فاصل ونواصل

فاصل ونواصل!

فاصل ونواصل!

 العرب اليوم -

فاصل ونواصل

عماد الدين أديب

أصبحت برامج «التوك شو» شيئا مستفزا لأعصاب الجماهير، وقرر بعض مقدمي هذه البرامج في عالمنا العربي أن يساهموا في رفع ضغط دم المشاهدين أصحاب المشاعر الحساسة إلى حد أن البعض بات يشك في أن مقدمي هذه البرامج شركاء في مبيعات أدوية ضغط الدم! كل شيء أسود، كل قرار فاشل، كل تصريح ملغوم، كل اجتماع تآمري، كل زيارة لدولة أجنبية مريبة! لا شيء يدعو للتفاؤل، لا أمل في المستقبل، لا يوجد شرفاء، كل الناس لصوص، الجميع شركاء في جريمة كبرى ضد الوطن! بهذا المفهوم أصبحت عملية مشاهدة التلفزيون في عالمنا العربي أكثر خطورة من ركوب صاروخ فضاء من دون مساعدة محطة أرضية! هذا المفهوم أصبح الإعلام بطارية شحن من أجل إشعار الناس بالغضب الهستيري الذي يدفع بالناس إلى فقدان العقل وتبني سياسات مجنونة تدعو إلى تدمير الأخضر واليابس. لا أحد في برامج التوك شو العربية يكمل عبارته دون مقاطعة من الآخر، لا أحد يقبل الحوار الموضوعي الذي يمكن أن يؤدي لفكرة إيجابية تساهم في بناء الوطن. لا أحد يستمع لما يقول الآخر، فقط الجميع يسعدون بسماع أصواتهم أنفسهم وهم ينتقدون بعضهم البعض. ينظر المحاور إلى الكاميرا ويكيل الاتهامات بقسوة إلى كل سكان كوكب الأرض دون أن يقبل بحق أي إنسان بتوجيه حرف واحد من الملاحظات على أدائه المخيف. ندعي جميعنا بأننا نؤمن بالديمقراطية شريطة ألا يمسنا أحد بكلمة واحدة! نحن نؤمن بديمقراطية أن من حقي أن أنتقدك ولكن ليس من حقك أبدا أن تتفوه بكلمة واحدة تجاهي! ما زالت هناك قرون جوهرية بيننا وبين الديمقراطيات المحترمة وكأنه هناك فرق توقيت يبلغ مائة عام! ما زلنا نفقد أعصابنا كل يوم بشكل جماعي، وليس أمامنا سوى انتظار تلك العبارة المخيفة السخيفة: «فاصل ونواصل»! نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

arabstoday

GMT 03:23 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الذكاء بلا مشاعر

GMT 03:20 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

جديد المنطقة... طي صفحة إضعاف السنّة في سورية ولبنان

GMT 03:16 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

دعوكم من التشويش

GMT 03:13 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

سوريّا ولبنان: طور خارجي معبّد وطور داخلي معاق

GMT 03:10 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الترمبية انطلقت وستظلُّ زمناً... فتصالحوا

GMT 03:07 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الثنائي الشيعي في لبنان... ما له وما عليه!

GMT 03:03 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

زوبعة بين ليبيا وإيطاليا والمحكمة الدولية

GMT 03:01 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

ترمب وقناة بنما

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاصل ونواصل فاصل ونواصل



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - الدانتيل بين الأصالة والحداثة وكيفية تنسيقه في إطلالاتك

GMT 15:16 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

"يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة
 العرب اليوم - "يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة

GMT 03:07 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الثنائي الشيعي في لبنان... ما له وما عليه!

GMT 05:59 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر لتشخيص أمراض الرئة بدقة عالية

GMT 03:23 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الذكاء بلا مشاعر

GMT 10:55 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

حكومة غزة تحذر المواطنين من الاقتراب من محور نتساريم

GMT 16:09 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab