دون الدخول في تحليلات معقدة، هناك مجموعة من الحقائق بعيدة عن أي تسييس، أو الخيارات، فيما هو حادث الآن بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
أولاً: فقدت إسرائيل في يوم واحد ما لم تفقده في أي صراع سابق مع الفلسطينيين.
ثانياً: القتلى الإسرائيليون 900 قتيل، والجرحى 2500.
ثالثاً: الأسرى الإسرائيليون لدى حماس من جنود وضباط ومستوطنين، رجالاً ونساء، 100 أسير على أقل تقدير.
رابعاً: لأول مرة في تاريخ هذه المواجهة تقوم حماس باحتلال واختراق قواعد عسكرية.
خامساً: أمن الحدود المفروض أنه مضبوط بلجان ودوريات وأسلاك مكهربة وأسوار تم اختراقها.
سادساً: هذا أول هجوم لحماس مخطط استراتيجياً تم تنفيذه ببراعة تكتيكية بشكل متزامن، براً وبحراً وجواً.
سابعاً: تم استخدام الطيران الشراعي البدائي الفلسطيني بشكل عسكري تدميري، وتم من خلاله إسقاط قوات انتحارية داخل المعسكرات والمستوطنات.
ثامناً: وصلت مديات أكثر من 2700 صاروخ فلسطيني إلى المدن الإسرائيلية بدقة، مخترقة بذلك أسطورة «القبة الحديدية» الإسرائيلية.
باختصار في اليوم الأول من مباراة الصراع، أحرز الفريق الفلسطيني مجموعة أهداف يستحيل إنكارها.
هذه الإنجازات العسكرية القتالية أدت إلى:
أولاً: هز مكانة ما يعرف بجيش الدفاع الإسرائيلي الذي يعتبر أحد أقوى 20 جيشاً في العالم، والحاصل على أهم الأسلحة الحديثة من ترسانة التسليح الأمريكية.
ثانياً: ثبت الفشل الأمني الاستخباري «للموساد» و«الشين بيت» وجهاز استخبارات الجيش الإسرائيلي في القدرة على التوقع أو الإنذار المبكر.
ثالثاً: تم توجيه ضربة قوية لمكانة أكثر الحكومات الإسرائيلية يمينية وتطرفاً، حتى إن نتانياهو طالب المعارضة بتشكيل حكومة وحدة وطنية.
ما تقوم به إسرائيل الآن هو عملية انتقامية قاسية مدمرة، من أجل استعادة الهيبة، ومسح دماء اللطمة القاسية التي تلقتها في الساعات الثماني الأولى باليوم الأول.
باختصار لو استخدمت إسرائيل – جدلاً – كل الرؤوس النووية التكتيكية المتواجدة لديها في مفاعل «ديمونة» بالنقب، وقامت – لا قدر الله – بضرب سكان غزة ومحيطها الذين يبلغ عددهم 700 ألف نسمة على مساحة 56 كيلومتراً مربعاً، فإنها لن تستطيع محو حقيقة لا يمكن تغييرها، وهي أن قدرة الردع خرجت من سلطتها، ولم تعد تحتكرها وحدها.