وضع بايدن في سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية هذه الأيام يؤثر بشكل كبير في سلوك إدارته تجاه ملف حرب غزة.
كلما ساء موقف بايدن الانتخابي كلما أصبح أكثر استجابة لمطالب «بيبي نتنياهو» الحمقاء، وأصبح أقل قدرة في الضغط عليه في ملف القتل الوحشي والقبول بإيقاف إطلاق النار، وتمكين كل المساعدات الإنسانية بالتدفق على معبر رفح، وفتح معبر «كرم أبو سالم».
دماء الشعب الفلسطيني من مدنيين عزل هي التي تدفع فاتورة الرضاء الإسرائيلي وتزيد من دعم منظمة «الآيباك» للرجل في معركته الانتخابية.
بايدن الآن في احتياج شديد لكل دعم له في معركته الرئاسية بعدما دلت استطلاعات الرأي أن 31% من عينة الاستطلاع تؤيد إعادة ترشيحه، بينما حصل منافسه الجمهوري دونالد ترامب على نسبة 34%.
مكمن الضعف عند ترامب هو السجل الحافل من القضايا الجنائية المرفوعة ضده والتي يخضع بها إلى تحقيقات قضائية ومحاكمات.
بالمقابل نقطة ضعف بايدن هي تشكك الناخبين في قدرة الرجل العمرية في قيادة البلاد، وأيضاً يضاف لذلك التحقيقات الجادة مع ابنه «هنتر» بتهم عديدة في مسألة التهرب الضريبي البالغة مليوناً ونصف المليون دولار.
دعم بايدن لرغبات وقرارات ومواقف إسرائيل الوحشية المخالفة للقانون الإنساني الدولي منذ يوم 7 أكتوبر حتى الآن جعلته يحصل مساء أمس بعبارات مليئة من المديح السياسي والثناء القوي من نتنياهو حول حجم الدعم غير المشروط الذي قدمته واشنطن.
آخر «الخدمات السياسية» التي قدمها بايدن لإدارة نتنياهو هو ذلك الفيتو الأمريكي ضد مشروع قرار بإيقاف إطلاق النار فوراً وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية.
فاتورة محاولة إرضاء إسرائيل ثمنها الأمريكي غالٍ ومكلف تظهر بشكل علني وواضح في الآتي:
التبني الكامل للرواية الإسرائيلية بما حدث يوم 7 أكتوبر.
التشويه المتعمد لحركة حماس.
فرض عقوبات حكومية على قادة حماس.
غض البصر تماماً عن حجم القتل الوحشي الإسرائيلي للمدنيين.
عدم الضغط المطلوب على إسرائيل لتوفير أبسط الاحتياجات للفلسطينيين.
الصمت الكامل على النزوح المتكرر الذي فرضته إسرائيل على سكان غزة، والصمت على عملية استهدافهم.
رفض أي قرار وأي محاولة للإيقاف الفوري لإطلاق النار.
إرسال حاملتي طيران للبحر المتوسط.
إرغام إيران على عدم توسيع دائرة القتال مقابل مغريات مادية بالإفراج عن أموال إيرانية مجمدة منذ سنوات.
قيام أجهزة التصدي الأرضي للبحرية الأمريكية ضد صواريخ الحوثي.
محاولات إقناع بعض الحلفاء في المنطقة بالصبر على عملية إنهاء حماس عسكرياً.
تسخير كل الأصوات المدافعة عن إسرائيل للدعاية السياسية لصالح إسرائيل.
يا له من ثمن ندفعه من أجل فوز بايدن وبقاء نتنياهو!!