عن الظواهري والكرار و لا مركزية القاعدة

عن الظواهري و"الكرار" و "لا مركزية" القاعدة

عن الظواهري و"الكرار" و "لا مركزية" القاعدة

 العرب اليوم -

عن الظواهري والكرار و لا مركزية القاعدة

عريب الرنتاوي

لم يكن يخطر ببال الأمين العام لحزب الله، وهو يوجه رسالة "النصح والتحذير" للقاعدة، من أن دولاً عديدة، عربية وأجنبية، تسهل خروج أتباعها إلى سوريا، للتخلص منهم، لم يكن يخطر ببال حسن نصر الله أن "مجاهدي" التنظيم وحلفاءهم، سيقتلون بعضهم البعض، الرجل تحدث في خطاب الذكرة الـ 13 لتحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي، عن مخطط لضرب القاعدة بالنظام للخلاص من الطرفين. ما يجري حالياً في سوريا، أن بعض القاعدة يجاهد ضد بعضها الآخر، ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد سقط خلال الأسابيع الثلاثة الفائتة، ما يزيد عن 1400 قتيل من الطرفين، أكثر من نصفهم من "الجبهة الإسلامية" و"لواء المجاهدين"، وما لا يقل عن 500 من "داعش"، أما البقية الباقية فمن المدنيين الأبرياء الذين لا يحسب حسابهم أحد ...واللافت أن كثرة كاثرة من قتلى الطرفين المحترفين، قتلوا وهم في "الأسر" وفي عمليات ذبح جماعية، تشتمل على تقطيع الرؤوس وبقر البطون والتنكيل والتمثيل، ما يعكس همجية هؤلاء التي حدود لها، فإذا كانت "المقابر الجماعية" والجثث الممزقة هي بعض مما يفعله هؤلاء ضد بعضهم الآخر، فكيف سيكون الموقف حين تكون الضحايا من "الآخر"، الخارج عن الملة والدين؟!. على أية حال، هي حرب في الحرب، حرب صغيرة بين "الأخوة المجاهدين الأعداء" في إطار حرب الأكبر والأوسع، حرب الجميع ضد الجميع المندلعة في سوريا وعليها منذ ثلاثة أعوام ... وهي حرب تثير قلق التيار "الجهادي" الأوسع والأعرض، الذي يخشى أشد الخشية من خسارته ما تبقى من نفوذه وصدقيته وقدرته على حشد المناصرين وتجنيد الانتحاريين ... وربما هذا ما دفع "المقدسي" و"أبو قتادة" من سجنهما الأردني، لتسطير الرسائل والمواعظ والنصائح والفتاوى، ولكن من دون جدوى على الإطلاق. استدعى القتال الضاري بين "النصرة" و"داعش" وبقية ألوان الطيف الجهادي في سوريا، تدخل "المرشد الأعلى" للقاعدة الدكتور أيمن الظواهري، حيث ظهر الرجل في أكثر من إطلالة تلفزيونية، بنظارته الحديثة وثوبه الناصع البياض (يقال إنه غادر محور أفغانستان/ الباكستان إلى درنة الليبية)، وحاول زعيم القاعدة حسم الصراع بين "أبو بكر الكرار" و"أبو محمد الجولاني"، ولكن من دون جدوى كذلك (بعض قادة السلفية طلبوا إلى البغدادي الكف عن استخدام "الكرار" لما تنطوي عليه من استفزاز لجموع المؤمنين؟!). طلب الظواهري إلى "الكرار" أن يقنع بـ "ولاية العراق" وأن ينكفئ عليها، فلديه هناك "أجندة جهادية حافلة" ... وهناك الكثير من "الروافض والعلمانيين" الذي يتعين قتلهم ومطاردتهم، وهناك من تبقى من المسيحيين الذي يتعين أخذ الجزية منهم عن يدٍ وهم صاغرون، مقابل ذلك، أقطع زعيم القاعدة عامله على "ولاية سوريا" أبو محمد الجولاني أمر هذه الولاية وحكمها، منفرداً دون منازع خارجي لكن عرض الظواهري لم يرق لعامله على ولاية العراق، الذي كان ارتأى أن يمد نفوذه إلى بلاد الشام، فالرجل لا يقبل بأقل من أن يجمع تحت عباءته، إرث الخلافتين العباسية والأموية ومجدهما ... بل أن "القسمة الظواهرية" هذه، دفعت "الكرار" إلى تصعيد مواقفه، والإمعان والتوسع في تكفير خصومه من "جهاديي" الفصائل الإسلامية الأخرى، فكان ما كان من مذابح وكر وفر، وكان ما كان من عروض وتسويات، سقطت جميعها على مذبح حروب الزعامة والنفوذ. "الكرار" بات عبئاً ثقيلاً على القاعدة وزعيمها وفقهاء "السلفية الجهادية" على ما يبدو ... والرجل على ما يتضح من سلوكه ومواقفه، يتميز بالعناد والصلابة، ونظرته لنفسه تجعله ينظر إلى علمائه وقادته في عيونهم، إن لم نقل "من علٍ" ... وهو على ما يبدو لا يقيم وزناً لهؤلاء جميعاً، فما أن أنهى الظواهري كلمته المتلفزة الأخيرة، حتى كانت جحافل "الدولة" تقتحم مدينة منبج السورية، وتطرد "الجبهة" و"المجاهدين" منها، إنفاذاً لوعد "الكرار" بأنه لن يدير ظهره لهم، وأنهم وإن أخذوه على حين غرّه أول مرة، إلا أنه ملاقيهم في ساحات "الجهاد" لا محالة". خلاصة القول، أن فروع القاعدة ووكلاءها المعتمدون في الأقاليم والأمصار، ما عادت تصغي لنصائح تصدر عن "مرشد" أو فقيه، وهي ليست في وارد تلقي التعليمات من "مركز" القاعدة، بل ويمكن القول أن بعض هذه الفروع بات كـ"الابنة" التي أكلت أمها، وثمة من يقول "الابنة التي ستلد أمها" في محاولة لتوضيح التغير الذي طرأ على بنية القاعدة، بحيث باتت تنظيماً "لا مركزياً" بامتياز، وبعض أطرافها بات يتمتع بالقوة والسطوة، بما لا يتوفر لمركزها، ولعل تجربة "الكرار"، ومن قبله أبو مصعب الزرقاوي، هي غيض من فيض التغيير الذي تشهده تركيبة القاعدة وبنيتها الداخلية.

arabstoday

GMT 13:39 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تقاتلوا

GMT 13:37 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

لبنان.. عودة الأمل وخروج من الأسر الإيراني

GMT 13:33 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ليلى رستم نجمتنا المفضلة

GMT 13:31 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ظاهرة إيجابية بين الأهلى والزمالك

GMT 13:28 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

سوريا بعد الأسد واستقبال الجديد

GMT 13:26 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

معضلة الدستور في سوريا

GMT 13:25 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

انتخابات النمسا وأوروبا الشعبوية

GMT 13:23 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

الموسوس السياسي... وعلاج ابن خلدون

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن الظواهري والكرار و لا مركزية القاعدة عن الظواهري والكرار و لا مركزية القاعدة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab