بقلم : عماد الدين أديب
فى مقابلة تليفزيونية مميزة فى تليفزيون الـ«بى.بى.سى» العربى أجرتها الإعلامية جيزيل خورى مع السيدة رجاء الجداوى، توقفت طويلاً أمام عبارة جاءت فى هذه المقابلة.
كان الحوار يدور حول تجربة عمر السيدة رجاء بما فيه من لمحات إنسانية مؤثرة، وفى نهاية الحوار سألت جيزيل ضيفتها: أريد أن أكلمك فى السياسة، فردت السيدة رجاء «أنا لا أحب الحديث فيها».
فعادت جيزيل وقالت متسائلة: كيف هى رؤيتك للسياسة؟
ردت السيدة رجاء بتلقائية وبساطة: «أن يعيش الإنسان بكرامة، فالكرامة هى أهم شىء».
وأعتقد أن السيدة رجاء لخصت واختصرت كل الجهد الإنسانى منذ بدء التاريخ حتى الآن للبحث عن صيغة أو منهج يؤدى به إلى الحصول على حقه فى الكرامة الإنسانية.
لم يتم اختراع السياسة كى «يسوس» الحاكم شعبه، بمعنى السيطرة عليه بشكل مباشر أو غير مباشر، ولكن علم السياسة تطور عقب الثورة الفرنسية، حينما جاء «مونتسكيو» بخلاصة الفكر الإنسانى المتقدم حينما قال: السلطات فى الدولة ثلاث: تنفيذية، وتشريعية، وقضائية، والشعب هو مصدر السلطات.
الشعب وحده هو مصدر السلطات، والسلطات ثلاث يوازن بعضها بعضاً، ويراقب بعضها بعضاً، حتى لا يستبد حاكم، وتطغى قوى على أخرى.
هذا كله كان وما زال، وسيظل يسعى إلى الحفاظ على كرامة المواطن.
المذهل أن التاريخ المعاصر لم يشهد دولة تنهزم عسكرياً فيها كرامة.. فقط دول الاستبداد تسقط!
المصدر : صحيفة الوطن