عماد الدين أديب
قام أحد أساتذة الجامعات الأمريكية بتجربة عبقرية فى معرفة السلوك الإنسانى على طلابه.
فجأة صرح الأستاذ وهو بروفيسور شهير أمام طلابه بأنه سوف يعطى درجات إضافية على نتائج امتحانات نهاية السنة الأولى هى 20٪ درجات إضافية والدرجات الأخرى سوف تزيد 60٪ وعلى الطالب أن يختار ما بين أن يزيد 20٪ أو 60٪!!
إلى هنا التجربة أو العرض الذى تقدم به البروفيسور لم ينته بعد لأنه اشترط أن الزيادة فى الدرجات لن تتم إلا إذا اختار 60٪ من الطلاب أن يحصلوا على 20٪ وأن يختار الباقى الزيادة المقدرة بـ60٪.
بالطبع لم يحصل الجميع على الزيادة لأن الأغلبية القصوى اختارت أن تزيد إلى 60٪ ولم يضحِّ سوى 3 طلاب من أجل الجميع ويطلبوا أن تزيد درجاتهم بنسبة 20٪!
تجربة هذا الأستاذ كان هدفها الكشف عن الجوهر الحقيقى لفكرة «الإيثار» عند الطلاب من الناحية المعنوية، والذكاء فى الحفاظ على روح الفريق من الناحية الإدارية.
الأزمة أن الأغلبية فكرت فى أن تأكل «معظم» الكعكة ولم تفكر أنها بذلك سوف تفقد «كل» الكعكة!
وفى يقينى الراسخ أن أزمة هؤلاء الطلاب هى ذات الأزمة التى نعانى منها فى مصر!
كل منا يفكر فى ذاته دون أن يفكر فى أثر ذلك على المجموع!
التفكير الإدارى الصحيح الذى يقوم على روح الفريق الواحد يعتمد على فلسفة جوهرها أنه من الأفضل أن أحصل على جزء مؤكد ومضمون من خلال العمل مع فريق بدلاً من أن أحصل منفرداً على لا شىء!
الصناعة فى اليابان، والتجارة الحديثة فى الصين، أو المقاولات فى كوريا الجنوبية، وتصنيع الهواتف النقالة فى فنلندا، وتجميع الإلكترونيات فى ماليزيا، كلها قامت على مبدأ روح الفريق المتضامن الذى يعمل من أجل أن يكسب الجميع حتى لو كان الربح قليلاً!!