بقلم : عماد الدين أديب
كثير من علماء الاجتماع والطب النفسى ربطوا ما بين الكبت الجنسى فى بعض المجتمعات، وزيادة ظاهرة العنف والإرهاب وارتفاع منسوب التوتر والصراع داخل المجتمع.
وحتى لا يزايد علىّ أحد، فإنه -بالتأكيد- هناك أسباب أخرى وأقوى لازدياد العنف فى أى مجتمع غير الكبت الجنسى تبدأ من الاستبداد السياسى، وصولاً إلى سوء وانحراف الخطاب الدينى، حتى العوز والاحتياج الاقتصادى والظلم الاجتماعى.
لكن لماذا اليوم نتحدث عن الكبت الجنسى؟
حينما تزداد نسبة التحرش الجنسى، والجريمة من أجل الجنس، فإن المسألة تحتاج إلى بحث.
وحينما تدل الأبحاث الاجتماعية على زيادة حالات ما يُعرف بزنى المحارم -والعياذ بالله- فإن الخطر على تماسك العائلة يصبح أمراً يدعو إلى القلق.
وحينما تزداد نسبة تأخر الزواج عند الشباب الذكور، وبسبب العنوسة لدى الإناث تتجاوز أعمارهن الثلاثين قبل الزواج، فإن مشروع تكوين العائلة السعيدة يصبح فى خطر شديد.
وحينما تسجل حالات متكررة باغتصاب أطفال، واغتصاب دواب وماشية وحيوانات أخرى، مثل حالة اغتصاب كلبة فى الأسبوع الماضى، فإن المسألة تخرج عن كونها حالات فردية، وتصبح ظواهر اجتماعية مقلقة تحتاج إلى الدراسات العلمية والحلول العملية.
إن غلاء تكاليف الزواج يجعل مسألة تكوين أسرة بشكل شرعى وطبيعى شبه مستحيلة عند كثير من الشباب، مما يجعل إمكانية الدخول فى نفق الكبت الجنسى والتوتر الاجتماعى شديدة الاحتمال.
تقول الإحصاءات إن هناك 2٫5 مليون شاب وشابة يدخلون كل عام فى سن بدء تكوين أسرة، وهناك نسبة 80٪ لا تتمكن من تكوين هذه الأسرة، بسبب صعوبات ارتفاع تكاليف الزواج.
إن الكفر بأى أمل فى عدالة أى مجتمع هو أول الأسباب لتكفيره.