كفتة وكباب الحمير

كفتة وكباب الحمير!

كفتة وكباب الحمير!

 العرب اليوم -

كفتة وكباب الحمير

عماد الدين أديب

نشرت الصحف خبراً أزعجنى كثيراً يقول «إنه قد تم ضبط مزرعة فى الفيوم فيها مجزر لذبح مائة حمار -أكرر حمار- من أجل توزيعها على 3 من أكبر محلات الكباب والكفتة والكبدة لتقديمها كطعام للمواطنين!».

وقيل أيضاً إن هذا الأمر يتم منذ سنوات، وأن هذه الدفعة الجديدة من أجل شهر رمضان المبارك!

الناس فى بلادنا تأكل لحم حمير، وتشرب مياهاً معدنية مغشوشة، وتسرق الكهرباء من أعمدة نور الحكومة، وتغش فى ميزان رغيف الخبز، وتبيع لبن الأطفال منتهى الصلاحية، وتغش أدوية بلا فاعلية!

أين الضمير؟ وأين مخافة الله؟ وأين تربية المدارس وتعاليم الأسرة وتوجيهات الإعلام ووعظ الدعاة فى المساجد والكنائس؟

نحن أمام مشكلة انحطاط فى قيم مجتمع يجرف الأراضى الزراعية ويبنى طوابق على عمارات متهالكة ويجرى عمليات جراحية بمخدر منتهى الصلاحية.

نحن أمام مشكلة ثقافة مجتمع أكبر ما تكون مشكلة حكم أو حكومة.

لا يمكن لمجتمع أن ينهض دون أن يكون هناك إحساس لدى الناس بأننا «مجتمع أزمة» يسعى بكل قوة للخروج من تحديات الفقر والتخلف الإدارى والفساد العام، الذى أصبح أسلوب حياة يتعايش معه المجتمع ويقبله بمنتهى القبول والتسليم!

فى الوقت الذى يزداد فيه عدد الذين يذهبون لأداء مناسك العمرة، والإقبال المذهل سنوياً على أداء فريضة الحج وامتلاء المساجد والكنائس بمن يؤدون الفرائض، يصبح السؤال كيف يمكن الجمع بين أداء «فرائض الدين»، ومخالفة أبسط قواعد الإيمان، وهى الصدق فى القول والفعل.

إن أعظم أحاديث سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام هو الحديث الشريف الذى يقول فيه: «الدين المعاملة».

ولا يمكن أن يكون الإضرار بمصالح وصحة الناس من صفات أى إنسان مؤمن!

إن حالة الازدواجية فى المعايير والتعارض الحاد والعنيف بين القول والفعل وبين لقب «الحاج» والصفات التى يجب أن تتوفر فيه هى ظاهرة مخيفة تحتاج إلى بحث عميق من أساتذة علم الاجتماع والطب النفسى المجتمعى.

نحن بحاجة إلى حالة من التطهر من كل الزيف والتناقض التى نحياها.

لا يمكن أن ترتفع أصواتنا تطالب بثورات على الحكام قبل أن نقوم بثورة على النفس المريضة الكاذبة التى وصلت إلى درجة مخيفة من درجات الشر!

arabstoday

GMT 09:18 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

عن تحولات الجولاني وموسم الحجيج إلى دمشق

GMT 07:50 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

«في قبضة الماضي»

GMT 07:48 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

السوشيال كريديت وانتهاك الخصوصية

GMT 07:40 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

علاقات بشار التي قضت عليه

GMT 07:39 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

كَذَا فلْيكُنِ الشّعرُ وإلَّا فلَا!

GMT 07:13 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

من باب المندب للسويس والعكس صحيح

GMT 07:10 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

«بيرل هاربر» التي لا تغيب

GMT 07:07 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

كرد سوريا وشيعة لبنان

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كفتة وكباب الحمير كفتة وكباب الحمير



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 10:33 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يتألق بحفله الأخير في موسم الرياض
 العرب اليوم - تامر حسني يتألق بحفله الأخير في موسم الرياض

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 08:59 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

خاسران في سورية... لكن لا تعويض لإيران

GMT 08:06 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

«بنما لمن؟»

GMT 08:54 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... الوجه الآخر للقمر

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab