بقلم : عماد الدين أديب
تستمر واشنطن فى تحركات تبدو فيها وكأنها تضيق الخناق على طهران. آخرها، بعد تصريحات «مايك بومبيو»، الإعلان عن عقد مؤتمر دولى فى بولندا، خلال الشهر المقبل، يهدف إلى بحث كيفية استمرار الضغط الدولى على إيران.
باختصار، يلعب ترامب مع الإيرانيين لعبة حافة الهاوية على المستوى العلنى، وفى ذات الوقت يفتح كل القنوات السرية الخلفية للحوار مع الإيرانيين بهدف التوصل إلى مسودة تسوية إقليمية نهائية.
كل شىء مؤجل لحين الانتهاء من موافقة الطرفين على تسوية إقليمية مقبولة تُرضى كلاً منهما.
وأزمة هذه التسوية أنها صراع بين عقلين تاجرين: العقل الإيرانى، وهو عقل تاجر السجاد فى البازار الإيرانى الذى يتصف تقليدياً بالصبر اللا نهائى فى كل شىء بيعاً وشراء، والعقل التجارى لمقاول تشييد وبناء ينتمى إلى مدرسة الرأسمالية المتوحشة فى «مانهاتن»، التى تبيع أى شىء وتشترى أى شىء ما دام السعر مناسباً.
صراع تاجر السجاد والمقاول هو صراع شرس وطويل، لكنه فى النهاية سوف يؤدى إلى صفقة ما بينهما، قد تطول أو تقصر، لكنها آتية لا ريب فيها.
الأمر المؤكد أن الذى سيدفع ثمن هذه الصفقة لن يكون فى إيران أو فى واشنطن، ولكن فى عدة عواصم عربية!!