رائحة الاستخبارات تنبعث من الغوطة

رائحة الاستخبارات تنبعث من "الغوطة"

رائحة الاستخبارات تنبعث من "الغوطة"

 العرب اليوم -

رائحة الاستخبارات تنبعث من الغوطة

عريب الرنتاوي

لا يجادل اثنان في قدرة النظام السوري على ارتكاب الموبقات والحماقات، بيد أن ما جرى أمس الأول في "الغوطة الدمشقية"، يفوق قدرة النظام على مقارفة هذا القدر من الإجرام والغباء السياسي ... فهل يعقل مثلاً، أن يلجأ النظام إلى استخدام أسلحته الكيماوية، فيما فريق التحقيق الدولي في استخدام هذه الأسلحة، يجول على المسؤولين السوريين، ودمشق تشرع في تنفيذ اتفاق أبرمته "فخورةً" مع الأمم المتحدة بهذا الشأن، وتسعى بتشجيع من روسيا، في طي هذه الصفحة وإغلاقها كلياً؟ ثم، لماذا يستخدم النظام أسلحته الكيماوية في أطراف دمشق، وهو الذي سجّل على امتداد الأشهر الفائتة، تقدماً ملحوظاً على مختلف جبهاتها، وأسقط رهانات المعارضات المسلحة على دنو ساعة "المنازلة الكبرى" و "أم المعارك" في سوريا، معركة العاصمة ... هل من سبب للاستعجال في الحسم، وهل يمكن التفكير باستخدام أي سلاح لإنجاز هذه الغاية، حتى وإن كان استخدامه اجتيازاً لكل "الخطوط الحمراء" التي رسمها المجتمع الدولي للنظام، بمن في ذلك أصدقاؤه وحلفاؤه؟ منذ الإعلان أول مرة عن دخول السلاح الكيماوي، ميادين القتال وجبهات الحرب في سوريا وعليها، ساورتنا الشكوك حول احتمالات تورط أكثر من لاعب إقليمي ومحلي في هذه اللعبة القذرة، سيما تلك الأطراف التي أعيتها محاولاتها البائسة واليائسة لاستدراج التدخل العسكري الدولي واستعجاله ... وما أن رسم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، خطاً أحمر للنظام السوري يتمثل في لجوئه إلى السلاح الكيماوي، حتى بدأ "العقل الشرير" لغرف العمليات السوداء، بالبحث عن سبل لتوفير "البضاعة المطلوبة"، والإعلان رسمياً عن اجتياز النظام لخطوط أوباما الحمراء. ولقد قرأنا عشرات ومئات المقالات والتصريحات والتعليقات العربية والدولية، التي تضغط على رئيس الإدارة الأمريكية للخروج من حالة الضعف والتردد، والمقامرة بإضعاف الولايات المتحدة وتبديد هيبة رئيسها، حتى أن البعض منّا، وتأسيساً على موروثنا الذكوري والقبلي، بدأ يشكك في "رجولة" الرئيس، ويستفزها بالشواهد والبيانات، الصحيح منها و"المفبرك"، لاستيقاظها وتنشيطها، وابتزازه بما كان قد صدر عنه، بيد أن ذلك كله لم يجد نفعاً. نعلم، كما يعلم القاصي والداني، أن المعارضة/المعارضات السورية، لديها "قدرات كيماوية"، بعضها كما كشفت المصادر الأمنية العراقية، من تصنيعها، ولقد وضع المخابرات العراقية يدها على مصنع لإنتاج الأسلحة الكيماوية المُعدة للاستخدام ضد أهداف عراقية والتصدير إلى سوريا، وأن هذه القدرات متوفرة لدى تنظيم القاعدة بمسمياته المختلفة ... في حين أن بعض قدرات المعارضة الكيماوية، يمكن أن يكون مستورداً، على طريقة البيوت مسبقة الصنع المشهورة في مختلف المدن السورية. النظام نفسه، سبق وأن كشف عن مستودعات تحتوي على أسلحة كيماوية، بيد أن رواية النظام تظل "مشروخة" ومطعون في صدقيتها، حتى وإن تمسّح إعلامييوه والناطقون باسمه، بكسوة الكعبة المشرّفة ... وحين جاء الخبر من تركيا، عن اعتقال "خلية جهادية" بحوزة أفرادها أسلحة كيماوية، استنفرت الدبلوماسية والاستخبارات الروسية للحصول على المزيد من المعلومات والتفاصيل، بيد أن سلطات أنقرة، أحجمت عن التعاون والإفصاح، ذلك أن تأكيد خبر حصول المعارضة (بعضها) على السلاح الكيماوي، من مصدر صديق وحليف وداعم ومحرّض لها، مثل حكومة رجب طيب أردوغان، ستكون له تداعيات ونتائج أشد بكثير مما توّلد عن "الإفصاح العراقي" أو عن "الإفصاح الدمشقي". وثمة مصادر عديدة متطابقة، تحدثت عن دور استخباري لدولة عربية في إيصال السلاح الكيماوي لبعض المعارضة، وبتسهيل وتعاون من المخابرات التركية، وبهدف استخدامه في سوريا وإلصاق التهمة بالنظام، ودائماً بهدف استدراج التدخل واستعجاله، والبرهنة بالملموس على أن النظام قد اجتاز خطوط أوباما الحمراء، خصوصاً في منطقة خان العسل. هذا لا يعني أن المعارضة هي من استخدم هذا السلاح، ولا يعني ما ذهبنا إليه، أننا بصدد تقديم "صك براءة" للنظام، ثمة أجهزة استخبارية ومصالح إقليمية ودولية، لا يمكن خدمتها من دون استعجال الإطاحة بنظام الأسد، وهذا كما بات واضحاً، يبدو متعذراً من دون تدخل دولي بأشكال ومستويات مختلفة، وفي هذا السياق، وفيه فقط، يمكن فهم اللعب الخطر بالورقة الكيماوية القذرة. في المرات التي قيل فيها أن سلاحاً كيماوياً قد استخدم من قبل قوات النظام لضرب المعارضة، جاءت التقارير لتؤكد أن بضعة عشرات فقط من المدنيين الأبرياء قد سقطوا اختناقاً وتسمماً ... ما حاجة النظام لفعل ذلك بالسلاح الكيماوي، وهو القادر بـ “براميله" الثقيلة التي تلقيها طائراته الحربية، على إيقاع أضعاف هذه الأعداد من الضحايا، ومن دون أن يتسبب لنفسه بكل "وجع الرأس" هذا ... وبالقياس إلى "أفضل التجارب الدولية" في استخدام السلاح الكيماوي، كانت التقارير تتحدث عن إبادة قرى وبلدات أو قطاعات عسكرية بأكملها، وكانت أرقام الخسائر تراوح ما بين عشرات الألوف إلى مئات الألوف ... حصل ذلك في معركة "الفاو"، كما حصل في "غزوة الأنفال" ضد أكراد شمال العراق على سبيل المثال لا الحصر، فلماذا يبدو الأمر مختلفاً في سوريا، لماذا هنا بالذات، يبدو استخدام السلاح الكيماوي "مختبرياً"؟، وما الهدف الأخير منه؟ على أية حال، لسنا ننفي أو نؤكد استخدام سلاح كيماوي في "الغوطة"، فهذا فوق طاقتنا وخارج وظيفتنا ... كما أننا لسنا نتهم النظام أو نبرئه من أمر كهذا، وكذا الأمر بالنسبة للمعارضة ... بيد أننا نشتم رائحة عمل استخباري في "الغوطة"، ربما جرى تنفيذه عبر أدوات مختلفة، واختراقات ذات صدقية، سواء في صفوف النظام أو في صفوف المعارضة، أما الهدف الذي لا تخطئوه العين المجرد فهو: استدراج عروض التدخل الدولي واستعجال فتح "المظاريف". نقلا عن موقع القدس للدراسات السياسية

arabstoday

GMT 07:45 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 07:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 07:25 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 07:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 07:21 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 07:18 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 07:16 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

حتى يكون ممكناً استعادة الدولة

GMT 07:13 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رائحة الاستخبارات تنبعث من الغوطة رائحة الاستخبارات تنبعث من الغوطة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab