بقلم : عماد الدين أديب
من الأفلام الكلاسيكية فى تاريخ السينما المصرية فيلم «النائب العام» للأستاذ أحمد كامل مرسى أحد كبار مؤسسى الفن السينمائى فى مصر.
سبق هذا العمل المميز زمنه، وعالج قضية العدالة أمام القانون، والإنسانية فى التعامل مع سلطة القضاء.
وفى نهاية الفيلم يقول البطل الفنان حسين رياض لشخصية النائب العام التى أداها الفنان عباس فارس: «ولازم تعرف يا سيادة النائب العام إن الرحمة فوق القانون».
تلك القضايا ناقشها فقهاء القانون فى العالم، وعلى رأسهم فقهاء القانون فى فرنسا وبلجيكا والولايات المتحدة.
كيف يمكن أن يراعى حكم القضاء الظروف الموضوعية والإنسانية التى أدت بالمتهم إلى الخروج عن القانون؟
هذا السؤال يؤدى بالضرورة إلى السؤال الأكبر وهو: هل يحكم القاضى بنص القانون وحذافيره أم يتسم بمرونة تراعى الظروف الإنسانية التى أحاطت بالقضية؟
والخلاف فى هذه المسألة شديد إلى حد الانقسام، فهناك من يؤمن بأنه يتعين على القضاء التمسك الحرفى بتطبيق القانون حتى يحصل على العقاب الرادع المنصوص عليه.
فى الجانب الآخر هناك من يؤمن بأن روح العدالة يجب أن تتجاوز النص الحرفى ولا بد من مراعاة الظروف الإنسانية التى تصاحب القضية المنظورة أمامه.
نحن فى زمن تصبح فيه السلطة القضائية هى الحكم والفيصل فى تقرير حقوق المجتمع والناس وإشاعة روح العدل.
هناك تصبح رؤية القاضى وثقافته العامة والشخصية هى محور وأساس التمييز فى تكوين الحكم النهائى.
نحن بين يدى سلطة القضاء.
المصدر : جريدة الوطن