ماذا لو يئس الرئيس من النخبة

ماذا لو يئس الرئيس من النخبة؟

ماذا لو يئس الرئيس من النخبة؟

 العرب اليوم -

ماذا لو يئس الرئيس من النخبة

بقلم : عماد الدين أديب

ماذا يمكن أن يحدث لو استيقظ الرئيس عبدالفتاح السيسى غداً وقرر أنه لم يعُد يتحمل حالة الجنون التى أصابت النخبة السياسية فى مصر، ولا حالة الهستيريا التى أصابت بعض الإعلاميين؟

ماذا يحدث لو قال الرئيس محدثاً نفسه: «ما الذى يجبرنى على تحمل كل هذا الإرث الثقيل الذى لا تطيق حمله الجبال؟».

ماذا يحدث لو شعر الرجل بحالة من عدم التقدير لما فعله ولما يفعله وأصيب بالإحباط الشديد؟

الذين يعرفون عبدالفتاح السيسى عن قرب، والذين عاصروا معه فترة اتخاذ قرار الترشح للرئاسة حينما كان وزيراً للدفاع، يعرفون أن مسألة الحكم ليست مطمعاً، ولم تكن أبداً حلماً يراود الرجل.

الذين يعرفون الرئيس السيسى جيداً يدركون أن هناك جانباً من «الزهد الصوفى» فى تركيبة شخصيته وأن أقرب لحظات صفائه هى حينما يسجد شكراً لله.

المال، السلطة، الشهرة لا تشغل بال الرجل، فهو من عائلة تجار ميسورة الحال لا تبحث عن وظيفة مضمونة لأحد أبنائها.

عائلة السيسى تعرف أن ابن حى الجمالية اختار دخول الكلية الحربية لعشقه العميق للعسكرية ومن أجل خدمة الوطن وليس من أجل أى هدف آخر.

أسوأ ما يمكن أن يضيق به صدر أى حاكم هو عدم الشعور بالتقدير المناسب لما يفعل.

إننى أكاد أتخيله وهو يقرأ مقالاً أو يشاهد برنامجاً أو يسمع تصريحاً ينافى الحقيقة ولا يقدّر حجم ما أنجز فى زمن قياسى وحجم الضغط النفسى الذى يمكن أن يتعرض له.

إننى أكاد أتخيله وهو يحدّث نفسه: «بنينا قناة السويس الجديدة فى عام رغم أن كل الخبراء قالوا إنه لا يمكن إنجازها فى أقل من 3 سنوات، وأنجزنا تأمين الكهرباء فى 14 شهراً، وقمنا بترشيد الطاقة، ووفرنا المواد التموينية وبدأنا فى مشروعات الإسكان الشعبى وزراعة سيناء، وتوفير القمح والذرة والأرز، وتطوير الصحة والتعليم».

أكاد أتخيله وهو يراجع ملف مشتريات السلاح منذ أن بدأ الحكم فيجد أنه استطاع الحصول على طائرات الفانتوم والأباتشى وقطع الغيار الدقيقة من واشنطن، وعلى منظومة صواريخ ومقاتلات من روسيا، وعلى مقاتلات «الرافال» والأقمار العسكرية الصناعية، وحاملتَى الطائرات الهليكوبتر والقطع البحرية من فرنسا، والغواصات من ألمانيا.

أكاد أتخيله وهو يراجع سجل المساعدات العربية والدولية من الدول الشقيقة والصديقة فيكتشف أنه رقم غير مسبوق فى تاريخ مصر.

أكاد أتخيله وهو يتلقى يومياً تقارير صعبة ومؤلمة عن تفجيرات هنا وقتلى هناك ومحاولات تخريب هنا وحرائق هناك.

أكاد أراه وهو يستهول خطورة ما رآه عن مصر من الداخل، وعن حقيقة الأوضاع، وعن فساد الجهاز الإدارى والحكومى، وعن إحجام أصحاب الكفاءات عن التعاون مع الدولة.

أكاد أراه يبذل جهداً خارقاً فى أن لا يبدو عليه الحزن أو التعب أو الإحباط من هول ما يسمع وما يرى، والجميع يراقبون كل قسمات وجهه، وهو ينطق كل حروف كلامه حتى يستعينوا بها فى رسم صورة المستقبل.

مهما حدث له، ومهما أصابه، عليه دائماً أن يرسم الأمل فى نفوس الشيوخ والأمهات والأرامل والأطفال.

مهما كانت معاناته عليه أن يرفع سقف الأحلام فى عقول ملايين الشباب الذين يطمحون إلى رغيف خبز نظيف يأتى من فرصة عمل شريفة.

الرجل معروف عنه أنه يمتلك إرادة حديدية وإيماناً لا يتزعزع بقضاء الله وقدره، إلا أنه فى النهاية والبداية بشر قابل للانكسار.

حافظوا على ثورة 30 يونيو وحارسها الأمين حتى لا يفقد صبره.

حافظوا على رئيسكم، فالخطر من الداخل قبل الخارج.

arabstoday

GMT 00:11 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

خطر اليمين القادم!

GMT 00:02 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

علم المناظرات السياسية

GMT 23:34 2024 الخميس ,20 حزيران / يونيو

خطاب نصر الله

GMT 22:38 2024 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

«لست تشرشل»!

GMT 23:10 2024 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

الإدارة الجديدة لنتانياهو

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا لو يئس الرئيس من النخبة ماذا لو يئس الرئيس من النخبة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - الأسد يؤكد قدرة سوريا على دحر الإرهابيين رغم شدة الهجمات

GMT 06:22 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الخروج إلى البراح!

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 06:56 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حلب... ليالي الشتاء الحزينة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab