أكراد سورية  لا عودة إلى ما قبل 2011

أكراد سورية ... لا عودة إلى ما قبل 2011

أكراد سورية ... لا عودة إلى ما قبل 2011

 العرب اليوم -

أكراد سورية  لا عودة إلى ما قبل 2011

عريب الرنتاوي

استحق أكراد سوريا كيانهم الذاتي الخاص ... ما بعد “كوباني” ليس كما قبلها، و الهوية الكردية السورية انتعشت كما لم يحصل من قبل ... ومن الآن فصاعداً، لا يمكن إعادة المارد الكردي إلى قمقمه، ولم يعد “مرسوم التجنيس” كافياً، بعد أن خبر الأكراد “حلاوة” الإدارة الذاتية ومعنى الهوية والكيانية الخاصة بهم ... لقد قدموا ألوف الشهداء في الحرب مع “ داعش ” وأخواتها ... والمؤكد أنهم لن يعودوا إلى الوراء.

النظام في دمشق، الذي اتهمت أحزاب كردية فاعلة، بأنها صنيعته وربيبته، لم يحم الأكراد ... فشل في الدفاع عن مناطقهم، تركها نهباً لـ “داعش”، وقبلها لتحكم وسيطرة شتى أشكال وأنواع المعارضات الموزعة على العواصم والمحاور المتصارعة ... فشلت المعارضة في توجيه خطاب مقنع للأكراد، حتى بعد أن جاءت بـ “أحدهم” رئيساً لمجلسها الوطني ... ولعب الأكراد لعبتهم التي اشتهروا بها، في العراق أولاً وفي سوريا في وقت آخر ... أخذوا من النظام ومن المعارضة ما شاءوا، وما خدم ويخدم مشروعهم الاستقلالي.
تركيا على رحابة حجمها ودورها، ضاقت بهم، يسرت لـ “داعش” أمر اختراق الحدود وتهريب المال والرجال والسلاح والنفط، عينها على “عين العرب” وهدفها “المزدوج” الذي باحت به، إسقاط النظام وقطع الطريق على الكيان الكردي السوري الناشئ ... أنقرة تحالفت مع كل “شياطين” الإنس والجن ضد أكراد سوريا ... لكن قضية الأكراد انتصرت، بمعزل عن كوباني ومصائرها، وهزمت أنقرة، التي قبلت مرغمة على تسهيل وصول الإمداد الكردي من العراق إلى كوباني ... وهذا المدد ما كانت أنقرة لتقبل به، حتى وإن كان محكوماً بإشراف صديقها في أربيل، مسعود البرزاني، لولا الضغوط الهائلة التي تعرضت لها من المجتمع الدولي.

أياً كان شكل الحل أو التسوية، وأياً كانت مآلات الأزمة السورية، فلن يعود أكراد سوريا إلى الوراء، إلى ما قبل العام 2011، لن يعودوا مواطنين بلا قيود أو سجلات، لن يعودوا مواطنين من الدرجة الثانية ... سيكون هناك إقليم كردي، وسيتمتع بدرجة واسعة من الحكم والإدارة الذاتيتين، سواء بقي النظام أم رحل، انتصرت المعارضة أم هزمت، بقيت سوريا موحدة أو تقسّمت ... كل الطرق تؤدي إلى كردستان الغربية أو كردستان السورية.

والحقيقة أن تطورات المنطقة، وتحديداً منذ اندلاع شرارات الربيع العربي، فتحت الباب رحباً أمام يقظة الهوية الكردية في المنطقة عموماً ... أكراد العراق ذهبوا بعيداً في بناء كيانهم المستقل، ولولا “طوفان داعش” لكانت أربيل اليوم، عاصمة الدولة المستقلة لأكراد شمال العراق ... وأكراد سوريا، لم يتركوا سانحة دون استغلالها لتثبيت دعائم كيانهم على خريطة سوريا والمنطقة ... أما أكراد تركيا، فهو يراوحون بين حدي: استئناف العملية السلمية مع أنقرة أو امتشاق السلاح من جديد في جبال قنديل ... الغائب عن “ديالكتيك” الحركة الكردية حتى الآن، هو شطرها الإيراني.

وأحسب أن على العرب السوريين التعلم من دروس التجربة العراقية المريرة ... يجب التوصل إلى صيغ وقواسم مشتركة تحفظ للأكراد حقوقهم، وتكفل لسوريا وحدتها في إطار من اللامركزية أو الفيدرالية المعترفة بمكونات البلاد ... لقد ذهب عصر الدولة المركزية المحكومة بحزب أو طائفة أو عائلة أو زعيم أوحد، وجاء عصر “المكونات” شئنا ذلك أم أبينا ... 

وعلى السوريين اشتقاق طريقهم في هذا المجال، وتفادي مع وقع فيه جيرانهم شرقاً وغرباً، في العراق ولبنان، من أخطاء وخطايا المحاصصات المذهبية والقومية، واللجوء إلى صيغ أكثر حداثة، ومعمول فيها في عشرات الدول العالم، فيدراليات جغرافية، تحفظ وحدة البلاد وحقوق المكونات، وترسي تقاسماً للسلطة والثورة، عادلاً ومشروعاً بين الجميع، يشعر معه كل مواطن ومجموعة، بأنه شريك في الوطن، وأن له فيه، ما للآخرين، لا أكثر ولا أقل.

“القوميون العرب” في النظام والمعارضة على حد سواء، يجب أن يتوقفوا ملياً أمام ركام خطابهم التبشيري، الذي عجز في حفظ “وحدة القطر” بدل أن يجلب “وحدة الأمة” ... استمرارهم على خطابهم “المركزي” الفوقي والاستعلائي، لا يوازيه خطورة سوى خطاب “القوميين الأكراد” الذي لا حدود لطموحاتهم وأساطيرهم ... لا حدود لمغامراتهم.

التاريخ يفتح ذراعيه لكردستان الكبرى، بدءاً بفيدراليتها الموزعة على خريطة الانتشار الكردي في المنطقة، وقد آن الأوان لنرحب بهذا المولود الجديد – القديم ... وإذا كان “ربيع العرب” قد مزق العرب، وأعاد إنتاج خرائطهم وفقاً لخطوط الطوائف والمذاهب، فإنه قد وحد الأكراد في معركتهم الواحدة من أجل البقاء في إقليم طارد ومناهض لهم، وربما يكتب التاريخ بأن ربيع العربي الذي استحال خريفاً عليهم، كان ربيعاً مورقاً على إخوانهم وجيرانهم “الكورد”، ولا أحسب أن في ذلك غضاضة.

arabstoday

GMT 13:39 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تقاتلوا

GMT 13:37 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

لبنان.. عودة الأمل وخروج من الأسر الإيراني

GMT 13:33 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ليلى رستم نجمتنا المفضلة

GMT 13:31 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ظاهرة إيجابية بين الأهلى والزمالك

GMT 13:28 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

سوريا بعد الأسد واستقبال الجديد

GMT 13:26 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

معضلة الدستور في سوريا

GMT 13:25 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

انتخابات النمسا وأوروبا الشعبوية

GMT 13:23 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

الموسوس السياسي... وعلاج ابن خلدون

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكراد سورية  لا عودة إلى ما قبل 2011 أكراد سورية  لا عودة إلى ما قبل 2011



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة
 العرب اليوم - خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 14:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مورينيو ومويس مرشحان لتدريب إيفرتون في الدوري الانجليزي

GMT 14:39 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

وست هام يعلن تعيين جراهام بوتر مديراً فنياً موسمين ونصف

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تحتفل بألبومها وتحسم جدل لقب "صوت مصر"

GMT 14:38 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتى يحسم صفقة مدافع بالميراس البرازيلى

GMT 14:30 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

جوزيف عون يصل إلى قصر بعبدا

GMT 20:44 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر يونايتد يعلن تجديد عقد أماد ديالو حتي 2030

GMT 14:32 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

كييف تعلن إسقاط 46 من أصل 70 طائرة مسيرة روسية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab