قطر ظالمة أم مظلومة 4

قطر ظالمة أم مظلومة؟ (4)

قطر ظالمة أم مظلومة؟ (4)

 العرب اليوم -

قطر ظالمة أم مظلومة 4

بقلم - عماد الدين أديب

سألت محدِّثى الخليجى رفيع المستوى، والذى يعتبر من كبار الشخصيات العامة فى بلاده وفى منطقة الخليج: هل ترى أن هناك حلاً ممكناً بين قطر والذين يعارضونها الآن فى العالم العربى؟

صمت محدِّثى ليفكر فى الإجابة.. وقبل أن أستمع إليه عُدت واستكملت سؤالى الأول بآخر: «هل يمكن إيجاد حل فى ظل وجود نفس الأنظمة وذات الحكام؟ بمعنى هل يمكن أن نستكمل اللعبة بذات اللاعبين؟»

ابتسم محدِّثى وقال: هذا سؤال شديد الصعوبة وشديد الخبث!

ثم عاد وقال: اسمع يا عزيزى، إن ما حدث بين قطر وجيرانها هو مثل ما يحدث فى آثار الخلافات الزوجية الحادة بين الزوج والزوجة.

تخابثت وسألت: يعنى إيه؟

قال محدثى: أن يؤدى الخلاف إلى تشويه مزمن وجارح يؤدى إلى حالة من الشك وعدم الثقة ويفتح جرحاً أبدياً لا يندمل طالما ظل أصحابه فى مركز القرار.

هنا أدركت أننى وصلت إلى الخط الأحمر فى الحوار وأخذت أسأل 4 أسئلة شريرة ولكن لا غنى عنها فى محاولة البحث عن «حل» أو «مخرج» للمسألة القطرية وهى:

1- ما الذى يرضى قطر كحل فى هذه الأزمة؟

هل يرضيها التوصل إلى حل وسط؟ هل يرضيها أن تخرج بكل سياساتها السابقة دون مساس، بمعنى ألا تضطر إلى الانصياع أو تطبيق الـ 13 شرطاً أو ملاحظة، التى تقدمت بها دول التحالف؟ هنا أيضاً نسأل: هل ما يرضى قطر حقاً وبالفعل هو «نهاية الحكام والأنظمة» التى تعارضها الآن فى كل من القاهرة والرياض وأبوظبى والمنامة؟ بمعنى أن يسقط الجميع ولا يبقى سوى نظام تيار نسل حمد بن خليفة آل ثانى؟! باختصار أن يسقط اللاعبون الحاليون ولا يبقى على مسرح الأحداث سوى اللاعب القطرى؟

2- السؤال الثانى وهو لا يقل خطورة عن الأول وهو «ما الذى يرضى دول التحالف العربى؟»:

هل يرضيها تطبيق الدوحة لكل الـ 13 مطلباً أم الاكتفاء ببعضها؟ أم أن الأمر وصل الآن إلى مرحلة متأخرة، وهى أنه لا إمكانية ولا أمل لأى تقدم طالما هذه المجموعة من البشر هى التى تتحكم فى صناعة القرار فى الدوحة؟

3- نأتى للسؤال الثالث: من هو المستفيد من استطالة وامتداد الخلاف بين قطر ودول التحالف؟ هل هى تركيا؟ هل هى إيران؟ هل هى إسرائيل؟ هل هى أوروبا؟ هل هى الولايات المتحدة؟ هل جميعهم سوف يحاول عمل «بيزنس سياسى» لابتزاز كل الأطراف من خلال معاهدات أمن، وصفقات تجارية، وعمولات سلاح؟ وبيع وهم «أنا معك ضد الآخر».

ليس صحيحاً أن أى قوة من القوى الكبرى من بكين إلى موسكو، ومن واشنطن إلى لندن، ومن باريس إلى أنقرة، ومن طهران إلى دلهى، سوف تلعب لعبة طرف واحد فى الصراع، سوف يحاول الجميع ابتزاز الجميع للخروج بأكبر عائد وتعظيم أكبر فوائد على جثث العالم العربى. ومصالحه العليا، جميعهم تجار، جميعهم يبيع ويشترى.

نأتى للسؤال الرابع: إلى أى مدى يمكن أن يصل سقف الخلاف؟ هل يصل إلى مرحلة الصراع؟ وهل الصراع قد يصل إلى مرحلة الصراع المسلح؟ وهل يمكن أن نرى حرباً إقليمية فى المنطقة تقف فيها قطر فى جانب أعداء العرب ويقف كل جيرانها فى الخندق المضاد؟

نحن هنا نتحدث عن «حدود الصراع».

من هنا أدرك الأمريكان خطورة الأمر، خاصة أن «بومبيو» الذى يحمل حقيبة الدبلوماسية الأمريكية كان يعمل قبل ذلك فى رئاسة المخابرات الأمريكية ويعلم أن المنطقة مضطربة بما فيه الكفاية وتعيش حالة من السيولة المخيفة، وحالة مخيفة من حالات «عدم التيقن» لما يمكن أن يكشف عنه المستقبل القريب، حالة كل شىء فيها ممكن، وكل الاحتمالات فيها مفتوحة.

ويدرك «بومبيو» أن المنطقة تعيش حالة من تأثير دول الجوار غير العربية بالكامل على مستقبل دول الصراع المباشر، بمعنى أن تركيا وإيران وإسرائيل لديهم الكلمة العليا فى صراع أطرافه ومسرحه وأدواته وضحاياه كلهم من العالم العربى.

من هنا وعى بومبيو إلى فكرة اللقاء الاستراتيجى بين مصر والأردن ودول مجلس التعاون الخليجى فى نيويورك «بما فى ذلك قطر» من أجل إبلاغ الجميع أن الخطر الآن هو إيران، والإرهاب التكفيرى.

ما لم يقله بومبيو أن هذا التجمع هو الرد الأمريكى على التحرك الروسى النشط للغاية مع إيران وتركيا.

من هنا تحاول الدوحة التعلق بقشة التحالف الاستراتيجى من أجل إنقاذ ماء الوجه والخروج من دائرة الحصار أو المقاطعة تحت نظرية: «إن التحالف الاستراتيجى لا يتم إلا بين الحلفاء، والحلفاء لا يمكن أن تكون بينهم خصوصة ومقاطعة وحصار».

فى الوقت ذاته تتعامل دول التحالف من منطلق، ليس بيننا وبين قطر مسألة ثأرية بقدر ما هى مسألة ضرورة التزام بـ 13 مطلباً محددة، ولدينا القدرة على التعامل معها مثلما عاملت الولايات المتحدة كوبا وقاطعتها لسنوات طويلة.

ويقوم منطق دول التحالف أن المقاطعة لا تضرهم لكنها بلا شك تضغط بكل الأشكال على مكانة واقتصاد واستقرار الجانب القطرى لذلك فإن الوقت ضد قطر وليس ضد دول التحالف.

فى الاجتماع الأخير بنيويورك جلس رئيس الوفد القطرى منزوياً، مقاطَعاً، لا يتم التحدث إليه من قبل زملائه وزراء خارجية السعودية والإمارات ومصر والأردن والبحرين.

وحدهما وزيرا خارجية الكويت وعمان هما اللذان يتعاملان معه.

لم يكن لدى المندوب القطرى فى الاجتماع ما يمكن أن يقدمه فى مبدأ التعاون الاستراتيجى سوى قاعدة العِديد، فهو ينتمى لدولة ليس لديها العدد الكافى أو اللازم للدفع به فى ميدان قتال، وهو فى وضع خطر للغاية لأنه فى اجتماع يطالب فيه رسمياً بمواجهة إيران بينما هو يرتبط بأوثق العلاقات والمعاهدات مع النظام الإيرانى، الشىء الوحيد الذى يمكن أن تساهم به قطر هو المساهمة فى إعادة إعمار سوريا.

ويعلم الوزير القطرى، وأيضاً الوزير الأمريكى، أنه قد تم منذ أيام اجتماع سرى تنسيقى بين مستشارين فى قطر وإيران بهدف توحيد الجهود الإعلامية ونشاطات التنسيق السياسى والتسويق للسياسات الخارجية بين البلدين.

الجميع الآن فى حالة شراء لبعض الوقت، لذلك جاء موعد قمة زعماء هذا التحالف الاستراتيجى فى يناير المقبل لينزل برداً وسلاماً على معظم الحاضرين.

ماذا سيحدث حتى يناير المقبل؟

بعض العقلاء يقولون إن الدوحة يجب أن تهدئ اللعب، وتخفض النبرة فى العداء، تتوقف عن أى أفعال ضد فريق معارضيها العرب، ولكن العالمين ببواطن الأمور وبمفاتيح ومفاصل صناعة القرار فى قطر يقولون «توقعوا العكس تماماً».

توقعوا ارتفاع منسوب التصعيد، والغلو فى أفعال العداء المادى فى اليمن وليبيا وسيناء وعلى الحدود السعودية اليمنية وفى كافة المحافل والمنظمات الدولية.

توقعوا زيادة حجم السباب والتجريح والتعرض لشخصيات مسئولة فى مصر والسعودية والإمارات والبحرين وكل من يناصرهم.

توقعوا تفعيل نشاط أكثر من 88 وسيلة إعلامية مرتبطة بقطر، وزيادة نشاط الكتائب الإلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعى.

توقعوا أموالاً أكثر فى الإعلام الإقليمى والدولى المأجور أو الممول بعقود تسويق سياسى أو عبر شركات «اللوبيات» والعلاقات العامة.

توقعوا التصعيد، ثم التصعيد، ثم التصعيد.

هذا كله سوف يتخذ أشكالاً محددة وستكون له أدوات.

«غداً نشرح ماذا سيحدث حتى يناير».

arabstoday

GMT 15:19 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

لماذا كل هذه الوحشية؟

GMT 15:17 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

عن حماس وإسرائيل ... عن غزة و"الهدنة"

GMT 15:21 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

لجان الكونغرس تدين دونالد ترامب

GMT 08:31 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

موازين القوى والمأساة الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطر ظالمة أم مظلومة 4 قطر ظالمة أم مظلومة 4



نجمات العالم يتألقن بإطلالات جذّابة بأسبوع الموضة في باريس

القاهرة - العرب اليوم

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

قبرص وجهة سياحية رومانسية لعشاق الطبيعة والهدوء
 العرب اليوم - قبرص وجهة سياحية رومانسية لعشاق الطبيعة والهدوء

GMT 06:10 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتزيين الحمام بأسلوب عصري ومريح
 العرب اليوم - أفكار لتزيين الحمام بأسلوب عصري ومريح

GMT 04:42 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

أول تصريح لوزير دفاع أميركا عن الهجوم الإيراني ضد إسرائيل
 العرب اليوم - أول تصريح لوزير دفاع أميركا عن الهجوم الإيراني ضد إسرائيل

GMT 04:13 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلي يعلن قصف أهداف تابعة لـ«حزب الله» في بيروت
 العرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يعلن قصف أهداف تابعة لـ«حزب الله» في بيروت

GMT 04:31 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

أبو عبيدة يُشيد بالقصف الصاروخي الذي شنته إيران على إسرائيل
 العرب اليوم - أبو عبيدة يُشيد بالقصف الصاروخي الذي شنته إيران على إسرائيل

GMT 03:56 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

كلا... إيران لم تبع حسن نصر الله

GMT 03:38 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان.. هل تعود الدولة؟

GMT 03:52 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

فلسطين وإسرائيل وتنفيذ حل الدولتين

GMT 09:50 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مطار بغداد تعرض للقصف بصاروخين كاتيوشا

GMT 04:51 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هجوم صاروخي يستهدف قوات أميركية قرب مطار بغداد

GMT 10:01 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

فيفا يقرر حرمان إيتو من حضور المباريات لمدة 6 أشهر

GMT 03:40 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أفلام حزينة سابقة وحالية أيضًا

GMT 09:48 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

إضراب عمال الموانئ يشل الاقتصاد الأمريكى لأول مرة منذ عام 1977

GMT 13:05 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

كوريا الجنوبية تستعد لإعصار "كراثون"

GMT 03:54 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

المقاربة السعودية ومنطق الدولة!

GMT 09:28 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تستهدف مطار بيروت بغارات عنيفة

GMT 03:44 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الانقسام حول «حزب الله»

GMT 00:20 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

دليلك الشامل لإختيار الكرسي المُميز المناسب لديكور منزلك

GMT 09:29 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لوفتهانزا الألمانية تعلق جميع رحلاتها إلى إسرائيل

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

فرنسا تلغي رحلاتها إلى إسرائيل حتى الثامن من أكتوبر

GMT 00:41 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لإتقان فن إختيار المعاطف التي تلائم إطلالتك في شتاء 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab