شامير 1991  نتنياهو 2013

شامير 1991 ... نتنياهو 2013

شامير 1991 ... نتنياهو 2013

 العرب اليوم -

شامير 1991  نتنياهو 2013

عريب الرنتاوي

بخلاف الفلسطينيين، ليس للمفاوضات عند نتنياهو حكومته، من أهمية تتعدى موائدها ومؤتمراتها الصحفية، واستمرارها إلى "ما شاء الله" ... "المفاوضات من أجل المفاوضات" لا أكثر ولا أقل ... المسألة ليست هاجساّ أو عقدة عند نتنياهو أو أي من أركان حكومته وائتلاف اليمين واليمين المتطرف الذي يحكم إسرائيل ... المسألة (ببساطة)، أنهم يعرفون "مصلحة إسرائيل العليا"، بإدامة المفاوضات، وتأبيد الوهم بأن هناك عملية سلمية، وأن تقدماً يُحرز في كل مرة ... إذ تحت جنح هذا الوهم، وخلف ستار الأكاذيب الكثيف الذي تعمل على بنائه، آلة الدعاية الإسرائيلية، تكون إسرائيل، قد استكملت ما بدأته من عمليات تهويد وأسرلة وضم واستيطان، وتكون قد واصلت سياساتها القديمة – الجديدة – المتجددة: فرض الوقائع الصلبة على الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967. نتنياهو، شأنه في ذلك شأن جميع رؤساء حكومات إسرائيل المتعاقبة، يخشى الصدام بواشنطن، والمؤكد أنه لا يرغب في الظهور بمظهر من أعاق وعرقل مهمة وزراء خارجيتها أو رؤساء إدارتها ... ليس نتنياهو، العارف بدقائق المشهد الداخلي الأمريكي، من يرغب أو يريد أن يضع نفسه في حالة مواجهة مع باراك أوباما أو جون كيري ... لذا نرى الرجل يذهب إلى المفاوضات، ويقدم في سبيلها "أكثر التنازلات إيلاماً" ... أليس هو من قال في اجتماع حكومته "لقد وافقنا على إطلاق سراح 104 إرهابيين حتى لا نضطر للاعتراف بخط الرابع من حزيران أو وقف الأنشطة الاستيطانية"؟! التاريخ يعيد نفسه، وما أشبه اليوم بالبارحة ... قبل 22 عاماً، طاف جيمس بيكر في المنطقة جيئة وذهاباً، ونفذ وزير الخارجية الأمريكي القوي آنذاك، إحدى عشرة جولة مكوكية فيها، ولوّح بكل أوراق القوة والضغط التي يمتلكها، بما فيها "ضمانات القروض الأمريكية لإسرائيل والبالغة عشرة مليارات دولار" ... ما كان لسلف نتنياهو ومعلمه وأبيه الروحي اسحق شامير، أن يقف سداً في وجه طموحات بيكر وأحلام سيد البيت الأبيض ... رضخ للضغط، وذهب إلى مدريد وتعهد بأن "يجرجر" العرب والفلسطينيين وراءه عشر سنوات في مفاوضات عقيمة... انقضت السنوات العشر، وبعدها مثلها وأزيد، وما زلنا في مهب المفاوضات العبثية. اليوم، وبعد ستة جولات مكوكية في المنطقة، قام بها وزير الخارجية الأمريكية المخضرم جون كيري، واستخدم في أثنائها كل أوراق القوة والضغط، بما فيها القرار الأوروبي بإخراج مستوطنات الضفة من "ولاية" الاتفاقات المبرمة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي ... ما كان لنتنياهو إلا أن ينحني أمام العاصفة، واضعاً لنفسه وحكومته ومفاوضيه، خطين أحمرين: الأول، لا عودة لخط الرابع من حزيران، ولا وقف للاستيطان، وبعد ذلك كل شيء ممكن، وهذا ما حصل على أية حال. في العام 1991، كانت الولايات المتحدة المتجهة لتزعم نظام القطب الواحد الجديد، بحاجة لمبادرة من عيار ثقيل، تهدئ بها من روع العرب الذي كان مرسوماً لهم أن يلعبوا دوراً حاسماً، سياسياً وإعلامياً و"شرعيا" على الأقل، في حرب تحرير الكويت واحتلال العراق ...جاءت فكرة "مدريد" وانتعشت الآمال بعملية السلام، وما أن وضعت الحرب أوزارها محققة أهداف "العدوان الثلاثيني"، حتى عادت واشنطن وتل أبيب إلى سابق يوميات "حلفهما الاستراتيجي". في العام 2013، تبدو الولايات المتحدة في وضع مغاير، لكن مصالحها و"تكتيكاتها" لم تتغير ... نظام القطب الواحد يودع حقبة ليدخل العالم من بعده، في نظام تعددي الأقطاب، وواشنطن في حالة تراجع استراتيجي في المنطقة، بل والمنطقة برمتها في أدنى سلم اهتماماتها وأولوياتها ... أما حين يتصل الأمر بالمنطقة ذاتها، فثمة ملفات أكثر أهمية من القضية الفلسطينية وصراع الفلسطينيين مع محتليهم ... في هذا السياق يبدو الاهتمام الأمريكي مفاجئاً إلى حد ما، بل وشخصياً يكاد ينحصر بأجندة الوزير، وليس الإدارة كما تقول تقارير عديدة ... بيد أنه اهتمام يخفي مع ذلك، مصلحة في "ضبط إيقاع الصراع العربي الإسرائيلي" إلى حين التفرغ من معالجة الملفات الأكبر والأكثر تفجراً: إيران، سوريا، والآن مصر وغداً تونس وهكذا. يدرك نتنياهو هذه الحقيقة بلا شك، ولذلك نراه "يساير" الوزير الأمريكي في إنفاذ بعض رغباته، هو يعرف بلا شك أن طريق المفاوضات ليست بالضرورة نافذة ... هو يدرك أنها ليست أولوية أولى على جدول أعمال واشنطن .... هو يدرك أنها "محاولة أخيرة" ... هو يدرك أن حدودها وسقوفها متواضعة للغاية، لذا لا نراه يتردد كثيراً في الالتحاق بقطارها، طالما أن الكلفة محدودة، والنتائج خاضعة للسيطرة، وطالما أنها توفر مظلة وحاضنة "للمصلحة الإسرائيلية العليا" طالما ظلت في الغرف المغلقة، ولم يترتب على أي من نتائجها، ما يمكن أن يفسد شهية الاستيطان والتوسع والاحتلال. قد يقال الكثير عن جهود كيري وأوراقه، وقد يقال ما هو أكثر عن "توافقات" المتفاوضين ... ولا شك أن عواصم المنطقة جميعها تلهج بالدعاء لكيري ومهمته، نظراً لإفلاسها ومحدودية خياراتها، وليس لإيمانها بأن "الدعاء" وحده يمكن أن يخرج عملية السلام من استعصاءاتها ... بيد أن مكتوب مهمة كيري يقرأ من عنوانه، وعنوانه في تل أبيب وليس في واشنطن، عنوانه في القدس ومستوطنات الضفة وغور الأردن والتلال الغربية والترتيبات الأمنية ... هنا مربط الفرس، وعند هذه الصخور ستتحطم مهمة كيري كما تحطمت "تايتانيك مدريد وأوسلو" ... فلا تستعجلوا التفاؤل ولا تستبشروا باحتفالات "التوقيع" قبل أوانها. نقلا عن موقع القدس للدراسات السياسية 

arabstoday

GMT 09:18 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... من سيكتب الدستور؟

GMT 09:16 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

اكتب أنت يا عندليب!

GMT 09:14 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أُهدى جائزتى.. إلى جريدتى

GMT 09:13 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الزمن الإسرائيلى

GMT 09:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

إرهابى مُعادٍ للإسلام

GMT 09:10 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تطابق من سبايك لى إلى هانى أبو أسعد!!

GMT 09:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

من الأفغنة إلى البلقنة

GMT 09:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لو تعرف لونا الشبل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شامير 1991  نتنياهو 2013 شامير 1991  نتنياهو 2013



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab