عماد الدين أديب
امتلأت الغرفة بدخان الأرجيلة المطعمة بنكهة العنب الفاخر، وعليها قطع متناثرة من المخدرات الصافية الجودة، وبعد عدة ساعات من الغياب العقلي دار هذا الحوار بين مواطن وسياسي عربي.
وفيما يلي نص هذا الحوار الافتراضي:
المواطن: يا باشا، الدنيا حر، على الرغم من أننا في الشتاء.
السياسي: لقد انتهى فصل الشتاء، وما زلنا لا نعاني من الحرارة.
المواطن: يا باشا، هذا يرجع إلى ما يحدث الآن في كوريا الشمالية.
السياسي: وما علاقة كوريا الشمالية بالحرارة؟
المواطن: هناك تفجيرات نووية مكتومة تمت في كوريا الشمالية.
السياسي: لم أسمع صوت أي انفجارات.
المواطن: يا باشا، قلنا لك إنها انفجارات مكتومة!
السياسي: وما الحكمة.
المواطن: إنها تهديد كوري شمالي لواشنطن، لإظهار تضامن كوريا مع نظام بشار الأسد!
السياسي: وما علاقة القوة النووية الكورية بنظام بشار الأسد؟
المواطن: يا باشا، ارجع إلى التاريخ، وتذكر العلاقة التاريخية التي كانت تربط كيم إيل سونغ مؤسس الدولة الكورية بالرئيس السوري السابق حافظ الأسد!
السياسي: وما دخل كيم إيل سونغ وحافظ الأسد فيما يحدث الآن؟
المواطن: لقد وعد سونغ الأسد الأب بأن تظل كوريا الشمالية داعمة لسوريا، حتى إذا توفي سونغ وأصبح بشار رئيسا!
السياسي: هل تريد أن تقنعني أن الاستعدادات النووية الكورية وتحضير صواريخ «موسودان» من أجل خدمة دمشق؟
المواطن: لا يا باشا، من أجل خدمة الأوضاع في مدينة حلب!
السياسي: وما علاقة حلب بالموضوع؟
المواطن: حلب مدينة صناعية مهمة، وهي امتداد استراتيجي للصناعات العسكرية الكورية!
السياسي: لم نسمع أن هناك صناعات عسكرية في حلب.
المواطن: هذا ما يبدو على السطح، ولكن في أسفل كل مصنع من هذه المصانع هناك أدوار سرية تقوم بتصنيع قطع غيار عسكرية يتم إرسالها إلى كوريا الشمالية.
السياسي: هل هذا كلام معقول؟
المواطن: لقد كشفت أجهزة الأقمار الصناعية الأميركية مصنعا لتعبئة «الكبيس»، أي الطرشي أو المخلل، في حلب، وفي أسفله مخزنا سريا لرؤوس الصواريخ النووية!
السياسي: رؤوس نووية في مصنع «طرشي»؟!
المواطن: طبعا يا أستاذ، ألا تعرف العلاقة بين المواد الملتهبة في الطرشي والرؤوس النووية؟!
السياسي: بصراحة، لا.
المواطن: كلاهما يؤدي إلى الحرق!
السياسي: كيف ذلك؟
المواطن: ماء الطرشي يحرق المعدة، والرؤوس النووية تحرق المدن.
السياسي: وهل ستقوم كوريا الشمالية بقصف المدن الأميركية بماء الطرشي أم بالتخصيب النووي؟
المواطن: يا باشا، الصواريخ لن تُطلق من كوريا الشمالية.
السياسي: بل من أين؟
المواطن: من دمشق يا باشا!
نقلا عن جريدة الشرق الاوسط