هل تستعجل إسـرائيل «الانتفاضة الثالثة» أم تخشاها

هل تستعجل إسـرائيل «الانتفاضة الثالثة» أم تخشاها؟

هل تستعجل إسـرائيل «الانتفاضة الثالثة» أم تخشاها؟

 العرب اليوم -

هل تستعجل إسـرائيل «الانتفاضة الثالثة» أم تخشاها

عريب الرنتاوي

تعتقد أوساطٌ في السلطة الفلسطينية، أو يطيب لها أن تعتقد، بأن إسرائيل تستعجل اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، وأنها تعمل كل ما بوسعها لاستدراج الفلسطينيين إلى هذا “الفخ”، أو “المؤامرة”..والهدف إغراق الفلسطينيين في بحر من الفوضى، وتحميلهم وزر انهيار المحاولات الجديدة لإحياء عملية السلام، والإفلات تأسيساً على ذلك، من قبضة الاستحقاقات التي تنتظر إسرائيل ويتعين عليها الوفاء بها. لكل هذه الأسباب مجتمعة، تؤكد القيادة الفلسطينية صُبح مساء، بأن أحداً لن يستيطع استدراجها إلى هذا “المربع”..وأن الشعب الفلسطيني لن يعود للمربع الأول..فيما “الانتفاضة الثالثة” خط أحمر لا يجوز تخطيه..وثمة فيض من التعهدات و”التهديدات” بقمع أي مسعى لإطلاق “انتفاضة ثالثة” صدرت عن المستويين الأمني والسياسي الفلسطينيين في الأيام والأسابيع والأشهر القليلة الفائتة. نحن لا نأخذ بهذه “الفرضية” أبداً، ولا نصدق مهما “تغلّظت الأيمان” بأن إسرائيل تستعجل اندلاع الانتفاضة الثالثة..إسرائيل لا تريدها، حتى لا أذهب أبعد من ذلك وأقول بأنها تخشاها..وتقارير الجيش الإسرائيلي المُحذرة من اندلاع انتفاضة ثالثة في متناول الجميع على أية حال، وتصريحات كبار المسؤولين الأمنيين، تذهب في الاتجاه ذاته، وهي علنية ومنشورة بمختلف اللغات..أما زيارة إسحق مولخو إلى المقاطعة لنقل رسالة نتنياهو إلى الرئيس عباس، فقد اقتصرت على بند واحد: إمنعوا التوتير والتصعيد، إفعلوا ما بوسعكم من أجل قطع الطريق على انتفاضة ثالثة. ليس هذا فحسب، فما أن لاحت في الأفق بوادر وإرهاصات انتفاضة تقرع الأبواب، حتى هبّ نتنياهو إلى تقديم رزمة من “التعهدات” و”التسهيلات”، قرر تسريع الإفراج عن بعض الأموال المجمدة، وأشاع معلومات وتسريبات عن النية للإفراج عن بعض أسرى فتح ومعتقليها..وثمة وعود بتسهيلات إضافية لحركة المواطنين في غير اتجاه...وثمة فيض من التحليلات في الصحف الإسرائيلية تذهب جميعها صوب التأكيد على ضرورة تحويل أموال الضرائب لتتمكن السلطة من تسديد رواتب الأجهزة الأمنية، حتى لا يفقد منتسبوها حافزيتهم للقيام بدورهم، فيرتد ذلك على أمن إسرائيل واستقرار مستوطنيها. من نصدق إذن؟..التقديرات الفلسطينية التي تنظر للانتفاضة الثالثة بوصفها مؤامرة إسرائيلية يُراد فرضها على الشعب الفلسطيني..أم التقديرات الإسرائيلية التي تتحدث عنها بوصفها تعبيراً عن الضيق واليأس والإحباط، لها من الأسباب ما يكفي للتنبؤ بقرب اندلاعها، وربما على نطاق واسع ؟!. قد لا تأخذ الانتفاضة الثالثة، شكل الانتفاضة الثانية..وربما لا تكون هناك مصلحة أو جاهزية فلسطينيتين لإعادة انتاج الانتفاضة الثانية..لكن ماذا عن الانتفاضة الأولى، أليست فعلاً جماهيرياً سلمياً، استبق الربيع العربي وألهمه..ألم تنجح انتفاضة الحجارة في تفكيك أطواق العزلة والحصار عن الشعب والقيادة والقضية..لماذا لا تذهب أذهاننا عند ذكر الانتفاضة سوى للانتفاضة الثالثة، وما رافقها من ارتفاع في منسوب العسكرة والتسلح، ألم يبتدع الشعب الفلسطيني أشكالاً ومستويات من الانتفاضة والمقاومة، أذهلت العالم من حيث حنكتها وفعاليتها وعبقريتها؟..أليست المقاومة الشعبية السلمية، ضرباً من ضروب الانتفاضة، أو بالأحرى، ألم تكن الانتفاضة الأولى ضرباً من ضروب المقاومة الشعبية السلمية التي تدعو لها القيادة وتحظى بإجماع الفصائل الفلسطينية، لماذا نرفض الانتفاضة وتدعو للمقاومة الشعبية؟!. هل ثمة من يخشى شيوع حالة من الفوضى وانتقال الانتفاضة سريعاً إلى السلاح؟..هل يمكن التعامل مع “احتمال” كهذا؟..هل يمكن منع الفوضى وضبط الإيقاع للحراك الشعبي؟..هل يمكن التوافق وطنياً على رسم إيقاعات العمل الجماهيري والمقاومة الشعبية، بحيث تصب الانتفاضة في صالح الشعب وخدمة قضيته بدل أن ترتد وبالاً عليه؟. لقد بذلت السلطة جهداً جباراً من أجل أن تدين لها رقاب الفصائل والكتائب والعصائب والأفواج والسرايا..والأرجح أنها لا تريد لعقارب أن تعود إلى الوراء..الأرجح أن ثمة في أوساط السلطة، من يشعر بالتهديد، إن خرج المارد الشعبي من قمقمه..الأرجح أن الانتفاضة قد تكون “مؤامرة” على هؤلاء ومصالحهم ونفوذهم وسلطتهم وسطوتهم، ولكنها أبداً، لن تكون وبالاً على الشعب وقضيته، بل أحسب أنها وحدها المحرك الأساس الذي بمقدوره أن يدير عجلات حل القضية وإنهاء الاحتلال واستعادة الحقوق. وعلى الذين يتهددون ويتوعدون إسرائيل بدفع أثمان مواقفها وممارساتها الاستفزازية ضد أسرى الشعب وحقوقه، أن يخبرونا ماذا هم فاعلون، وكيف بمقدورهم أن يجبروا إسرائيل على النزول لمطالب الشعب الفلسطيني وتطلعاته وحقوقه...عليهم أن يخبرونا كيف يمكن الخروج من حالة الانسداد و”الموات” التي يعيشها الخيار التفاوضي وطريق “حل الدولتين”..عليهم أن يشرحوا لنا الأسباب التي يمكن – من وجهة نظرهم – أن تدفع إسرائيل للجلاء عن الأرض المحتلة. والمؤسف حقاً، أن وضع غزة اليوم، ليس أفضل كثيراً من وضع الضفة الغربية، فحسابات السلطة هناك، تكاد تقترب من حسابات السلطة هنا..الكل يريد أن يبقى في السلطة، والكل يريد أن يُبقي الفلسطينيين في منازلهم، ويخشى نزولهم للشارع..ولقد برهنت السلطتان (المحتلة والمحاصرة)، وبمناسبات مختلفة، أنهما تخشيان الحراك الشعبي المستقبل، فلا وظيفة للجماهير في نظرهما سوى المشاركة في احتفالات التأسيس والانطلاقة، وإحياء هذه الذكرى و تلك المناسبة.

arabstoday

GMT 01:46 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بائع الفستق

GMT 01:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

على هامش سؤال «النظام» و «المجتمع» في سوريّا

GMT 01:42 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

دمشق... مصافحات ومصارحات

GMT 01:40 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

السعودية وسوريا... التاريخ والواقع

GMT 01:38 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

ورقة «الأقليات» في سوريا... ما لها وما عليها

GMT 01:36 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

امتحانات ترمب الصعبة

GMT 01:33 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تجربة بريطانية مثيرة للجدل في أوساط التعليم

GMT 01:29 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

موسم الكرز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تستعجل إسـرائيل «الانتفاضة الثالثة» أم تخشاها هل تستعجل إسـرائيل «الانتفاضة الثالثة» أم تخشاها



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:07 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
 العرب اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab