بقلم : عماد الدين أديب
لا أريد أن أبدو كمن يفسد الفرحة بتوقف مسلسل الدماء والدمار في غزة الحبيبة بعد 467 يوماً من الألم والمعاناة لشعبها الصبور.
ولكن.. لا بد دائماً ألا تنسينا المشاعر مسألة التقييم الموضوعي العقلاني الواقعي للأحداث.
لذلك نقول: إن الاتفاق الذي أعلن عنه هو خطوة جوهرية في طريق التهدئة وإيقاف نزيف الدم، ولكن يتعين أن نؤكد على الملاحظات الآتية:
أولاً: إن هذا الاتفاق تأخر 8 أشهر عن موعده بسبب تعنت الأطراف المتصارعة ورغبة كل طرف في تحقيق هدف الانتصار الكامل والمطلق على الآخر، وهو هدف لا يتحقق أبداً إلا في حالات الإبادة الكلية الجماعية «مثل الهنود الحمر – حروب جينكيز خان – قنبلة هيروشيما – التطهير العرقي في حرب البوسنة والهرسك».
ثانياً: إن زمن إنفاذ الاتفاق طويل وفيه تفاصيل كثيرة ومعقدة ومعوقة يمكن لأي منها، وفي أي مرحلة، أن تنسف الاتفاق مثل ما حدث في الاتفاق الأول الذي انهار بعد ثمانية أيام من توقيعه.
ثالثاً: إن هناك قوى متربصة بإفشال الاتفاق على رأسها إيران على المستوى الإقليمي، وتياري التشدد في الحكومة الإسرائيلية وكتائب «القسام» في داخل غزة. كل هؤلاء لا يرون أي مصلحة في نجاح الاتفاق.
رابعاً: إن الاتفاق يسري تنفيذه يوم 19 يناير الحالي أي قبل 24 ساعة فقط من تنصيب الرئيس دونالد ترامب، وتلك ليست مصادفة لكنها جائزة متعمدة ومقصودة من نتنياهو للرئيس الجديد.