دخلنا مرحلة عبثية في المفاوضات الجارية مع إسرائيل حول غزة.
يقول مصدر مطلع على مسار المفاوضات الجارية في الساعات الأخيرة، بدءاً من نهاية جولة باريس، وبداية جولة الدوحة الحالية، إن ما يدور الآن هو حوار غير مؤدٍ إلى حلول.
ويصف لي هذا المصدر هذه المفاوضات: إنها مفاوضات من أجل إثبات أن كل طرف راغب – شكلياً – في التفاوض، دون العمل الحقيقي على الوصول إلى محصلة عملية تؤدي إلى حلحلة 3 ملفات رئيسة:
1 الرهائن.
2 دخول المساعدات.
3 الهدن وإيقاف النار.
الأزمة في واشنطن، أن وزير الخارجية بلينكن، عاد من جولته الخامسة، ورئيس الاستخبارات الأمريكية أيضاً عاد من زيارته الأخيرة للمنطقة، ومبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط، جميعهم قدّموا في تقاريرهم المباشرة للرئيس بايدن، ما يفيد بأن المفاوضات تتقدم، وأننا على شفا أو حافة إنجاز مهم في هذه المفاوضات، سوف تظهر نتائجه قريباً، قبل شهر رمضان.
الأزمة الأكبر أن «بايدن» الموهوم – للأسف – بهذه التقارير، خرج أمس الأول (الثلاثاء)، في تصريحات علنية، يبشّر باقتراب التوصّل إلى اتفاق قريب.
عقب تصريحات بايدن هذه، جاء نفي مخجل لها من «حماس» وإسرائيل على السواء.
قالت «حماس» في تصريح رسمي: «تصريحات بايدن بعيدة تماماً عن الواقع».
وقالت إسرائيل: نستغرب أن يكون هناك تفاؤل حول انفراج المفاوضات الحالية.
وخرج من الدوحة، أي من الوسيط القطري، أنه ما زالت هناك مشكلات وعقبات في المفاوضات الجارية.
ونسب إلى موقع «أكسيوس» المطلع على شؤون المفاوضات، أن واشنطن أرسلت نوعاً من التحذير الواضح، أنه في حال عدم تعهّد تل أبيب بالالتزام بالقانون الدولي في مسألة سلامة المدنيين في حالة الحرب، فإن واشنطن قد تعيد النظر في مسألة شحنات السلاح الجديدة لإسرائيل، لأن ذلك سوف يكون مخالفاً للقانون الأمريكي، الذي يحظر تصدير السلاح الأمريكي، إذا كان ضد القانون الدولي.
من الواضح جداً، أننا أمام 4 مفاهيم مختلفة لحدث واحد، أي فهم متضارب لكافة أطراف هذه المفاوضات:
1 إسرائيل تضع عراقيل تقنية لإطالة أمد المفاوضات من ناحية، والاستعداد العسكري لعملية رفح من ناحية أخرى.
2 «حماس» تصر على جلاء قوات الاحتلال، وعلى أسماء محددة من سجنائها في المعتقلات الإسرائيلية، يتم الإفراج عنهم (عشرة مقابل كل رهينة) في هذه الجولة.
3 الولايات المتحدة على لسان رئيسها بايدن، تتوقع اتفاقاً بين الطرفين قبل يوم الاثنين المقبل.
4 الوسطاء، مصر وقطر، يحاولان ليل نهار إيجاد أي صيغة توافق نهائية لهذه الجولة.
إنها لعبة يصرّ فيها كل طرف (إسرائيل أو حماس)، على الخروج من هذه الجولة، بما يبدو وكأنه المنتصر الأول، الفائز بكل شيء.
والحقيقة المؤلمة، أن هذا القتال الذي بدأ منذ 7 أكتوبر الماضي، أسفر عن نتيجة ينكرها الجميع، وهي أنها حرب الخاسرين والأكلاف العالية!