صفقة القرن الحقيقية بين تركيا وإيران 1
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

صفقة القرن الحقيقية بين تركيا وإيران (1)

صفقة القرن الحقيقية بين تركيا وإيران (1)

 العرب اليوم -

صفقة القرن الحقيقية بين تركيا وإيران 1

بقلم - عماد الدين أديب

هناك سيناريو كابوسى يعد له الآن بين إيران وتركيا! السيناريو يتلخص فى أن تقوم إيران صاحبة النفوذ فى اليمن بتمكين تركيا من الدخول مقابل أن تقوم تركيا صاحبة النفوذ فى ليبيا بإدخالها هناك السيناريو هو أعطيك جزءاً من صنعاء مقابل أن تعطينى جزءاً من طرابلس. تبادل مصالح، تعاون فى المنافع، توجيه ضرر وعدائيات تجاه السعودية والإمارات ومصر.هذا السيناريو ليس افتراضياً، أو مجرد خيال كاتب، لكنه تصريح متعمد جاء على النحو التالى:

صرح جواد ظريف وزير خارجية إيران: «لدينا وجهات نظر متقاربة ومشتركة مع تركيا، وتبادلنا الرؤى بالنسبة للأزمة فى اليمن ومعاناة الشعب اليمنى، ونحن منذ سنوات نريد أن تتحسن الأوضاع فى ليبيا واليمن، ولدينا رؤى مشتركة مع تركيا، ونحن ندعم الحكومة الشرعية فى ليبيا ونعتقد أنها (أى حكومة السراج) قادرة على إنهاء الأزمة، لذلك نرى أننا يمكن أن نتعاون فى رؤيتنا المشتركة فى اليمن وفى ليبيا على حد سواء».

انتهى التصريح، ولكن يبقى أن رسالة جواد ظريف واضحة وهى تسهيل الطرف التركى لإيران دوراً فى ليبيا مقابل تسهيل الطرف الإيرانى دوراً فى اليمن! العلاقة بين إيران وتركيا تاريخية قديمة فيها صراع وتنافس وتضارب مصالح ثم استقرت مؤخراً إلى «تنسيق وتعاون استراتيجى» فرضته صراعات وتوازنات المنطقة. كلاهما له مطامع لتحقيق أحلام زعامة، مسرحها الرئيسى وجائزتها الاستراتيجية هى العالم العربى.

كلاهما يرى أن تحقيق هذه المصالح يعتمد على 3 عناصر جوهرية:

1- استخدام القوة العسكرية لعمل قواعد دائمة على أراض عربية.

2- استخدام أدوات، وحلفاء، وعملاء.

3- استخدام رخيص لشعارات دينية وطائفية لخلق قاعدة شعبية موالية.

إيران تسعى لإقامة دولة الولى الفقيه ومركزها طهران. كلاهما الآن عضوان فى مجموعة دول قمة «شنغهاى»، التى تدرس بجدية التعاون الاقتصادى والتجارة البينية خارج نطاق عملة الدولار الأمريكى برعاية صينية - روسية! تركيا تسعى لإعادة دولة الخلافة العثمانية ومركزها أنقرة الأولى تريد إحياء الشيعة السياسية، والثانية تريد إحياء الإسلام السياسى السنى.

وكلاهما يرى فى مشروع الدول الوطنية فى المنطقة عدواً له كلاهما ضد جيوش مركزية قوية، واقتصاديات قوية، وتحالفات إقليمية لدول الاعتدال، لأن ذلك يقف سداً منيعاً ضد مشروع كل منهما وبعد الخروج الأمريكى المباشر من المنطقة والدخول الروسى المباشر لها أصبحت المنطقة مجرد كعكة قابلة للالتهام ومستعدة للفوضى المؤدية للتقسيم والتجزئة كلاهما يدرك أن مشروع ولاية الفقيه ومشروع إعادة الخلافة العثمانية سوف ينتهيان حكماً واستراتيجياً إلى تناقض رئيسى، لكنهما «بمنطق التاجر الماهر» قررتا تكتيكياً تأجيل هذا التناقض، والتعاون -مؤقتاً- لنهب المنطقة.

العالم العربى فيه أكبر احتياطى نفط، وشرق البحر المتوسط قابع على خزان لا نهائى من الغاز، والصناديق السيادية لدول المنطقة تصل إلى 4 تريليونات دولار على الأقل، وشعوب المنطقة سوق استهلاكية نشطة لحوالى 350 مليون نسمة كلاهما أيضاً وجد فى أزمة المنطقة مع قطر أرضاً خصبة لممارسة العدائيات ضد خصومهما مقابل الحصول على التمويل القطرى اللازم من هنا ليس غريباً أن تقوم تركيا باستثمار 12 مليار دولار أمريكى فى حقل غاز الشمال، الذى يعد أكبر حقول غاز إيران الذى تشترك فيه مع دولة قطر.

وتصدر إيران لتركيا عشرة مليارات قدم غاز سنوياً وهو ما يساوى ثلث الاحتياجات التركية والملف الكردى العراقى هو نموذج لتقارب المصالح الأمنية بين بغداد وأنقرة، لمواجهة نشاط حزب العمال الكردستانى، قواعد ومقرات فى جبال «قنديل» الواقعة فى مثلث الحدود بين تركيا والعراق وإيران وبموافقة حكومة حيدر العبادى توسعت تركيا فى وجودها العسكرى فى تلك المنطقة، حتى إنها أقامت 15 قاعدة عسكرية، بعضها يصل إلى عمق 30 كيلومتراً داخل إقليم كردستان بمباركة إيرانية كاملة!

إذن نحن أمام شريكين اتفقا منذ مطلع القرن على «عدم الاعتداء»، وتعاونا بشكل جدى منذ ربع قرن على تبادل المنافع فى النفط والغاز والتجارة البينية بينهما، التى تصل إلى 4 مليارات دولار سنوياً كلاهما يتعرض لعقوبات اقتصادية من الغرب، وكلاهما يعانى من تدهور مخيف فى عملته الوطنية مقابل الدولار الأمريكى، وكلاهما يبحث عن مجال حيوى، ومناطق نفوذ، وأسواق خارجية تنقذه من أزمات الداخل الطاحنة ورغم أن كلاً منهما كان فى خندق مضاد فى سوريا والعراق، فإنهما التزما بقواعد عدم التصعيد.

كلاهما دخل لعبة التفاهم الثلاثى: إيران، تركيا مع الروس مما خلق بينهما أرضية مشتركة يمكن البناء عليها. وتزداد اللعبة خطورة إذا ما باعت كل من طهران وأنقرة هذا التعاون فى اليمن وليبيا إلى الروس! كلاهما يرى فى محور: مصر، السعودية، الإمارات «عائقاً استراتيجياً» يمنع تنفيذ المشروع الأخطبوطى الشرير من هنا ليس صدفة بأى حال من الأحوال أن تسعى طهران وأنقرة إلى الإضرار إلى حد التدمير لنماذج الحكم فى الرياض والقاهرة وأبوظبى مهما كانت الفاتورة.

بالطبع لا مانع أمام الغرب أن يحدث هذا الصراع، لأنه يعنى اعتمادية أكثر على الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة سياسياً، ويجعل من المنطقة مشترياً أساسياً للسلاح وتشعر إسرائيل بسعادة كبرى ما دامت كافة أطراف المنطقة سيحطمون بعضهم البعض، ثم سوف يأتى الفائز منهم -فى نهاية الأمر- طائعاً للتعاون معها، بعدما يكون قد فقد معظم فائض قوته العسكرية واحتياطياته النقدية فى معاركه الدموية إن خيلاء وجنون إعادة أمجاد الفرس والصفويين والسلاجقة وبنى عثمان على حساب العالم العربى، هو أخطر ما يواجه المنطقة اليوم وغداً.

والقارئ المتعمق والفاهم للتاريخ خلال القرون الماضية سوف يكتشف أن سر ضعف الأمة العربية الرئيسى هو مشروعات التوسع والاحتلال والاستبداد للفرس والعثمانيين تزداد المأساة تعقيداً أن ما يعرف بالمعارضة أو القوى المختلفة فى المنطقة ترى فى مشروعات طهران وأنقرة طريقاً للخلاص بدلاً من السعى إلى الإصلاح الوطنى من الداخل لقد دقت طبول الخطر، وصدح نفير مشروع تقسيم المنطقة، ولن ينفعنا وعد أمريكى أو ضمانات روسية، فالكل على استعداد أن يبيعنا مقابل السعر المناسب.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صفقة القرن الحقيقية بين تركيا وإيران 1 صفقة القرن الحقيقية بين تركيا وإيران 1



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة
 العرب اليوم - فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 22:12 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025
 العرب اليوم - هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 العرب اليوم - كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 20:30 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط مسيرة تحمل أسلحة عبرت من مصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab