رد الفعل الإيراني شكله وحدوده

رد الفعل الإيراني.. شكله وحدوده

رد الفعل الإيراني.. شكله وحدوده

 العرب اليوم -

رد الفعل الإيراني شكله وحدوده

بقلم - عماد الدين أديب

هل سيكون هناك رد إيراني على إسرائيل؟ وفي حالة الرد، فما شكله؟، وما أهدافه العسكرية؟ وما مداه؟

 

وفي حالة الرد، هل سيكون رداً إيرانياً محدوداً؟ أم حرباً موسعة تقوم بها إيران مع وكلائها في المنطقة من اليمن إلى لبنان، ومن بغداد إلى غزة؟

أسئلة أكثر من إجابات، ومحاولات مستميتة من كل المحللين لاستقراء وتوقع رد الفعل المتوقع.

عادة لا يكون هناك رد فعل إيراني، ويتم الاكتفاء ببيان شهير يقول: «وتحتفظ إيران بحقها الكامل في رد الفعل في الوقت والمكان المناسب».

المرة الوحيدة التي كان فيها رد فعل إيراني مباشر هو كرد فعل لاغتيال اللواء قاسم سليماني حينما تم إطلاق صواريخ على قاعدة «عين الأسد» الأمريكية في العراق.

وبعد تركه للرئاسة صرح الرئيس السابق دونالد ترامب بأن الاستخبارات الإيرانية قامت وقتها بإبلاغ نظيرتها في واشنطن بإنذار مسبق بموعد ومكان الهجوم، وأكدت أن الصواريخ لن تصيب أهدافاً مباشرة، ولكن هي عملية «رد فعل واجبة» للحفاظ على الكرامة الوطنية.

إذن هناك رد فعل متوقع، ولكن ما تفاصيله؟

يرجح أن يكون رد الفعل الإيراني بواسطة إيرانيين تحقيقاً لمبدأ الكرامة الوطنية، لأن قتل اللواء زاهدي تم في أرض دبلوماسية، وبالتالي هو اعتداء على أراضٍ إيرانية؛ مما يستحق رد إيران.

ما تجري دراسته الآن هو حجم الاستعانة بوكلاء إيران في هذه العملية، لأن طهران ما زالت حتى الآن تسعى إلى تجنب توسيع نطاق المواجهة العسكرية في المنطقة معها بشكل مباشر.

قرار رد الفعل من عدمه وموعده وحجمه ودور الوكلاء فيه هو رسمياً بيد المرشد الأعلى الإيراني الذي يتولى منصب القائد الأعلى العسكري في البلاد للقوات المسلحة والحرس الثوري.

المرشد الأعلى الإيراني كتب منذ أيام على موقعه الرسمي: «سوف يقوم جنودنا وضباطنا الأبطال برد فعل قاسٍ على الجريمة الإسرائيلية».

ولم يغب عن الرجل أن قام شخصياً بإمامة الصلاة على أرواح الضحايا السبع في طهران وجثامينهم مسجاة وهي ملفوفة بعلم الدولة الإيرانية.

من ناحية أخرى، أخذت السلطات الإسرائيلية احتمال رد الفعل المتوقع الإيراني بقدر هائل من التحوط والقلق واتخاذ إجراءات احتياطية غير مسبوقة، مثل: توقف أنشطة 32 بعثة دبلوماسية إسرائيلية في دول يصعب تأمينها لهشاشة الأمن فيها، وتحذير البعثات الإسرائيلية في الدول الأخرى باتخاذ الحذر والإقلال من الحركة والأنشطة.

وأيضاً تم رفع درجة الطوارئ في الأجهزة الأمنية الاستخبارية وتنشيط أجهزة الرصد والتنصت وتبادل المعلومات مع المصادر العالمية لمحاولة الحصول على أي تفاصيل لرد الفعل المتوقع.

وبحسب الصحف العبرية، فإن مجلس الحرب الإسرائيلي لديه دراسة من رئاسة أركان الجيش وخطط بديلة للتعامل مع حالة رد فعل إيراني يشارك فيها وكلاء طهران في المنطقة.

أكثر من يشعر بالقلق العظيم من هذا الاحتمال هي إدارة الرئيس بايدن، لأن اندلاع مواجهات عسكرية يمكن أن ينزلق إلى حرب يصعب السيطرة عليها سوف يحرج الرئيس في عامه الانتخابي داخلياً من ناحية، وشرق أوسطياً، لأنه سيضعه في مأزق ضرورة دعم إسرائيل في مواجهة إيران.

منذ 7 أكتوبر قامت إسرائيل بتوجيه أكثر من 170 ضربة عسكرية، منها قصف صاروخي أو عمليات نوعية أو اغتيالات بطائرات مسيرة، وفي كل مرة كانت تعليمات القيادة في طهران هي ضرورة «ضبط النفس» في رد الفعل.

هذه المرة نجحت إسرائيل في «الاستفزاز الوطني» لكرامة الحرس الثوري الإيراني من خلال اختيار الهدف والزمن ومكان تنفيذ الاغتيال بحيث يصعب بل يستحيل تجاهل رد الفعل.

حقاً إنها لحظات صعبة للغاية للإيراني والإسرائيلي والأمريكي، وأيضاً للمنطقة.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رد الفعل الإيراني شكله وحدوده رد الفعل الإيراني شكله وحدوده



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول

GMT 06:02 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

ريال مدريد يخطط لمكافأة مدافعه روديجر

GMT 00:30 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

25 وجهة سياحية ستمنحك تجربة لا تُنسى في عام 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab