الانتحار السياسى للحوثيين

الانتحار السياسى للحوثيين

الانتحار السياسى للحوثيين

 العرب اليوم -

الانتحار السياسى للحوثيين

بقلم : عماد الدين أديب

كمبدأ عام يقال دائماً إن أى حركة تدعى أنها وطنية أو إصلاحية أو سياسية عليها أن تكتسب مصداقية لدى جمهورها أولاً وبقية أطراف الرأى العام الذى تتعامل معه ثانياً.

وتزداد المسألة حساسية ودقة إذا كانت هذه الحركة أو الحزب أو الجماعة من الذين يرفعون شعارات دينية ويتدثرون بعباءة الإسلام.

لذلك كله أعتقد أنه أصبح من العار على حركة الحوثيين فى اليمن أن تكذب كذباً بواحاً حول قدراتها العسكرية فى حربها ضد الشرعية وقوات التحالف.

فى أقل من 48 ساعة ادعت جماعة الحوثيين كذباً كذبتين؛ الأولى أنها ضربت بارجتين عسكريتين قبالة السواحل اليمنية، وحقيقة الأمر أنها اعتدت على قافلة نفط تجارية.

والكذبة الثانية ادعاؤها بأن «سلاح جو الطائرات المسيرة»، كما يسمونه فى صنعاء، أطلق طائرة مسيرة من طراز «صماد 3» لتلقى بقنابلها على مطار أبوظبى الدولى، وحقيقة الأمر أنه قد حدث انفجار فى مركبة نقل إمدادات دون أى خسائر ودون التأثير على حركة الطيران.

الكذب الحوثى غير أخلاقى، وأيضاً غير منطقى، وشعبوى يخاطب الغوغاء الذين يجهلون أبسط الحقائق مثل:

1- أن أى بارجة عسكرية لديها نظامها الإنذارى المبكر ولديها وسائلها الدفاعية، كما أنها تعمل دائماً تحت دعم جوى وبواسطة زوارق مساندة بحرية.

2- أن الادعاء بأن الطائرة المسيرة «صماد 3» قد طارت 1500 كيلومتر من اليمن حتى اخترقت الحدود الإماراتية ثم وصلت أبوظبى واستقرت عند قاعة المسافرين فى هذا المطار الدولى هو «مهزلة فكرية» لا تنطلى على طفل ساذج لأن أراضى الإمارات البالغة 83 ألفاً و600 كيلومتر مغطاة بالكامل بأهم شبكة صواريخ أرض - جو أمريكية من طراز «Thaad»، وتعتبر دولة الإمارات هى أول دولة حصلت على هذا النظام الدفاعى من خارج الولايات المتحدة. ويضاف لهذا النظام منظومة الصواريخ الروسية من طراز «باتسر. إس» عالية الفاعلية.

وبالطبع فإن من مزايا هذا النظام الدقة المتناهية فى الإنذار الذكى المبكر على ارتفاعات منخفضة أو عالية، هذا كله يضاف إلى أن الهجوم على مطار دولى يعنى أنه هجوم على هدف مزود بأعلى درجات المراقبة الرادارية بشكل دائم على مدار الثانية. ثم يأتى السؤال: أين شريط فيديو الضربة الجوية المزعومة؟

ولا يخفى على الرياض وأبوظبى أن السلاح الذى يستخدمه الحوثيون سواء فى البحر أو البر أو الجو هو سلاح إيرانى يعطى مجاناً إلى أعداء السعودية والإمارات.

وتؤكد شظايا وبقايا الصواريخ الحوثية المستخدمة أن الأولى كورية شمالية التصميم والتصنيع، والثانية أنها «كما هو مكتوب عليها» هدية من الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

ولست أعرف ألا تخشى حركة الحوثيين أن يكتشف جمهورها أكاذيب القيادة حينما يكتشف أنصارهم بأن مطار أبوظبى لم يضرب، وأن ناقلة بترول هى التى تم الاعتداء عليها، وأن الانتصار ليس هو الحليف الدائم لقوات الحوثى فى صعدة والحديدة؟!

وترتكب حركة الحوثيين أخطاء استراتيجية كبرى بالتصعيد الحالى فى البحر الأحمر وأمام مضيقى هرمز وباب المندب وذلك للأسباب التالية:

1- أنها تضر بمصالح الاقتصاد الأوروبى الغربى واقتصاد الصين واليابان، وكلها قوى «متفاهمة وتلعب دور الوساطة» مع إيران فى موضوع الملف النووى، وهى الجسر الوحيد الممكن لتعديل بعض المواقف المتصلبة للرئيس دونالد ترامب.

يرجع الضرر العائد على هذه القوى بسبب أن معظم صادرات هذه الدول من النفط والغاز يأتى عبر هذه المضايق وعبر هذه المنطقة، وأن إغلاق المضايق سوف يرغم الناقلات الدولية على استخدام طرق بحرية أطول بمسافة 7 آلاف ميل بحرى وتستغرق 3 أسابيع أطول.

2- الغباء السياسى لما يقوم به الحوثيون هو أنهم يساهمون بتسخين أسعار النفط والغاز فى العالم ورفع أسعار قيم بوالص التأمين.

3- أن تحركات الزوارق البحرية الحوثية، كما هو ثابت، تتعدى المياه الإقليمية لليمن وتصل إلى أهداف فى المياه الدولية، وهى ذريعة صريحة لأى تدخل عسكرى دولى فى المنطقة تحت عقوبات الفصل السابع لمجلس الأمن الدولى.

4- أن الإضرار بالمضايق يؤثر فوراً وبشكل مباشر على حركة العبور والنقل لقناة السويس، ما يهدد المصالح المصرية العليا ويجعل مصر طرفاً مباشراً فى الصراع اليمنى بسبب حجم الأضرار الاستراتيجية والاقتصادية التى ستنتج عنها.

وكل من الإمارات والسعودية ليست بحاجة إلى قوى وكيلة كى تحارب حربهما فى حماية أمنهما القومى وتأمين حدودهما.

وكما قال الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتى للشئون الخارجية، أمس الأول: «إن حركة الحوثى تهدد سلامة البحر الأحمر، لذلك يتعين مقاومة الوجود الحوثى فى الحديدة».

وأكد الدكتور «قرقاش» على رسالة بالغة الأهمية فى كلمته «أن الإمارات لا تريد من يحارب عنها، وأنها قادرة على تحمل مسئوليتها فى الدفاع عن أمنها القومى».

حركة الحوثى تتخبط عقب خسائرها على مسرح القتال فى الحديدة وحول صنعاء وصعدة.

وتخشى القوى الحديثة ضياع مدخول 40 مليون دولار شهرياً من جراء عائدات نقل النفط والتجارة والبضائع من صعدة فى الأسابيع المقبلة.

حركة الحوثيين فقدت مصداقيتها، وظهرت على السطح أمام الجميع كقوى عميلة منفذة لرغبات طهران وكأداة من أدواتها.

فقدت حركة الحوثيين سلامة موقفها الوطنى واعتدت على شرعية الحكم، وتآمرت على المصالح العربية لصالح الأعداء، وقامت بالمشاركة فى مشروع طائفى يؤجج المذهبية بالمخالفة الصريحة لسماحة الإسلام.

تعرف حركة الحوثيين تمام المعرفة أنها لا تملك أى مقومات للبقاء السياسى لأنها ترتزق على المال والسلاح والدعم والغذاء من طهران.

والمستغرب أن الحركة، بعد ذلك كله، تتعامل بخلل هائل فى الإدراك السياسى وكأنها طرف ضحية معتدى عليه من الرياض وأبوظبى.

إننا نسأل قيادة الحوثيين: ماذا تريدون حينما تتعاونون مع الدولة التى تحتل جزءاً من أراضى الإمارات وتعلن ليل نهار أن الإمارات يجب أن تخضع للسيادة الفارسية؟ ماذا تتوقعون من الرياض وهى ترى أن أكبر دولة جارة ذات حدود برية، وهى اليمن، تسقط فى يد نظام يعلن صراحة أنه يريد إسقاط النظام الملكى السعودى وإقامة نظام طائفى لإدارة النفط والحرمين الشريفين؟

الأكاذيب الحوثية تكشف أن الحركة تتخبط وتنزع منها أى شبهة للوطنية أو الأخلاقية أو الإسلام أو الثورية أو الإصلاح.

ولنتذكر دائماً عبارة اشترك فى معناها كل من أرنستو تشى جيفارا ونيلسون مانديلا تقول «الثورى الحقيقى إنسان نقى لا يكذب».

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
المصدر: الوطن

arabstoday

GMT 22:14 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

أخبار عن اللاساميّة وماليزيا وآيا صوفيا

GMT 00:18 2020 الأربعاء ,05 آب / أغسطس

رسالة إسرائيلية.. أم إنفجار؟

GMT 03:49 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

الموجة الجديدة من الحراك العربي

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان بين صيغتين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتحار السياسى للحوثيين الانتحار السياسى للحوثيين



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 07:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
 العرب اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
 العرب اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول

GMT 11:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 21:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab