بقلم : عماد الدين أديب
نحن بحاجة ماسة إلى الخروج من الانغلاق داخل أزماتنا المصرية منذ عام 2011، ومحاولة فهم الوضع الإقليمى المحيط بنا، لارتباطه الوثيق والعضوى بأوضاعنا ومستقبلنا.
مثلاً: الوضع فى ليبيا ينذر دائماً بخطر شديد مع الدولة التى ترتبط بها مصر بحدود إقليمية، وهى الآن بوابة لتصدير الفوضى وتهريب السلاح ولتيارات الإرهاب التكفيرى.
العمالة المصرية فى ليبيا فى خطر؛ لأنها تستخدم دائماً كورقة ضغط وثأر من قِبل «داعش» وأنصارها ضد مصر ورهاناتها الداخلية فى ليبيا.
مثلاً السودان، وهى بوابة ماء النيل المباشرة لمصر، تعيش حالة من الاضطراب الداخلى، وصلت إلى ممارسة العصيان المدنى ضد نظام الحكم فى السودان، بسبب ارتفاع تكاليف الحياة، مع استمرار حالة التوتر العسكرى مع دولة جنوب السودان.
مثلاً غزة هى بوابة الأنفاق وتهريب السلاح ومركز تدريب جماعات الإرهاب فى سيناء، تعيش حالة من الحصار الاقتصادى المستمر، مما يجعلها على حافة الانهيار.
منذ أيام خرجت مظاهرات اجتماعية بسبب عدم توافر الكهرباء فى القطاع إلا لمدة ساعتين فى اليوم، مما يزيد صعوبات الحياة على سكان القطاع، الذين يمثلون أكبر قدر من التكدس السكانى فى العالم داخل الكيلومتر الواحد.
ولا يخفى على الجميع أن هناك مشروعاً مخيفاً لتوسيع نطاق غزة جغرافياً داخل الحدود المصرية ومده إلى أكثر من 50 كيلومتراً داخل سيناء لحل مشكلة الانفجار السكانى فى القطاع.
مثلاً إسرائيل التى وقّعنا معها معاهدة السلام واتفاق كامب ديفيد، تعيش حالة سيادة لتيار اليمين المتطرف فى الحكم، فى ذات الوقت الذى يدخل فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فى نفق تحقيق خطير من النائب العام الإسرائيلى لاتهامه بالفساد.
مثلاً دول الخليج التى تعتبر الداعم المالى الأول لمصر تعيش أزمة هبوط مداخيلها بأكثر من 50٪، مما يجعلها غير قادرة على الاستمرار فى تقديم الدعم لمصر.
هذا الوضع فى دول الخليج يهدد مستقبل العمالة الأجنبية فى تلك المنطقة، مما يضع العمالة المصرية -مثلها مثل غيرها- فى وضع خطير، ويهدد بالتالى تحويلاتهم النقدية لمصر.
مثلاً الوضع فى سوريا والعراق واليمن يجعل المنطقة ككل قابلة لتدخلات عسكرية من جيوش نظامية فى القريب العاجل.
نحن بحاجة إلى النظر جيداً لمحيطنا الإقليمى، لأن المنطقة على أعتاب انفجارات فجَّة.
المصدر صحيفة الوطن