بقلم - عماد الدين أديب
من هنا تصبح معركة غزة معركة أمريكية الفوز فيها لنتنياهو والمكانة العسكرية الإسرائيلية يعنيان فوزاً للمشروع اليهودي الصهيوني الأمريكي الذي يؤدي دوراً مؤثراً في داخل مراكز التأثير في المجتمع الأمريكي والتوجيه في الحزب الديمقراطي.
صور حاملة الطائرات الأمريكية جيرالد فورد وهي واحدة من أحدث وأقوى حاملات الطائرات المدججة بأحدث المقاتلات القاذفة وأجهزة التوجيه والرادار التي تضم خمسة آلاف من خيرة مقاتلي سلاح البحرية الأمريكية، جزء من حملة الدعاية غير المباشرة في داخل أمريكا وخارجها تقول: «انتخبوا بايدن».
الدعم الأمريكي في أي زمن، وفي ظل حكم أي حزب أمريكي، وعلى الرغم من شخصية ومواقف أي رئيس دعم غير مشروط وغير قابل للمساءلة أو التردد في اتخاذه.
هذه المرة، يضاف إلى كل ما سبق، هناك عالم أكثر تعقيداً، فيه صراع على قيادة العالم اقتصادياً مع الصين، وعسكرياً مع روسيا.
عالم اليوم هناك محاولة مستميتة لإنجاز اتفاق سريع مع إيران، وحرص على تجنب الصراع معها، ورغبة أكيدة في عدم توسيع أي صراع جديد في العالم، والتفرغ لصراع استنزاف روسيا عبر الحرب مع أوكرانيا.
منذ الساعات الأولى الرواية الأمريكية لما حدث في غزة رواية إسرائيلية بمعنى أن هناك قوى شريرة لمنظمة إرهابية استيقظت هكذا ذات صباح وقررت الاعتداء الوحشي على سكان المستوطنات الإسرائيلية (لاحظ أنها مستوطنات أو بالأصح مستعمرة تم بناؤها بمخالفة القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة).
ويتم ذلك بالتغاضي الكامل عن أي قواعد للقانون الدولي أو الإنساني.
وفق هذه الرواية «يحق» لإسرائيل الدفاع عن نفسها بكل الوسائل، ويصبح «لزاماً» على واشنطن أن تدعمها بلا قيد أو شرط أو حدود.
يحدث ذلك في وقت يتهم فيه دونالد ترامب المجروح من إدارة بايدن، منافسه الديمقراطي بالتصعيد الشديد في دعم «العزيزة إسرائيل».
وسوف نشهد من الآن وحتى معركة الانتخابات الرئاسية مباراة تنافسية في الغزل السياسي بين بايدن وترامب تحت منطق «من يحب إسرائيل أكثر».
حرب غزة جاءت في زمن ينقذ نتنياهو – مؤقتاً – من أزمته، ويساعد بايدن مؤقتاً من كبوته، ويغري ترامب بالعودة على جواد إسرائيلي.