هناك 104 ملايين مصرى مقيّدون فى سجلاتنا الرسمية على أنهم مصريو الجنسية، لكنّ قليلاً منهم مَن يستحق أن يحصل على شرف لقب «مواطن مصرى».
من هؤلاء الذين يشرفون هذا اللقب الدكتور شريف أبوالنجا، أحد أقطاب مؤسسة مشروع مستشفى الأطفال للسرطان، المعروف باسم «57357».
عرفت هذا الرجل منذ سنوات طويلة، حينما كان يعمل فى مستشفى الأورام بمنطقة مجرى العيون.
فى تلك الفترة كان الطب فى بلادنا قليل الإمكانيات، يعانى من عدم توافر أبسط المواد الطبية، ويعانى من عدم وجود أجهزة الكشف الأساسية على الأورام.
كان مستشفى الأورام مكتظاً بالمرضى من الأطفال، لأنهم يعانون من حالة اللاإمكانيات، فلا أجهزة، ولا ميزانية، ولا أدوية، ولا أسرّة يرقد عليها المرضى.
كان الرجل الإنسان يعانى معاناة شديدة وصلت إلى قمتها حينما اضطر إلى ترك غرفة الكشف التى يستخدمها، ليضع فيها عدة أسرّة يرقد عليها أطفال مرضى لا يجدون فراشاً يرقدون عليه.
ووصلت حالته مرة أخرى إلى حالة شبه انهيار نفسى، حينما توفّى 15 طفلاً فى يوم واحد نتيجة نقص الإمكانيات.
يومها ولحظتها قرر أنه لا بد من عمل شىء فى الدنيا من أجل استنهاض قدرات المجتمع من أجل بناء صرح طبى ينقذ أرواح هؤلاء الملائكة الصغار.
واليوم وبعد عشر سنوات على بناء هذا الصرح الطبى بجهود المجتمع الذاتية، وبدعم من الله، وأموال وقروش الخيّرين من أبناء هذا الوطن، استطاع هذا المشروع إنقاذ وشفاء آلاف الأطفال.
إن زيارة واحدة لهذا الصرح العظيم تُعيد إليك الأمل فى طاقة النور والخير الكامنة فى نفوس هذا الشعب العظيم.
الناس فى مصر المحروسة قادرة على العطاء والتغيير حينما تتوافر 3 شروط:
1- الثقة فى المشروع والنوايا.
2- الكفاءة والإخلاص.
3- الهدف النبيل.
ويخطئ مَن يعتقد أن هذا المشروع هو مجرد مستشفى، لكنه نظام حياة، وكتلة عطاء لا نهائية، ومركز بحثى متطور يضاهى أكبر برامج الأبحاث المتخصصة فى الأورام فى العالم.
تحية لشريف أبوالنجا وفريقه من أطباء وإدارة، على رأسهم الدكتور فاروق العقدة المحافظ الأسبق للبنك المركزى، ود. عمرو سلامة وزير التعليم الأسبق.
وتحية لروح الأخت الغالية علا غبور، التى أعطت حياتها وقلبها ومالها لهذا المشروع.
وليحفظ الله أولادَنا من كل سوء إنه على كل شىء قدير.