بقلم : عماد الدين أديب
سعدت للغاية بمحاضرة الدكتور عبدالمنعم سعيد فى الدورة التثقيفية للقوات المسلحة، التى كان محورها «التسويق الإعلامى فى مواجهة الإرهاب».
كانت المحاضرة، كعادة الدكتور عبدالمنعم، علمية، تحليلية، محددة للمشاكل والتحديات، مليئة بالحلول والتصورات والمقترحات الواقعية.
مثل الطائر المحلق وبرؤية 360 درجة رسم الدكتور عبدالمنعم المشهد السياسى والإعلامى بتحدياته الأمنية والاقتصادية.
أهم ما فى تحديات الموقف الحالى، كما حددها الدكتور عبدالمنعم، هو تحدى «الفهم» للحدث، وتسويق «الإنجاز».
إننا فى عصر الدعاية السوداء، زمن الكذب، وربع الحقائق، وكل التزوير؛ بهدف إحداث «حالة من الإحباط القوى» من أجل إسقاط مشروع الدولة المستقرة.
أزمة مصر تكمن فى العقل الجمعى الذى تصوغه وسائل إعلامية إما مغرضة أو جاهلة أو غبية.
وللأسف حينما تنجز شيئاً يستحق لا تسوّق له بالشكل الذى يستحقه.
وللأسف حينما ترسل رسالة إعلامية ترسلها دون أن تسأل: من المستهدف بالرسالة؟ وما الهدف منها؟ ومن الذى سوف يرسلها؟ وبأى أسلوب؟ وبأى محتوى؟
أزمة إعلامنا فى الداخل كما هو فى الخارج بلا خطة وبلا «ماكينة» منظمة فاهمة تقوده إلى توجيه الرسالة المناسبة بالطريقة المؤثرة فى التوقيت الصحيح.
فى نهاية المحاضرة شعرت بالاطمئنان حينما وعد الرئيس عبدالفتاح السيسى بتنفيذ توصيات الدكتور عبدالمنعم.
لا يكفى أن تنجز، ولا يكفى أن ترد على أكاذيب، ولا يكفى أن تخرج لتشرح الحقائق، ولكن الأهم هو أن تعرف كيفية تسويق الرسالة الإعلامية، وتلك قضية تحتاج إلى وعى وفهم واحترافية وتراكم خبرة.
ليس كل من يقف أمام كاميرا أو ميكروفون أو يمسك بقلم مؤهلاً لإطلاق رسالة مؤثرة وصحيحة وهادفة.
الإعلام لا ينجح بالنوايا فحسب، ولكن بالاحترافية، حتى لا يصبح مثل «الدبة التى قتلت صاحبها»!
المصدر : صحيفة الوطن