لا تكرروا الأخطاء

لا تكرروا الأخطاء!

لا تكرروا الأخطاء!

 العرب اليوم -

لا تكرروا الأخطاء

بقلم : عماد الدين أديب

بالتأكيد هناك مؤامرات، ولكن ليس كل ما يحدث سببه التآمر!

وأسهل تفسير فى الأحداث السياسية هو أن ما حدث مؤامرة من الخصوم؛ لأنه تفسير مريح يعفى أصحاب القرار من أى مسئولية عما حدث.

والحكم الرشيد هو الذى يستطيع بموضوعية وحياد وشفافية أن يحدد حجم التآمر بالمقارنة بحجم المسئولية السياسية عما حدث.

وحتى أكون مباشراً دون «أى لف أو دوران» نحن بحاجة إلى تقييم محايد لمعرفة هل ما حدث من رد فعل وتظاهرات فى البلاد يوم الجمعة هو مجرد استغلال من خصوم النظام مجتمعين، أم هو نتيجة أخطاء فى إدارة ملف الجزر، أم هو مزيج من هذا وذاك؟!

ورأيى المتواضع الذى لا يدعى احتكار الصواب هو أن الأمر مزيج من سوء تخطيط وتسويق وتبرير استغله خصوم النظام الذين يريدون توجيه رد فعل تجاه اعتقال ومحاكمة قياداتهم وقواعدهم فى الآونة الأخيرة فوجدوا موضوع تيران وصنافير مُهدَى إليهم على طبق من فضة.

ودائماً وأبداً، وفى كل زمان ومكان، تصبح مسألة السيادة الوطنية مسألة شديدة الحساسية لدى جموع المواطنين، وهى من أعقد وأصعب الأمور التى يمكن لأى قيادة سياسية أن تقوم بتبريرها أو تسويقها للرأى العام.

وفى مثل هذه الحالات يكون هناك شرح وتمهيد فكرى وإعلامى ونفسى لمثل هذه القرارات.

للأسف هذا لم يحدث، واستيقظ الناس ذات صباح على أن تلك الجزر التى عاشوا طوال حياتهم منذ عام 1950 يسمعون عنها على أن قطعة مهمة وعزيزة من التراب الوطنى المصرى، ليست لهم!

لم يُذكر لهم فى كتب التاريخ أنها «وديعة» سعودية لدى مصر الملك فاروق، وأنها ظلت كذلك منذ عام 1950.

ولم تصدر خريطة رسمية مصرية تؤشر على أنها أراضٍ ليست مصرية، بل إن أحد رؤسائهم، وهو الرئيس جمال عبدالناصر، ذكر فى المؤتمر الصحفى العالمى السابق لحرب 1967 أنها أراضٍ مصرية.

حينما يكون لديك مثل هذه «الحالة»، ويكون لديك هذا الملف، وتصل إليك النتائج بأنك ستقوم بإعادتها فإن عرض هذه المسألة يجب أن يخضع لمسألة شرح مجتمعى وتمهيد كامل يسبق الإعلان عن القرار واتخاذ الإجراءات الرسمية بإعادتها.

الراسخ فى ذهن الرأى العام أنه قد تم «التنازل» عن تيران وصنافير، بينما تفسير الحكومة هو أنه قد تم «إعادتها» للسعودية.

وشتان ما بين منطق «التنازل» ومنطق «إعادة الحق» لأصحابه.

والقصة لم تنته بالتظاهرات، لكنها بدأت يوم الجمعة الماضى، وفى رأيى أنها سوف تستمر فى التفاعل.

والقصة أيضاً لم تعد مطروحة على القوى السياسية المتخاصمة مع الحكم، لكنها سوف تطرح للتصديق عليها فى البرلمان.

من هنا أدعو العقلاء إلى عدم طرحها على البرلمان قبل الشرح الكافى وتقديم كل الأدلة والبراهن التى استند عليها عمل اللجان الفنية إلى كل نائب والتأكد أنه قد استوعب تماماً تفاصيل هذا الملف.

ليس عيباً أن نخطئ فى إدارة أى ملف، ولكن العيب الأكبر هو أن نستمر فى تكرار ذات الخطأ!

arabstoday

GMT 00:11 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

خطر اليمين القادم!

GMT 00:02 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

علم المناظرات السياسية

GMT 23:34 2024 الخميس ,20 حزيران / يونيو

خطاب نصر الله

GMT 22:38 2024 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

«لست تشرشل»!

GMT 23:10 2024 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

الإدارة الجديدة لنتانياهو

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تكرروا الأخطاء لا تكرروا الأخطاء



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:16 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل
 العرب اليوم - ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل

GMT 06:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحكومة والأطباء

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 11:18 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

رسميًا توتنهام يمدد عقد قائده سون هيونج مين حتى عام 2026

GMT 13:28 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

5 قتلى جراء عاصفة ثلجية بالولايات المتحدة

GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تعلن إسقاط معظم الطائرات الروسية في "هجوم الليل"

GMT 10:05 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

شركات الطيران الأجنبية ترفض العودة إلى أجواء إسرائيل

GMT 19:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تؤكد إطلاق عمليات هجومية جديدة في كورسك الروسية

GMT 10:12 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

انخفاض مبيعات هيونداي موتور السنوية بنسبة 8ر1% في عام 2024

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab