذه السطور، الذي أتيحت له فرصة الانخراط في عدد واسع من الندوات والاجتماعات العامة والورشات التدريبية الموجهة لهذه المناطق بخاصة، حيث بدا واضحاً أن "المزاج العام" لسكانها، مغاير لما كان عليه الحال في دورات انتخابية سابقة. لم يتوقف الفضول بصاحبه عند هذا الحد، بعد أن تبيّن أن ريحاً جديدة تهب على هذه المناطق وسكانها، وأن تغييرات جدية في بيئتها الثقافية والاجتماعية والسياسية، تستدعي البحث والتنقيب، وفي دراسة "تأشيرية" على عينة "قصدية من 300 مبحوث، وفي مسعى لمعرفة كيف يعرّف هؤلاء أنفسهم (سؤال الهوية)، قال أكثر من 60 بالمائة بأنهم أردنيون، مقابل 5 بالمائة فقط قالوا إنهم فلسطينيون، فيما توزعت إجابات بقية أفراد العينة على إجابات من نوع: فلسطيني أردني أو أردني من أصل فلسطيني. وعن هموم واهتمامات هذه الشرائح فيما خص أمورهم اليومية، بدا أنها لا تختلف عن هموم بقية الأردنيين في عموم مناطق تواجدهم، خصوصاً في البيئات الشعبية الفقيرة أو المنتمية للطبقة الوسطى وشرائحها الدنيا، كالفقر والبطالة وضعف البنى التحتية ومحاربة الفساد ومظاهر العنف المجتمعي وضعف الخدمات الحكومية، من دون التقليل من شأن ما عرضوا له من مظاهر التمييز في المعاملة والتعليم والوظائف العامة والتعاملات مع عدد من الدوائر الرسمية. وفي حقل السياسة الخارجية وأزمات الإقليم، كان لافتاً أن "القضية السورية" تقدمت على "القضية الفلسطينية" من حيث درجة اهتمام هذه العينة وأولويات متابعتها، لتأتي بعد ذلك جملة التحديات والأزمات التي يعيشها الإقليم. والحقيقة أن الأرقام سالفة الذكر، لا تصلح أساساً لبحث علمي رزين، ولا يمكن أخذها إلا بحذر، وبوصفها مؤشرات "دالّة"، لا أكثر ولا أقل، فالعينة قليلة نسبياً، وهي قصدية خصّت النشطاء والناشطات أكثر من غيرهم، بيد أنها أرقام تستفز الباحثين في العلوم الاجتماعية والسياسية على إيلاء هذه التحوّلات الأهمية التي تستحق، والبحث في سياقاتها وأسبابها ومآلاتها.  

arabstoday

GMT 07:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 06:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 06:49 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 06:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحولات سياسية واجتماعية لافتة  سؤال الهوية تحولات سياسية واجتماعية لافتة  سؤال الهوية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab