من «ساندرزكوربين» إلى «ترامبجونسون»

من «ساندرز-كوربين» إلى «ترامب-جونسون»

من «ساندرز-كوربين» إلى «ترامب-جونسون»

 العرب اليوم -

من «ساندرزكوربين» إلى «ترامبجونسون»

بقلم _ عريب الرنتاوي

عشية الانتخابات الرئاسة الأخيرة، التي جاءت بدونالد ترامب للبيت الأبيض، داهمني «سيناريو متخيّل»: بيرني ساندرز مرشح يسار الحزب الديمقراطي يجلس في المكتب البيضاوي رئيساً للدولة الأعظم، لتأتي الانتخابات البريطانية من بعد، بمرشح اليسار العمالي جيرمي كوربن إلى 10 داوننغ ستريت ... الرجلان، على اختلاف تجربتهما، ينتميان ليسار الوسط، ولدى كل منهما مواقف مشهودة في نقد إسرائيل، لم تألفها المؤسسة الرسمية – الحزبية في كلا البلدين، وهما مؤيدان لحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة ... ربما كان في الأمر، ضربٌ من «التفكير الرغائبي»، لكن الرجلين اللذين جاءا إلى موقعيهما من قلب «حركات الاحتجاج الحقوقية»، وقفا ( ويقفان) على مسافة قصيرة من المركز الأول لصنع القرار في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة سواء بسواء.

صناديق الاقتراع، والحراك السياسي / الحزبي / البرلماني في كلا البلدين جاءت بنتائج مغايرة تماماً، نقيضة لتفكيري «الرغائبي» ... دونالد ترامب يأتي رئيساً للولايات المتحدة، من خارج المؤسسة «الصلبة» للحزب الجمهوري ... فيما تداعيات «البريكست» والحراك البرلماني / الحزبي البريطاني يأتيان ببوريس جونسون إلى 10 داوننغ ستريت ... وصار «مشوقاً» أن نرى الرجلين في أول قمة تجمعهما، ما الذي سيقولانه، وأية مفاجآت و»زلات لسان» و»انتقادات لاذعة» ستصدر عنهما ... صار مهماً أن نرى كيف سيتسابقان في التزلف لإسرائيل والتملق لها، وهما اللذان طالما فاخرا بأنهما «أكثر صهيونية» من صهاينة إسرائيل ذاتها.

التحولات التي تعصف بالمجتمعات الغربية ودول الديمقراطية «الانجلو – ساكسونية» من ضمنها، لم تترك للخيال مساحة واسعة للتحرك ... من سيناريو ساندرز – كوربن المُتخيّل إلى سيناريو ترامب – جونسون الواقعي... مساحة الوسط تم «السطو» عليها، والاستقطاب سيد الموقف، ودائماً تحت تأثير رياح العولمة المتوحشة وأزمات الهجرة واللجوء وصعود اليمين الشعبوي وتنامي «الحمائية» و»الانكفائية» في مواقف وسياسات بعض الأحزاب والتيارات والحكومات الغربية.

لا ندري إن كان الأمريكيون سيجددون لترامب لولاية ثانية أم أن الحياة السياسية للرجل قد شارفت على نهايتها ... كما أننا لا ندري إن كان جونسون سيبقى في منصبه لفترة طويلة، وما إن كان سيعاد انتخابه على رأس قائمة المحافظين رئيساً لحكومة صاحبة الجلالة، أم أنه سيكون «آخر رئيس للمملكة المتحدة»، وفقاً للنبوءة المتشائمة لرئيس وزراء بريطاني أسبق، في إشارة إلى اعتراضات اسكوتلندية وإيرلندية على خطط جونسن «الانسحاب من دون اتفاق» من الاتحاد الأوروبي، قد تفضي إلى انسحابهما من «المملكة المتحدة».
والأهم من هذا وذاك، أننا لا نعرف حتى الآن، كيف ستنتهي انتخابات دول غربية وازنة، كألمانيا مثلا، وما إن كان التيارات الشعوبية، اليمنية بخاصة، ستنجح في ضم ألمانيا إلى نادي «ترامب – جونسون» ... الغرب يتغير، وتتغير معه، منظومة القيم والمبادئ، الضوابط والمحددات الحاكمة للسياسة الخارجية لهذه الدول العظمى، وبصورة ستترك بصماتها الثقيلة على قضايا المنطقة وأزماتها المشتعلة.

الديمقراطية تستبطن المجازفة دائماً ... ولعل المقامرة الديمقراطية الأكبر في تاريخ البشرية كانت في الانتخابات التي أوصلت أدولف هتلر للحكم في ألمانيا ... اليوم، تتكشف الديمقراطية عن ميل جارف للمجازفة والمغامرة، إذ حتى المتشائمين بتجربة صناديق الاقتراع، لم يخطر ببالهم أن يبلغ «العته» بالرأي العام، وأن يصل العمى بصناديق الاقتراع، حد انتخاب شخصيات هوجاء، فاقدة للأهلية النفسية والذهنية، إلى سدة الحكم، وفي أقدم وأقوى ديمقراطيتين في العالم.

arabstoday

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من «ساندرزكوربين» إلى «ترامبجونسون» من «ساندرزكوربين» إلى «ترامبجونسون»



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:16 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل
 العرب اليوم - ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل

GMT 06:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحكومة والأطباء

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 11:18 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

رسميًا توتنهام يمدد عقد قائده سون هيونج مين حتى عام 2026

GMT 13:28 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

5 قتلى جراء عاصفة ثلجية بالولايات المتحدة

GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تعلن إسقاط معظم الطائرات الروسية في "هجوم الليل"

GMT 10:05 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

شركات الطيران الأجنبية ترفض العودة إلى أجواء إسرائيل

GMT 19:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تؤكد إطلاق عمليات هجومية جديدة في كورسك الروسية

GMT 10:12 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

انخفاض مبيعات هيونداي موتور السنوية بنسبة 8ر1% في عام 2024

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد

GMT 18:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هوكستين يؤكد أن الجيش الإسرائيلي سيخرج بشكل كامل من لبنان

GMT 07:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

استئناف الرحلات من مطار دمشق الدولي بعد إعادة تأهيله

GMT 10:04 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

البيت الأبيض يكتسى بالثلوج و5 ولايات أمريكية تعلن الطوارئ

GMT 08:21 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يتعرّض لهجوم جديد بسبب تصريحاته عن الوشوم

GMT 06:39 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

زلزال قوي يضرب التبت في الصين ويتسبب بمصرع 53 شخصًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab