فى قطر الإمارات العدو وبن زايد الهدف

فى قطر: الإمارات العدو و"بن زايد" الهدف

فى قطر: الإمارات العدو و"بن زايد" الهدف

 العرب اليوم -

فى قطر الإمارات العدو وبن زايد الهدف

بقلم : عماد الدين أديب

لماذا تشعر القيادة القطرية بحجم هائل من الأحقاد الشخصية والسياسية على القيادة فى دولة الإمارات العربية؟

سؤال مباشر ومؤلم، يحتاج إلى إجابة لا تقل صراحة وإيلاماً، حينما نتعرف على الحقائق.

أهمية طرح هذا السؤال اليوم تأتى فى سياق معرفة الحرب المشتعلة على مساحة الكرة الأرضية التى تخوضها أجهزة الدولة القطرية ومنصات الإعلام والتسويق السياسى وأجهزة الأمن الخاصة المستأجرة الخادمة لها، بهدف تشويه سياسات وقيادات دولة الإمارات.

ورغم أن خلاف قطر مع 4 دول عربية، فإن هناك خصوصية فى الحقد السياسى على دولة الإمارات وقادتها.

هذا الحقد وصل إلى حد التقدم بشكاوى فى عدة منظمات وهيئات دولية من قطر ضد دولة الإمارات، آخرها تلك الشكوى التى تم التقدم بها فى لاهاى لمحكمة العدل الدولية بالادعاء كذباً ضد دولة الإمارات، بالإساءة إلى حقوق مواطنين قطريين.

القصة طويلة وعميقة الجذور، ولكن يمكن إجمال أسباب هذه الكراهية وهذا العداء فى الأسباب التالية:

أولاً: رغبة قطر دائماً فى التميّز والانفراد وعدم الدخول تحت مظلة نظام خليجى عربى، وذلك ظهر واضحاً فى إحجام قطر عن دخول الاتحاد فى دولة الإمارات العربية رغم كل جهود الشيخ زايد -رحمه الله- الصادقة معهم.

ثانياً: شعور قطر الدائم بميل مؤسس الدولة الراحل العظيم الشيخ زايد آل نهيان للتفاهم مع آل سعود فى السعودية وآل خليفة فى البحرين وآل صباح فى الكويت، أكثر من ارتياحه لسياسات أسرة آل ثانى فى قطر.

ثالثاً: سيطرة فكرة المؤامرة الكاملة على عقل الأمير الوالد بأن السعودية والإمارات ومصر دعمت عودة الأمير القطرى المخلوع إلى الحكم من خلال انقلاب تم التخطيط له فى «أبوظبى».

ومنذ ذلك التاريخ وحالة الهوس السياسى والإعلامى تنصبّ من الدوحة على الرياض وأبوظبى والقاهرة بأشكال مختلفة.

رابعاً: قيام دولة الإمارات -كعادتها الأخلاقية والمبدئية - بمنح الأمير المخلوع حق الإقامة على أراضيها، كما هو الحال مع عشرات الحالات فى السابق.

ومن المعروف أن الاستضافة التى توفرها دولة الإمارات لمثل هذه الشخصيات هى لأسباب إنسانية، ومع تفاهم واضح ألا أن تكون أراضى الدولة منصة لنشاط سياسى ضد النظام الذى اختلفت معه.

خامساً: شعور القيادة الإماراتية بالصدمة وخيبة الأمل بعد تولّى الأمير الشاب تميم الحكم، بأن هناك سياسة جديدة لنظام جديد يسعى للتعاون مع الأشقاء، ويسعى لعدم التدخل أو التورط فى شئون الغير.

وكانت الصدمة الكبرى أن يتم الاكتشاف أن الحاكم الجديد هو منفذ حرفى لذات السياسات القديمة للأمير الوالد وفريقه السياسى.

واكتُشف أيضاً أن الدوحة ضالعة فى عمليات تمويل وتحريض -تثبت الأدلة فيها بعد التحقيق-للإضرار بنظام الحكم وهزّ الاستقرار فى الإمارات من خلال تنظيم سرى إخوانى.

هنا كانت الزيارة الأخيرة للشيخ محمد بن زايد لقطر هى زيارة صريحة وزيارة مكاشفة، عبّر فيها الرجل بشجاعته المعهودة عن استيائه من التصرفات القطرية بوجه عام، ومن ملف التآمر على الإمارات بوجه خاص.

سادساً: الخلاف العميق فى الأيديولوجية وبوصلة التحالفات الاستراتيجية بين أبوظبى والدوحة.

الدوحة تؤمن إيماناً خالصاً بحكم جماعة الإخوان المسلمين، ودعم الإرهاب التكفيرى فى المنطقة من «الإخوان» إلى «الشيشان» إلى «طالبان» حتى «جبهة النصرة» فى سوريا وليبيا.

وأبوظبى تؤمن بأن إدخال الدين فى السياسة هو تحالف مع الشيطان ولعب بالنار، وأن محاربة الإرهاب التكفيرى هي فريضة إنسانية وإسلامية، وأن تعزيز فكر وسياسات الاعتدال هو ضرورة ومسألة حياة أو موت لأمن المنطقة. وهذا يتضح فى دعم الإمارات لحكم «السيسى» فى مصر، وحركة حفتر فى ليبيا، والجيش الوطنى فى اليمن.

سابعاً: تحالفات المنطقة عند قطر تبدأ من أنقرة وتنتهى عند طهران، بينما تحالفات أبوظبى تبدأ من مجلس التعاون الخليجى، وتساند عواصم الاعتدال العربية من مصر إلى الأردن إلى المغرب.

وتقف الدوحة مع جبهة النصرة فى سوريا، والحشد الشعبى فى العراق، والحوثيين فى اليمن، والإخوان فى مصر، بينما تقف أبوظبى مع المعسكر المضاد تماماً لهذه القوى المتطرفة الداعمة للإرهاب.

ثامناً: هناك اختلاف جوهرى فى طبيعة التوجه الاستراتيجى لكل من الدوحة وأبوظبى.

تسعى الدوحة إلى تنفيذ وتأجيج مشروع يدعم الفوضى الهادفة إلى التقسيم، ما يتسق مع مشروع الفوضى الخلاقة، بينما تدعم أبوظبى مشروع صيانة الدولة الوطنية ومواجهة مشروع الدويلات الطائفية.

لذلك كله، ترى الدوحة أن أبوظبى هى مركز وبؤرة الخطر، وترى فى الشيخ محمد بن زايد دينامو حركة المواجهة ضد السياسات القطرية، خاصة أن الرجل يحظى باحترام هائل وعلاقات شخصية فولاذية مع الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مصر، والأمير محمد بن سلمان فى السعودية، والملك عبدالله الثانى فى الأردن، والملك محمد السادس فى المغرب، والملك حمد فى البحرين، والشيخ صباح الأحمد فى الكويت.

هذه العلاقات تخدم مشروعاً عربياً خالصاً بعيداً عن العمالة، ويقف بشجاعة وشفافية مع كل من بوتين وترامب وماكرون وتريزا ماى وأنجيلا ميركل.

الآن فقط، يمكن فهم لماذا الإمارات هى العدو، والشيخ محمد بن زايد هو الهدف فى مشروع التآمر القطرى.

وسط ذلك كله تتعامل أبوظبى بقوة وهدوء وثقة فى هذا الخلاف، لأنها تدرك أن هذا الصراع سوف ينتهى إلى نتيجة حتمية، وهى هزيمة مشروع الفوضى المدعومة من الدوحة، وهذا بحكم دروس التاريخ، وبحكم موازين القوى بين البلدين.

تقول الأرقام، وهى أصدق دليل، إن الناتج القومى القطرى السنوى يبلغ 152 مليار دولار مقابل 348 مليار دولار للإمارات، وإن الإنفاق العسكرى القطرى يبلغ قرابة 4 مليارات دولار، بينما يبلغ الإنفاق العسكرى الإماراتى 25 ملياراً، وإن الإمارات تنتج يومياً 7 أضعاف الناتج القطرى.

كل الأسئلة لها إجابات فى هذه المنطقة إلا السؤال الذى يتعين على قطر أن تجيب عليه: لماذا كل هذا الاستنزاف للموارد والطاقات والتشويه للحقائق وإضعاف الصف الخليجى والعربى وأنتم تعلمون أن هذا المشروع مكتوب عليه الفشل المحتوم والهزيمة المؤكدة؟

هل الفوضى هى هدف فى حد ذاته؟

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الوطن

arabstoday

GMT 22:14 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

أخبار عن اللاساميّة وماليزيا وآيا صوفيا

GMT 00:18 2020 الأربعاء ,05 آب / أغسطس

رسالة إسرائيلية.. أم إنفجار؟

GMT 03:49 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

الموجة الجديدة من الحراك العربي

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان بين صيغتين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى قطر الإمارات العدو وبن زايد الهدف فى قطر الإمارات العدو وبن زايد الهدف



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 07:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
 العرب اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
 العرب اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول

GMT 11:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 21:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab