الاحتجاج على إيقاف إطلاق النار

الاحتجاج على إيقاف إطلاق النار؟!

الاحتجاج على إيقاف إطلاق النار؟!

 العرب اليوم -

الاحتجاج على إيقاف إطلاق النار

بقلم - عماد الدين أديب

حالات نادرة في تاريخ مجلس الأمن الدولي، التي تستخدم فيها دولة من الدول الكبار حق النقض (الفيتو)، من أجل إيقاف وتعطيل قرار أممي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار ضد المدنيين، وتوفير كامل لكافة المساعدات الإنسانية.

سوف يكتب في تاريخ الغرب المتحضر، وتاريخ الدولة صاحبة مبادئ «وودرو ويلسون»، المؤسسة لحقوق الإنسان، وأهمها حق تقرير المصير، أنه في عهد رئيس اسمه «جوزيف بايدن»، صدرت التعليمات الصارمة من البيت الأبيض باستخدام مثل هذا «الفيتو». من الممكن أن نفهم حق النقض.

فيما يكون ذلك اعتراضاً على صيغة ظالمة، أو يكون مضاداً للمصالح العليا لهذه الدولة، أو أحياناً من باب العداء أو الكيد السياسي، ولكن أن يكون الاحتجاج مرتين على الإيقاف الفوري لإطلاق النار، وتوفير ممرات للمساعدات الإنسانية، فإن هذا أمر مخزٍ ومخيف.

وسوف يذكر التاريخ أن دولة الإمارات العربية، العضو العربي في مجلس الأمن الدولي في هذه الدورة، قد قامت بجهود عظيمة، بالتعاون مع الجانب الروسي، في المشروع الروسي الأول، ثم مع الجانب البرازيلي، في الصيغة الثانية المعدلة المعتدلة، إلا أن مندوبة الولايات المتحدة استخدمت في المرتين حق الفيتو.

وفي نتيجة القرار البرازيلي، الذي تأجل التصويت عليه لمدة 48 ساعة، أيد المشروع المقترح 12 دولة من 15 دولة (عدد أعضاء مجلس الأمن)، بينما امتنعت كل من روسيا وبريطانيا عن التصويت. امتنعت بريطانيا للخروج من مأزق الصراع بين الدعم التاريخي المضاد لإسرائيل، وبين رد الفعل المعارض جماهيرياً، الذي ألهب الشوارع البريطانية.

وامتنعت روسيا حتى لا تتناقض مع موقفها السابق مع قرار مشابه، يدعو لإيقاف إطلاق النار، وأشياء أخرى في الحرب مع أوكرانيا. أما واشنطن، فقد احتجت على النص كي تعطي مزيداً من الوقت لما يسمى بجيش الدفاع كي يستمر في قتل المدنيين، وتنفيذ المشروع المخيف!

منذ تأسيس الأمم المتحدة، حتى ما قبل 7 أكتوبر الماضي، تم استخدام حق النقض في مجلس الأمن 293 مرة، استخدمت واشنطن هذا الحق 83 مرة، معظمها لحماية إسرائيل من العقوبات.

ما فعلته إدارة بايدن، هو الدفع المقدم لفاتورة دعم لإسرائيل وأنصارها، بانتظار الرد المكافئ لها في معركة بايدن الرئاسية.

دماء أطفال ونساء وشيوخ غزة – يا للهول – أصبحوا مكوناً أساسياً من عناصر «بيزنس» معركة الانتخابات الرئاسية الأمريكية. هنا، يصبح السؤال، ما رقم الضحايا والمصابين والنازحين، وما حجم النازحين، وعدد البيوت المهدمة المطلوبة، حتى يشعر الجيش الإسرائيلي أنه اكتفى، وحتى «تبرد نار» نتنياهو، الذي يشعر بأن عملية 7 أكتوبر أضاعت تاريخه، وقتلت مستقبلة السياسي في الاستمرار؟.

المعيار الأخلاقي للسياسة الأمريكية في مهب الريح، ومكانة واشنطن كعاصمة لحقوق الإنسان، وعاصمة لأبراهام لينكولن وجورج واشنطن، والآباء المؤسسين للدستور والاستقلال الأمريكي، يخضع الآن لمراجعة مؤلمة. لم تعد واشنطن الآن مجرد حامية لإسرائيل، أو راعية لها، أو داعمة لاحتياجاتها، لكنها هذه المرة – شريكة كاملة – في أبشع جرائمها الإنسانية.

أنظروا ماذا فعل طلبة جامعة هارفارد من ذوي الضمير الحي، حينما جاءهم القنصل الإسرائيلي في كاليفورنيا، ليسوق عليهم جريمة غزة، تركوه وهو في القاعة، لأنهم – أي الطلبة – لم يتحملوا أن يكونوا شركاء في الجريمة.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاحتجاج على إيقاف إطلاق النار الاحتجاج على إيقاف إطلاق النار



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس

GMT 17:23 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 10:42 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

رامي صبري يتحدث عن إمكانية تقديمه أغاني خليجية

GMT 23:27 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab