مبدأ التفاوض ليس عورة

مبدأ التفاوض ليس عورة!

مبدأ التفاوض ليس عورة!

 العرب اليوم -

مبدأ التفاوض ليس عورة

بقلم - عماد الدين أديب

في عالمنا العربي لدينا مفاهيم مغلوطة في فهمنا السياسي حول مبدأ التفاوض على أي شيء، مادي أو معنوي.

 

التفاوض في ثقافتنا الشعبية هو «عار كامل» و«تخلٍّ وتنازل» حتى لو أدى إلى مكاسب، و«عدم التفاوض» هو شرف عظيم ومكانة وقوة حتى لو أدى إلى خسائر مؤكدة.

يدخل التاريخ في الثقافة الأنجلو ساكسونية السياسي الذي يتمكن من الحفاظ على الأرض والأرواح والمكاسب المادية والحفاظ على السيادة الوطنية دون خسائر بشرية.

في عالمنا العربي، يدخل التاريخ من أوسع أبوابه من يقاتل حتى لو أدى ذلك إلى فقدان الأرض والسيادة.

تقييم البطولة ليس مرتهناً بالنتائج النهائية، ولكن بما يدفع مشاعر الناس شعبوياً.

الثقافة الشعوبية السياسية تقوم على مخاطبة انفعالات وجموح الجماهير الراجية في التنفيس السياسي عن إحباطها بمعارك طواحين الهواء.

هل هذا يعني أن كل من يعلن الحرب مغامر وشعبوي؟

بالتأكيد لا، هناك حرب مشروعة يكون فيها الحلال بيّناً والحرام بيّناً، ويكون فيها ظالم ومظلوم، ويكون خيار الحرب هو الخيار النهائي الأخير بعدما تكون كل أنواع الحوار العقلاني قد استنفدت ووصلت إلى مرحلة: «كتب عليكم القتال» لأنه لم يعد هناك أي وسيلة أخرى.

ويقول الجنرال الأمريكي، والرئيس الأسبق أيزنهاور «إن أكثر من يسعى إلى تجنب الحروب هم الجنرالات؛ لأنهم يدركون فداحة الثمن الذي يتوجب دفعه».

والتعريف السياسي للتفاوض هو: «عملية يمكن من خلالها حل النزاعات أو تسوية المعاملات بمختلف أنواعها أو إنشاء اتفاقيات بين الأفراد والجماعات».

ويمر أي تفاوض بعدة مراحل هي: التجهيزات ثم النقاش، ثم توضيح الأهداف، ثم البحث عن نتيجة مرضية للطرفين، ثم التوصل إلى اتفاقية مبادئ، ثم تنفيذ العمل حسب المسارات المقترحة.

وهناك مجموعة من المهارات يجب أن تتوفر لدى المفاوض، تبدأ من الإلمام الكامل بموضوع التفاوض، وتوفر المرونة في التكتيكات، مع الحفاظ على المبدأ الاستراتيجي، وإدارة تلك العملية بصدق ومهارة وإبداع.

وهناك دول برعت في قتل المفاوضات من خلال ما يعرف بـ«الصبر الاستراتيجي»، أي إطالة الأمد بشكل ضاغط يعتمد على الضغط والرفض اللانهائي.

الصبر الاستراتيجي صفة لدى المفاوض الإيراني مع الأمريكيين، والفيتنامي مع كسينجر، والإثيوبي مع مصر والسودان، والإسرائيلي في كامب ديفيد، والسوري في «واي ريفر».

أخطر ما في مسألة التفاوض هو إيمان أحد الأطراف بأن ثمن الوصول إلى طريق مسدود مهما كانت الكلفة هو أهون من إنجاز اتفاق مهما كانت المكاسب.

انظروا الآن إلى مفاوضات غزة، والحرب الأهلية في السودان، ومسألة الاتفاق على تسمية رئيس في لبنان، وتحديث الدستور في سوريا، والاتفاق على الإصلاح السياسي في تونس، أو التسوية النهائية بين شمال وجنوب اليمن.

كلها كوارث إنسانية تغلب فيها «جنون الرفض» على أي عقلانية سياسية.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مبدأ التفاوض ليس عورة مبدأ التفاوض ليس عورة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab