بقلم : عماد الدين أديب
هناك مثل أمريكى شعبى يقول: «إذا وجدت نفسك فى وسط حفرة عميقة فتوقف فوراً عن الحفر»!
ومعنى العبارة: إذا سرت فى اتجاه خاطئ فتوقف عن المسير فيه!
كثيراً ما تمنعنا الكبرياء من الاعتراف بالخطأ، وتجعلنا نداوى الخطأ الصغير بخطأ أكبر حتى لا ننكشف أمام غيرنا بمسئوليتنا عن الخطأ الأول!
كم من المشروعات الوطنية الكبرى التى ألّفنا فيها قصائد وتغنينا فيها بأعظم الأغنيات وثبت بالدليل القاطع فشلها وعدم جدواها ومع ذلك دفعتنا كبرياؤنا إلى المضى فى الخطأ، فاستمر نزيف الأموال وأصبحت حفنة التراب جبلاً هائلاً من الأخطاء.
هذا الخطأ تجلى فى تدخلنا فى الستينات فى حرب اليمن التى كانت السبب الأول فى هزيمة 1967، وثبت بعد ذلك أنها كانت عملية استدراج عسكرى لجيش مصر.
بدأ التدخل المصرى بألف جندى وضابط على أساس أنها عملية عسكرية محدودة سوف تنتهى فى أيام معدودة أو بالكثير عدة أسابيع!
انتهت تلك الحرب بعشرات الآلاف من الجيش المتورط فى حرب جبلية فى أرض وعرة مع قوى لا تعرف قواعد أو أصول الحرب، وجاءت خسائر جيشنا فى الأفراد والمعدات والتكاليف المادية مؤلمة وقاسية للغاية.
إنها مثل حالة المغامر الذى يخسر عشرة دولارات فيقرر أن ينفق مائة أخرى حتى يستعيدها فيخسرها هى الأخرى فينفق ألفاً جديدة لاستعادة العشرة والمائة!
هناك فى هذه الحالة عدة أسئلة جوهرية يتعين على الإنسان أن يواجه بها نفسه بمنتهى القسوة والصراحة وهى:
1- هل أنا بالفعل على صواب أم على خطأ؟.
2- وإذا كنت على خطأ كيف أتوقف عنه وكيف أداويه؟.
3- هل الأفضل أن أعترف بالخسارة المبكرة أم أستمر فى الإنكار وأخسر أكثر وأكثر!؟.
ليس عيباً أن تخطئ وتتعلم من الخطأ، ولكن الكارثة أن تداوى الخطأ الصغير بخطأ أعظم! باختصار: لا تكابر!
المصدر : صحيفة الوطن