السفير الإسـرائيلي شخص غير مرغوب فيه

السفير الإسـرائيلي "شخص غير مرغوب فيه"

السفير الإسـرائيلي "شخص غير مرغوب فيه"

 العرب اليوم -

السفير الإسـرائيلي شخص غير مرغوب فيه

عريب الرنتاوي

بمقدورنا أن نتحدث لساعات عن نواقص ومثالب الأداء النيابي، لكن حين ينبري السفير الإسرائيلي بالنقد والتجريح والسخرية من مجلسنا النيابي، فإننا لا نمتلك إلا وضع ملاحظاتنا وانتقاداتنا جانباً، والتصدي مع السادة النواب، لهذا العدوان الجديد، على رمز سيادي أردني، وهذه المحاولة البائسة لتدنيس حرمة المجلس، امتداداً لما تقوم به حكومة السفير ومستوطنوه وحاخاماته وجنوده، من انتهاكات صارخة لحرمة الأقصى والمقدسات، وما تشنه من اعتداءات على “الرعاية” الأردنية لهذه الأماكن.

أن يقول السفير إن هذا البرلمان غير شعبي في الأردن، فهذا أمر لا يستحق الرد أو التعليق، ببساطة لأنه لا يقدم ولا يؤخر حين يتعلق الأمر بهذه المؤسسة التمثيلية (السيادية) التي تشكل الركن الثاني من أركان النظام السياسي – الدستوري الأردني ... وأن يقول السفير إن ما فعله بعض النواب إنما يستهدف كسب الشعبية، فمعنى ذلك، أن “العداء لإسرائيل” ما زال هو المصدر الرئيس لكسب الشعبية، فكل من يناهض هذا الكيان ويتعرض لسياساته وممارسته، سيلقى تأييداً شعبياً على الرغم من مرور عشرين عاما على “السلام البارد” بين البلدين، وهذه قصة فشل لن يقلل من شأنها استمرار بعض قنوات التنسيق بالعمل على المستوى الرسمي.

أما أن يقول السفير إن ما فعله بعض النواب، هو ضرب من ضروب الانتهازية، فلا أدري كيف يصدر مثل هذا الكلام عن سفير لرئيس حكومة، لم يشتهر بشيء أكثر من الانتهازية وشبق السلطة وشهوة الأضواء، حتى أن كبار حلفائه في حكومته الحالية، قالوا إن الرجل يمكن أن يقامر بمستقبل إسرائيل، طالما كان ثمن ذلك البقاء في السلطة وكسب الانتخابات المقبلة والعودة مجدداً إلى رئاسة الحكومة، فبأي منطق و”أية عين”، يتكلم هذا الرجل؟!

ما فعله النواب، وبصرف النظر عن أية آراء أو تقييمات بشأنه، إنما يعبر عن حالة الاحتقان الشعبية حيال ما تقوم به إسرائيل من عمليات قتل واعتقال وتشريد واستيطان في القدس والضفة وغزة، وهو تعبير عن فشل جميع محاولات تطبيع العلاقات بين إسرائيل والشعب الأردني، وهو الشاهد الأوضح، على برودة هذا السلام بين عمان وتل أبيب، وقابليته للانهيار مع تتالي عمليات التوسع الاستيطاني ومحاولات تهويد القدس و”أسرلتها”، والاعتداءات على الدور الأردني فيها، والتطاول على مؤسسات الدولة الأردنية.

لقد سبق أن اشتكى أردنيون ونواب كثر، من محاولات سفير دولة شقيقة (السفير السوري) التدخل في الشأن الأردني، وقيامه بتوجيه انتقادات لأحزاب ونواب ومؤسسات وشخصيات أردنية، انتهت بإعلانه شخصية غير مرغوب فيها على الأراضي الأردنية، والمؤكد أن مثل هذه الممارسات عندما تصدر عن سفير دولة تعتبرها الغالبية الساحقة من الأردنيين (دولة عدوة)، وترى أكثريتهم أنها التهديد الأكبر لأمن الأردن واستقراره، لا شك أنها تثير قدراً أعلى من الاستفزاز وتستدعي ردات أفعال أكثر غضباً.

لكننا للأسف، لم نسمع شيئاً من بعض هؤلاء الذين طالما جيشوا وحرضوا على السفير السوري، بحق السفير الإسرائيلي، مع أنهم تسلحوا بحكاية هيبة الدولة والمؤسسات، لكأن السفير الإسرائيلي لم يتعد على هذه الهيبة ولم يسخر من تلك المؤسسات ... فلماذا غفل هؤلاء ولاذوا بصمت القبور، أم أن لسان حالهم يجد عذراً لما فعله السفير؟ ... هل كانت حملتهم على السفير السوري، انتصاراً حقيقياً لتلك المؤسسات، أم أنها تسترت بها وتذرعت بهيبتها المستباحة كوسيلة للتجييش على السفير ودولته، وتسويقاً للانضمام الأردن لأحلاف معروفة، وانتهاجه سياسات تلحق أفدح الضرر بمصالحه؟!

لقد تم استدعاء السفير الإسرائيلي لإبلاغه رفض الحكومة وإدانته لتدخلاته الوقحة في شؤوننا الداخلية، وتطاوله على مؤسسة دستورية، تمثل إرادة الشعب الأردني، شاء السفير أم أبى، لكن في ظني أن الأمر لا يجب أن يتوقف عند هذا الحد، وأحسب أن الحفاظ على هيبة مؤسسات الدولة الأردنية، ومنع تكرار هذا التطاول وتلك التعديات، إنما يستوجب “إعلان السفير شخصاً غير مرغوب فيه في الأردن”، وهذا أضعف الإيمان.

arabstoday

GMT 07:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 06:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 06:49 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 06:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السفير الإسـرائيلي شخص غير مرغوب فيه السفير الإسـرائيلي شخص غير مرغوب فيه



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab