هل تعرفون ما السلاح الأهم في معارك غزة البرية الآن؟
الإجابة أنه سلاح الرهائن؟
ومعركته تحرير الرهائن عن نتنياهو تحتاج – أولاً – إلى كسر الآلة العسكرية لحركة حماس.
بموازين للقوى يمكن القول:
1. عدد الجيش الإسرائيلي المقاتل الآن قرابة الـ 400 ألف (أساسي واحتياطي تم استدعاؤه)، مقابل ما بين 30 إلى 35 ألف مقاتل حمساوي.
2. الإنفاق السنوي لكتائب القسام ما بين 250 إلى 300 مليون دولار، مقابل 34 مليار دولار للجيش الإسرائيلي سنوياً، ويضاف إليهم 12 مليار دولار معونة عاجلة من واشنطن عقب أحداث 7 أكتوبر.
3. تسليح حماس لا يتضمن أي سلاح جو (مقاتلات – قاذفات – طائرات عمودية)، ومعظمه تسليح شعبي في ورش بدائية، معتمداً على تكنولوجية إيرانية، ذات تصميمات أصيلة من كوريا الشمالية.
رغم ذلك، فإن اليد العليا، رغم جبروت وفظاعة قوة النيران الإسرائيلية، في يد كتائب القسام.
السر في ذلك، هو وجود ما لا يقل عن 240 أسيراً ورهينة تحت يد «حماس» و«الجهاد»، موزعين بشكل مدروس في الأنفاق السرية تحت قطاع غزة.
يبلغ مساحة قطاع غزة 360 كم مربعاً، ويقال إن مساحة الأنفاق تمتد تحت الأرض، إلى ما يقارب من 550 إلى 650 كم، ولها عشرات المداخل والمخارج والأذرع الأخطبوطية، وهي مجهزة بمراكز قيادة ميدانية، مربوطة بأنظمة اتصالات خاصة، ومخازن تسليح وتخزين ومراكز تخرين لوجستية من أطعمة وأدوية وإمدادات للمقاتلين.
ويؤكد بعض الخبراء أن عمق هذه الأنفاق يصل إلى 70 متراً تحت الأرض.
وتعمل كافة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ليل نهار، لمعرفة مداخل هذه الأنفاق، يساعدها في ذلك خبراء قوات دلتا الأمريكية، المتخصصة في التعامل مع ملفات تحرير الرهائن.
المعادلة عند نتنياهو كالآتي: إنقاذ نفسه من المأزق العظيم، يأتي بتحرير الرهائن، وذلك يستلزم الكشف عن الأنفاق، وهنا يصبح السؤال، كيف يمكن تحريرهم دون إصابتهم أو قتلهم؟.
أمل نتنياهو أن يتمكن رئيس الموساد، الذي زار الدوحة منذ أيام، استخدام العلاقة القطرية المميزة مع قادة حماس الذين يقيمون في العاصمة القطرية، بإنجاز صفقات منفصلة للإفراج عنهم.
يبقى السؤال التالي الصعب على عقل نتنياهو، وهو كيف يمكن الإفراج عنهم دون قتلهم أو إصابتهم، دون مبادلتهم مع المعتقلين في سجون إسرائيل؟.
«حماس» تريد الرهائن مقابل المعتقلين، ونتنياهو يريد الرهائن مقابل المساعدات الإنسانية وإيقاف إطلاق النار.
يبدو أننا لم نقترب من أي صفقة كبيرة بعد.