مأساة انقسام «فتح» و«حماس»

مأساة انقسام «فتح» و«حماس»!

مأساة انقسام «فتح» و«حماس»!

 العرب اليوم -

مأساة انقسام «فتح» و«حماس»

بقلم - عماد الدين أديب

كان عقد اتفاق أوسلو بين إسرائيل وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، هو بداية الانشقاق الحاد والجوهري والموضوعي بين حركة «حماس» وحركة فتح.

«أوسلو» تعني القبول بوطن نهائي للفلسطينيين، فيه جغرافيا وديموغرافيا بعيدة عن شعار «فلسطين أرضنا من البحر إلى النهر».

إنه منطق الحصول على جزء من الشيء، بدلاً من خسارة كل شيء.

وبناء على «أوسلو» أصبحت هناك سلطة فلسطينية وشرطة وأمن وقائي، وانتخابات وحكومة، وتحصيل ضرائب القيمة المضافة، وقبول دولي بوجود دبلوماسي فلسطيني أكبر من كيان وأقل من دولة.

ولكن أخطر ما في «أوسلو»، هو تعهد السلطة الفلسطينية بإسقاط شعار أو مبدأ استعادة فلسطين عبر «الكفاح المسلح».

كان هذا هو المبرر الدائم الذي تقدمه قيادة «حماس» لعدم الانضمام إلى مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، لأن «حماس»، حسب دستورها «تؤمن بأن أرض فلسطين التاريخية، هي من البحر إلى النهر»، وأن استعادتها كاملة، يجب أن تأتي عبر الكفاح المسلح.

ولم تنجح أبداً تلك الصيغة الذكية التي يتبعها الغرب في تبادل الأدوار، بحيث يتم الاتفاق على تقسيم الأدوار، بحيث تكون «فتح» هي الذراع المفاوضة، وتكون «حماس» هي «الذراع المقاتلة»، ويتم اللجوء لأي منهما حسب حاجة الظرف التاريخي وقتها.

ومن هنا، كانت «حماس»، وما زالت، أكبر من يعارض نتائج «فتح» التي تفاوض، وأصبحت «فتح»، وما زالت، أكثر من يعارض نتائج «حماس» المقاتلة.

«حماس» ترى في مفاوضات السلطة تنازلاً لا يمكن القبول به.

والسلطة ترى في عمليات «حماس» العسكرية، نوعاً من الانتحار السياسي، تستخدم فيه كتائب «حماس» سلامة سكان غزة المدنيين كدروع بشرية، مقابل ثمن مخيف.

انقلبت «حماس» على وجود السلطة في غزة، بعدما قامت السلطة مراراً وتكراراً باعتقال كوادر «حماس» في معتقلاتها.

في وقت ما، أصبح انصراف «أمن حماس» و«أمن السلطة» إلى رصد ومقاومة نشاط الآخر، أكثر من رصد ومقاومة نشاط الاحتلال الإسرائيلي.

الآن تدفع الفاتورة التاريخية المؤجلة لهذا الانقسام الهرمي الخطر المخيف.

«حماس» ترفض أي دور مستقبلي للسلطة.

والسلطة لا ترى أي دور حقيقي لـ «حماس» في غزة، بعد توقف إطلاق النار.

الرئيس أبو مازن يعد لحكومة جديدة، برئاسة رئيس الوزراء المكلف محمد مصطفى، لتكون حكومة تكنوقراط تدير مستقبل الضفة وغزة، بعيداً عن التجاذبات السياسية.

و«حماس» ترد على الفور برفض مشروع حكومة التكنوقراط، وتعتبرها «مضيعة للوقت»، ولا ترى أي مستقبل لـ«غزة» بدون دور قيادي لها.

هكذا نعيش مأساة فوق المأساة، وكأنه لا يكفينا جنون ودموية ووحشية حرب الإبادة الإسرائيلية، ثم يضاف عليها آثار وانتكاسات الانقسام الفلسطيني الفلسطيني.

حقاً إنها مأساة مزدوجة!

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مأساة انقسام «فتح» و«حماس» مأساة انقسام «فتح» و«حماس»



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
 العرب اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 01:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف مناطق إسرائيلية قبل بدء سريان وقف إطلاق النار

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab