هي الحرب الكونية إذن

هي الحرب الكونية إذن !

هي الحرب الكونية إذن !

 العرب اليوم -

هي الحرب الكونية إذن

عريب الرنتاوي

الإرهاب يضرب في كل مكان، عين العرب / كوباني تعود للواجهة بعد سلسلة من الهجمات الإرهابية ... الحسكة تتحول إلى ساحة معركة مفتوحة مع مئات القتلى وعشرات ألوف المهجرين ... الكويت تستقبل الجمعة الثانية من رمضان بواحدة من أبشع المجازر التي تستهدف المصلين الشيعة وهم ركّع سجود ... ظاهرة الرؤوس المفصولة عن أجسادها تنتقل إلى فرنسا التي يقطع رئيسها زيارة خارجية ليعود إلى متابعة الموقف ... تونس الذي ضربها الإرهاب في قلب عاصمتها، يعود ليضربها من جديد في واحدة من أهم مقاصدها السياحية ... الإرهاب يضرب في كل مكان.

والأرجح أننا وغيرنا، سنعود للكتابة مجدداً عن هذه الظاهرة ... فقد (خرج المارد من قمقمه)، ولم يعد بالإمكان إعادته إليه بيسر وسهولة .... وما لم يستيقظ العالم جدياً على خطورة هذا التحدي الذي لن يسلم منه أحد، فإن من المرجح أن تتوالى موجات العمليات الإرهابية، وأن تتطاول قائمة الدول المتضررة، وأن يسقط المزيد من الأرواح الأبرياء ... المعركة مع داعش، بوصفها العنوان الأبرز للإرهاب ما زالت في بواكيرها ... وداعش ما زال قادراً على البقاء والتمدد.

الذين راهنوا على خيار “تدعيش” المعارضات في بلدانهم، يجدون أنفسهم اليوم أمام “غول” لا يرحم ... لقد خبروا كيف يكون القتال مع تنظيم على هذه الدرجة من القسوة والوحشية ... وأحسب أنهم يدفعون اليوم، ثمناً استراتيجياً للعبتهم التكتيكية التي اشتملت على إشاحة النظر عن صعود التنظيم وقضمه مناطق واسعة من دولهم، واحتلاله لحواضر ومدن كبيرة وعواصم محافظات ... ينطبق ذلك تماماً على بعض فصول سيرة الحرب الأهلية في كل من سوريا والعراق.

والذين راهنوا على “توظيف” داعش في حربهم على الأسد والمالكي، يكتشفون اليوم أنهم إنما كانوا يرعون “ثعباناً” ممتلئ بالسم الزعاف، ما أن أحس بالدفء حتى أخذ يلدغ من ساعده على البقاء والتسلل إلى أهدافه بعيداً عن عيون العالم ... داعش سيضرب في الخليج، كل الخليج من دون استثناء، فحربه اليوم في سوريا والعراق، لكن أنظار قادته ترنو للحرمين الشريفين، توطئة للسيطرة على جزيرة العرب بأكملها.

والذي صرفوا الوقت والجهد للتميز ما بين داعش من جهة وكل من النصرة في سوريا والقاعدة في اليمن، سيدفعون أبهظ الأثمان ... وسيكتشفون قريباً أن حروب الوكالة التي يخوضونها ضد “إيران وحلفائها”، ولا يتورعون في مسعاهم لكسبها عن دعم النصرة وتعويمها، وإغماض الأعين عن زحف القاعدة على حضرموت ومأرب وشبوة، ستنقلب عليهم... هؤلاء سيندمون ساعة لا ينفع الندم، عندما تبدأ مدنهم وعواصم بالتحول إلى ساحة للتفجيرات والعمليات الدامية التي أصابت دولاً وعواصم عربية عديدة.

والذين لعبوا على وتر المذاهب وحروبها وخنادقها المصطرعة، سيرون عاجلاً وليس آجلاً، بأن سرطان المذهبية سينخر في عظام دولهم ومجتمعاتهم، وأنه هيهات لهم أن ينجحوا في حفظ “وحداتهم الوطنية” الهشة والمفبركة ... سيكتشفون أن خطابهم المذهبي هو الوسيلة الأقصر والأنجع لضخ دماء جديدة في عروق التطرف والإرهاب... فأنت تستطيع أن توقظ الفتنة من سباتها، ظناً منك أنك ستكون قادراً على إلحاق الأذى بخصومك، بيد أنك لن تستطيع أن تحكم إغلاق حدودك في وجه امتداداتها وتداعياتها وإفرازاتها... ولنا في التاريخ، قريبه وبعيدة عشرات العظات والعبر.

والذين ظنوا أنهم عصيون على الاختراق، وأن طوفان “الربيع العربي” وفوضاه “غير الخلاقة” لن تطالهم ولن تجرؤ على اجتياز حدودهم المحروسة جيداً، مخطئون وواهمون ... فلا أحد في هذه المنطقة، محصن في وجه رياح المذهبية والطائفية والفوضى ... لا أحد عصيٌّ على الاختراق من قبل “استشهادي” قرر أن الطريق الأقصر إلى الجنة، إنما تمر بتحويل جسده إلى مزق وأشلاء متناثرة.

ستستمر كل هذه الأطراف في المكابرة إلى حين، وربما إلى “ما بعد فوات الأوان”، وستظل تعيد ذات الأخطاء التي قارفتها من قبل من دون أن تتعلم درساً واحداً، ستظل تسلك الطريق ذاته وتنتظر الوصول إلى ضفافً أخرى ... فطوال أكثر من أربعة عقود، تراكمت التجارب والدروس المستفادة، لكن من يجرؤ على القراءة؟ ومن يقوى على التعلم؟ ... يبدو أن قدر جميع دولنا ومجتمعاتنا أن تمر بذات المسارات الصاخبة والدامية، وإن اختلفت الوتائر والشروط والمواقيت.

حتى الدول الأكثر “تعاطفاً” و”تفهما” لحركة الجماعات الإرهابية، لم تنج من بطشها، وهي ما زالت مدرجة في “بنك أهداف” داعش والنصرة والقاعدة ... هل قرأتم رسائل داعش إلى أهل إسطنبول، ووعدها لهم بتخليصهم قريباً من حكم “الطاغوت”؟ ... هل استمعتم لرسائل البغدادي الموجهة للأهل والعشيرة في “جزيرة العرب” وما انطوت عليه من وعود للناس ووعيد للحكام ... هي الحرب الكونية الثالثة التي تحدث عنها الملك عبد الله الثاني إذن... ساحتها قارات العالم الخمس، والأطراف المنخرطة فيها تمتد على مساحة كرتنا الأرضية... أما وقودها فهم الناس والحجارة.

 

arabstoday

GMT 03:23 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الذكاء بلا مشاعر

GMT 03:20 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

جديد المنطقة... طي صفحة إضعاف السنّة في سورية ولبنان

GMT 03:16 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

دعوكم من التشويش

GMT 03:13 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

سوريّا ولبنان: طور خارجي معبّد وطور داخلي معاق

GMT 03:10 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الترمبية انطلقت وستظلُّ زمناً... فتصالحوا

GMT 03:07 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الثنائي الشيعي في لبنان... ما له وما عليه!

GMT 03:03 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

زوبعة بين ليبيا وإيطاليا والمحكمة الدولية

GMT 03:01 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

ترمب وقناة بنما

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هي الحرب الكونية إذن هي الحرب الكونية إذن



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - الدانتيل بين الأصالة والحداثة وكيفية تنسيقه في إطلالاتك

GMT 15:16 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

"يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة
 العرب اليوم - "يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة

GMT 03:07 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الثنائي الشيعي في لبنان... ما له وما عليه!

GMT 05:59 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر لتشخيص أمراض الرئة بدقة عالية

GMT 03:23 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الذكاء بلا مشاعر

GMT 10:55 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

حكومة غزة تحذر المواطنين من الاقتراب من محور نتساريم

GMT 16:09 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab