عماد الدين أديب
مبادرة رئيس المجلس الانتقالي السوري معاذ الخطيب التي عرفت باسم «الخروج الآمن» للرئيس السوري بشار الأسد و500 من معاونيه للانتقال إلى بلد آخر مقابل تسليم السلطة خلال 20 يوما لنائب الرئيس أو رئيس الوزراء، هي لحظة فاصلة ونقطة اختبار نهائية لنية النظام السوري.
المسألة الجوهرية في هذه المبادرة هي كيف سيقرأ نظام الدكتور بشار هذه المبادرة؟ وكيف سيفسر محتواها؟
المرجح أن النظام سيفسرها للرئيس على أنها علامة ضعف سياسي بعكس التغلبات الميدانية العسكرية الأخيرة التي تسير لصالح الجيش النظامي السوري في بعض الجهات.
والعقلاء في النظام سيفسرون هذه المبادرة على أنها وصول المعارضة إلى نقطة منطقية، وهي استحالة وصول أي طرف إلى حل عسكري نهائي وحاسم، ومن هنا يصبح السؤال: لماذا ندفع كل هذه الفاتورة ولا نذهب إلى التفاوض مباشرة؟
ورجال الخارجية السورية ومستشارو رئاسة الجمهورية للأمن القومي سيرجعون هذا الموقف إلى تأثير الموقف الصلب والحديدي لروسيا وإيران وحزب الله في دعم سوريا واتخاذ الصين موقفا شديد الانتهازية في مجلس الأمن.
أما الحكماء في الطائفة العلوية الكريمة، أو بالذات الدائرة القريبة من النسب إلى أسرتي الأسد ومخلوف (والدة الدكتور بشار) سيدفعون الرئيس إلى التفكير بتروٍ وإيجابية في هذه المبادرة التي يمكن أن تؤدي إلى التهدئة شريطة أن تتضمن المبادرة التي تقدم بها معاذ الخطيب ضمانات لسلامة الطائفة العلوية وعدم القصاص العرقي منها.
إلى أي التفسيرات سوف يستمع الدكتور بشار؟ وأي نهج سوف يسلك؟ وأي منطق سوف يغلب على مصالحه واختياراته؟
من استقراء منطق الرئيس وسلوكه في الأزمات فهو يتبع منهج التصعيد وعدم التراجع، ولا أحد يعرف إذا كانت قراءته للأحداث الأخيرة أنه أحرز انتصارا نهائيا أم أنه خسر خسارة تكتيكية عليه أن يتجنب اتساعها بشكل يؤدي إلى منطق «غيم أوفر» الذي يظهر في نهاية ألعاب «النينتيندو» الإلكترونية الشهيرة.
أهم قراءة في رأيي عند الرئيس الأسد هي قراءة موقفي روسيا وإيران واستمرار دعمهما له وعدم اهتزاز أي منهما أو دخول إحداهما في مقايضة سياسية تؤدي إلى التضحية به وبنظامه.
نقلا عن جريدة "الشرق الاوسط"