خطاب هنية  دعسة ناقصة ولكن

خطاب هنية ... "دعسة ناقصة" ولكن!

خطاب هنية ... "دعسة ناقصة" ولكن!

 العرب اليوم -

خطاب هنية  دعسة ناقصة ولكن

عريب الرنتاوي

قد لا يكون الخطاب الذي انتظرناه طويلاً لرئيس الحكومة المُقالة في غزة إسماعيل هنية قد انطوى على جديدٍ في المواقف والتوجهات، بيد أنه من دون شك، انطوى على نبرة تصالحية، وعكس رغبة في الخروج بحماس (وغيرها) من لحظة الاستعصاء التي تعيشها القضية والقوى الفلسطينية المختلفة، سواء بسواء ... لقد كنّا نأمل بمواقف منبثقة عن مراجعة عميقة للتجربة السابقة، وخطاب ينتهي إلى مقترحات محددة بخصوص الخروج من الاستعصاء، لكن هذا لم يحدث كما اشتهينا واشتهى غيرنا، فجاء الخطاب بمثابة "دعسة ناقصة"، لم تصل به إلى غاياته، وإن كان فتح الباب لـ"دعسات" أخرى لاحقة. وأحسب أن بعض التعليقات المتسرعة على الخطاب، كانت تنطلق من رغبة أصحابها برؤية حماس وقد عادت "عودة الابن الضال" إلى حضن والديه الدافئ، والحقيقة أن هذا لم يحصل، ولا نريده أن يحصل، لا لحماس ولا لغيرها، فجّلُّ ما نتطلع إليه، هو إقدام مختلف العمل الوطني والإسلامي الفلسطيني، ومن بيتها حماس، إلى إجراء المراجعات الجريئة والجادة للتجربة السابقة، لتصويب المسار، لا للشماتة والثأر، ومن كان من فصائل العمل الوطني بلا خطيئة، فاليرجم حماس بحجر. لا شك أن ما تعرضت له حماس خلال الأشهر القليلة الفائتة، كان له وقع الزلزال على الحركة ... ولا شك أيضاً أن الحركة تدرك خطورة المأزق الذي تعيشه وتمر فيه ... ولقد رأينا محاولات لشق طريق للخلاص، اتسمت حتى الآن، بالمكابرة حيناً وبالتشاطر أحياناً، وفي ظني أن الحركة لن يضيرها إن هي وقفت أمام تجربتها السابقة، وقيمتها وقومتها، فذلك من شيم الحركات الحيوية التي تتطلع للمستقبل، ولا تظل أسيرة للماضي بعثراته ومنجزاته، ولقد رأينا حركات وطنية فلسطينية، ملأت الأرض والفضاء ذات يوم، كفّت عن إجراء المراجعات والتصويبات على مسيرتها ومسارها، ولم يعد لها من الحضور ما يتخطى الاسم والعنوان وبيانات متفرقة تصدر بين الحين والآخر. على أية حال، وأياً كانت التقييمات الخاصة بخطاب هنية، وما إذا كان كافياً أم ناقصاً، معبراً عن كل حماس أو جزء منها، موجه لفتح والسلطة والمنظمة والشعب الفلسطيني، أم لمصر وقواعد حماس وأهل غزة خصوصاً، فإن الخطاب، نحج في فتح "كوّة" صغيرة، في جدار الاستعصاء والانتظار الذي يتلف حول الحركة الوطنية الفلسطينية بجناحيها، ومن المصلحة أن تقابل هذه "الدعسة الناقصة" بمثلها، حتى لا نقول بأحسن منها، عسى أن يتحرك قطار المصالحة والوحدة من جديد، ويغادر محطة الركود والانتظار القاتلة. وليس لأحد على الساحة الفلسطينية أن يتصرف من موقع "المنتصر" في الوقت الذي لا نرى فيه منتصراً في الصراع الأهم مع الاحتلال الإسرائيلي، سوى الاحتلال نفسه ... لا أحد يراهنن على ضعف حماس وعزلتها، فقد تنتهي فتح بعد حين ليس بالبعيد، إلى وضع أسوأ بكثير، ولنا ان نتخيّل سيناريو ما بعد فشل المفاوضات ومرحلة ما بعد تقسيم الأقصى، لنا ان نتخيل حالة العجز الفلسطيني الشامل عن جبه ممارسات الاحتلال وعدواناته، فهذه وحدها، يجب أن تكون حافزاً لملاقاة هنية وصحبه في منتصف الطريق. لقد قيل الكثير عن المطلوب من حماس أن تفعله وتقدم عليه، ونحن نوافق على ذلك ونؤيده، خصوصاً تلك التي تدعو لتغليب "الوطني" على "الديني" في خطابها وارتباطاتها، ولقد كتبنا عن ذلك منذ اللحظات الأولى لما بات يعرف بـ"ربيع العرب"، وقيل الكثير، ونحن نؤيده، عن الحاجة لإنهاء احتكار حماس للسلطة في القطاع، حرصاً على حماس وغزة والقضية الوطنية بعمومها، لكن ما ينطبق على حماس في غزة، ينطبق على فتح في الضفة، ولا ينبغي لفصيل أن يستأثر ويهيمن أو أن يتفرد في الحكم والسلطة، سيما وأننا أمام "سلطات" لا سلطة فعلية لأي منها، ومشوار الشعب الفلسطيني مع إزالة الاحتلال، ما زال طويلاً طويلاً. لقد جاء في خطاب هنية ما يعزز ما سبق لخالد مشعل أن طرحه من مواقف سياسية في جلسات الحوار في القاهرة، وبرغم العبارات القوية المنددة بالمفاوضات والتسويات، إلا أن مضمون خطاب هنية، يذهب باتجاه توافقي، يمكن أن يؤسس عليه، برنامج عمل مشترك، ولعل أهم ما في خطاب "أبو العبد" دعوته لحوار استراتيجي بين الجميع من دون استثناء، وهو أمر، طالما رأينا فيه خياراً إجبارياً، إن نحن أردنا للحركة الوطنية أن تنتقل من المصارحة إلى المصالحة، وصولاً لوحدة وطنية عميقة وصلبة، تتخطى الصراع على المغانم والأجهزة والإدارات الهشة التي تتحول شيئاً فشيئاً إلى عبء على الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، فهل يتلقف الرئيس محمود عباس هذه السانحة، ليبني عليها، ولا أقول ليقف عندها؟ ... هل نتوقع "عودة الروح" للحراك الرامي لإنهاء آفة الانقسام، والدخول بالشعب الفلسطيني موحداً إلى عتبات مرحلة جديدة واستراتيجية جديدة؟    

arabstoday

GMT 07:45 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 07:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 07:25 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 07:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 07:21 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 07:18 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 07:16 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

حتى يكون ممكناً استعادة الدولة

GMT 07:13 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطاب هنية  دعسة ناقصة ولكن خطاب هنية  دعسة ناقصة ولكن



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab