مخاطر إخوان بلا قيادة

مخاطر إخوان بلا قيادة

مخاطر إخوان بلا قيادة

 العرب اليوم -

مخاطر إخوان بلا قيادة

عماد الدين أديب

ما سأقوله اليوم قد يفتح على شخصى الضعيف أبواب جهنم، ولكن الذى يعنينى هو محاولة تحريك العقل الجمعى الراكد والمتجمد عند مجموعة من «الثوابت» التى تبدو بديهية دون مناقشة علمية ومنطقية لها.

أحد هذه «الثوابت» داخل عقل قطاعات كبيرة من النخبة المصرية هو «ضرورة القضاء النهائى على جماعة الإخوان المسلمين».

هذه الفرضية، أو بالأصح هذه الأمنية هى -عملياً- مستحيلة التحقق، وإذا تحققت فإنها قد تؤدى إلى شرور وكوارث أكبر!

تعالوا نناقش هذه المسألة..

جماعة الإخوان هى -فى حقيقة الأمر- تنظيم سياسى وحالة اجتماعية ونفسية.

التنظيم مثله مثل أى تنظيم لأى حزب يمكن هزيمته سياسياً أو ملاحقته قضائياً أو ضربه أمنياً أو تصفيته إرهابياً.

المشكلة ليست فى التنظيم، ولكن فى «الحالة»، أى الأنصار والمتعاطفين، الذين قد لا يكونون بالضرورة أعضاء فى أى هيكل من هياكل التنظيم.

هؤلاء لا يمكن رصدهم جميعهم، ولا يمكن إحصاؤهم بشكل دقيق، ولا يمكن وضعهم جميعاً فى المعتقلات أو منعهم من التكاثر أو الانتشار.

هؤلاء يرون أن الجماعة هى تعبير عن الإسلام الصحيح، والانتماء إليها هو فريضة واجبة، والدفاع عنها هو نوع من الجهاد.

هؤلاء بداخل عقولهم أفكار راسخة، وداخل نفوسهم مشاعر دفينة، وفى قلوبهم إيمان مطلق بأن الدفاع عن الجماعة هو دفاع عن الله.

هؤلاء يؤمنون بأن طاعة قيادة الجماعة هى فرض وواجب دينى لا يمكن التخاذل عنه.

هنا نأتى إلى السؤال الكبير: ماذا يحدث للجماعة إذا تم اعتقال كل قياداتها بينما بقيت جموع أنصارها فى الشارع؟ بمعنى آخر؛ ماذا يحدث لمئات الألوف من الأنصار المتحمسين الموجودين فى كافة قطاعات المجتمع الذين لا عقل ولا قيادة لهم؟

قد يقول قائل إن ضرب قيادة الجماعة هو فصل للرأس عن الجسد وهو جعل الجماعة بلا عقل مدبر وبالتالى يكون هذا الأمر هو ضربة قاضية.

أقول نعم قد تكون ضربة قاضية لو كانت الجماعة مجرد تنظيم وأعضاء وليست حالة فكرية وعاطفية منتشرة داخل المجتمع رأسياً وأفقياً.

من المفيد لأى جماعة أن تكون لها قيادة ما يُمكّن من الحوار معها، أو التفاهم معها، أو إجراء أى صفقات تكتيكية أو استراتيجية حول مستقبلها.

خطر الجماعة التى بلا رأس أو عقل مدبر أكثر بكثير من الجماعة غير المنظمة التى تخرج إلى الشارع بشكل فوضوى وهوجائى وعنفى.

وقد يكون العيب فى جماعة الإخوان تلك القيادة السابقة التى أدت إلى فقدانها أول فرصة تاريخية لقيادة الحكم لأول مرة فى التاريخ.

إذا صح ذلك فليكن تشخيصنا دقيقاً، ولنقل إن الخطر كان فى هذه القيادة، ولكن هذا لا يعنى ألا تكون هناك قيادة على الإطلاق.

ومنذ أسابيع هناك أخذ ورد فى مركز القيادة فى المقطم، وفى مركز التنظيم الدولى للجماعة فى لندن، حول ظهور قيادة جديدة بمعنى مرشد، ومكتب إرشاد، ومجلس شورى جديد.

وفى رأيى أن الفطنة والحكمة والذكاء السياسى تتطلب ألا تغيب الدولة ولا يغيب العقلاء فيها عن ضمان وصول قوى وقيادات قابلة للحوار الإيجابى من أجل بناء جماعة الإخوان الجديدة.

arabstoday

GMT 11:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

لماذا نظرية التطور مهمة؟

GMT 11:35 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

لا تنسوا 420 مليونًا عند “الكردي”

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:38 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 06:36 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وَمَا الفَقْرُ بِالإِقْلالِ!

GMT 06:35 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الزمن اللولبي

GMT 06:34 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

مع ابن بجاد حول الفلسفة والحضارة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخاطر إخوان بلا قيادة مخاطر إخوان بلا قيادة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
 العرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
 العرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:49 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
 العرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 07:30 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

سوق الأسهم السعودية تختتم الأسبوع بارتفاع قدره 25 نقطة

GMT 15:16 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

فليك يتوجه بطلب عاجل لإدارة برشلونة بسبب ليفاندوفسكي

GMT 16:08 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

سحب دواء لعلاج ضغط الدم المرتفع من الصيدليات في مصر

GMT 15:21 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

لاعب برشلونة دي يونغ يُفكر في الانضمام للدوري الإنكليزي

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 14:05 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

سيمون تتحدث عن علاقة مدحت صالح بشهرتها

GMT 15:51 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

غارة إسرائيلية على مستودعات ذخيرة في ريف دمشق الغربي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab