بقلم - عماد الدين أديب
مهما حاولت إسرائيل تزوير ما حدث لها في حرب أكتوبر 1973 فإنها بالتأكيد لم تستطع أن تنفي مجموعة من الحقائق الثابتة.
هذه الحقائق نصت عليها تحقيقات لجنة «اجرانوت» التي تشكلت لمعرفة حقائق ووقائع وشهادة هذه الحرب.
هذه اللجنة تم تكوينها في 21 نوفمبر 1973 للتحقيق في «القصور الذي تصرف به الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الثلاثة الأولى لحرب أكتوبر 1973».
تكونت اللجنة من قضاة المحكة العليا برئاسة «شمعون اجرانوت» وضمت أيضاً رئيسي الأركان السابقين.
عقدت اللجنة 140 جلسة استمعت فيها لـ 140 شاهداً ووصلتها 188 شهادة خطية وانتهت إلى تقرير مفصل من 1500 صفحة.
الأمر الذي يمكن استخلاصه من هذا التقرير هو:
1 - أن مصر نجحت تماماً في خطة الخداع الاستراتيجي والتعبوي.
2 – أن استهانة القيادة السياسية الإسرائيلية، بناء على توصية المستوى العسكري، بإمكانية شن مصر وسوريا ضربة عسكرية ثبت خطؤه تماماً.
3 – أن الجيش المصري استطاع أن يعبر أكبر عائق مائي في العالم 172 كيلومتراً إلى الضفة المقابلة التي تحتوي على 32 نقطة حصينة وعشرات قاذفات اللهب في 18 ساعة في وضح النهار واستطاع في ذلك الوقت القياسي تدمير خط بارليف الحصين وبناء رؤوس كبار ونقل أكثر من 100 ألف جندي وأكثر من 400 مدرعة وعربة في اليوم الأول.
4 – أنه رغم التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي من ناحية التسليح، فإن شراسة المقاتل المصري وإصراره على الانتصار عوضا هذا الفارق النوعي.
5 – أدت نتائج الحرب إلى الإقرار الإسرائيلي بفشل الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وتمت التوصية بعزل رئيسها ورئيس الأركان ديفيد بن إليعازر.
وهكذا على العرب اليوم وهم يعاصرون مرور نصف قرن على هذه الحرب المجيدة والتي تدرس في كافة أكاديميات الحرب العالمية، أن يفخروا بأنهم أثبتوا قدرتهم على الانتصار بالسلاح وفرض القوة بسلاح النفط.
تحية لأبطال هذه الحرب وسلام على الشهداء.
على العرب وهم يعاصرون مرور نصف قرن على هذه الحرب أن يفخروا بأنهم أثبتوا قدرتهم على الانتصار بالسلاح وفرض القوة بسلاح النفط