اعترافات ومراجعات 24 «الخيط الرفيع بين الدارين»
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

اعترافات ومراجعات (24).. «الخيط الرفيع بين الدارين»

اعترافات ومراجعات (24).. «الخيط الرفيع بين الدارين»

 العرب اليوم -

اعترافات ومراجعات 24 «الخيط الرفيع بين الدارين»

بقلم - مصطفي الفقي

انشغلت الحضارة المصرية القديمة ببناء المقابر والمعابد، وتورطت بشدة فى الأفكار الغامضة حول الحياة والموت، حتى إن الأهرامات ذاتها هى مقابر تمهد لأصحابها الإقامة فى الحياة الثانية.

ولا شك أن المصريين القدماء قد سبقوا كل الديانات السماوية والأرضية فى توقعهم للحياة الأخرى أو الميلاد الجديد أو ما نطلق عليه (البعث).. وإذا كانت تلك هى فلسفة الحضارة المصرية القديمة، فإننا نؤكد أن لغز الموت هو الحقيقة الوحيدة فى الحياة الدنيا، ولقد انشغل صاحبنا بذلك منذ أن أصبح فتى يافعًا يتعاطى المعرفة ويلتهم الكتب؛ لأن الخيط الرفيع بين الحياة والموت هو أمر يؤرق ويطرح تساؤلات بغير حدود ودون إجابات شافية أيضًا.

لذلك اخترع المصرى القديم المعابد لتقديم القرابين للآلهة، تحسبًا ليومٍ لا نستطيع أن نحدده ولكننا نشعر به كلما تقدم العمر ومضت السنون، لذلك كان طبيعيًا أن يفطن المصرى القديم لحقيقة مؤداها أن لغز الموت مطروح أمام الأحياء فى كل لحظة.

وما زلت أتذكر أن الرئيس الفرنسى الراحل فرانسوا ميتران، وقد راقبته عن قرب فى أكثر من ستة لقاءات جرت بينه وبين الرئيس الراحل مبارك فى العاصمة الفرنسية خلال زيارات الرئيس المصرى لباريس، وقد كنت شديد الإعجاب بعقلية ذلك السياسى الفرنسى الذى نافس الجنرال ديجول على مقعد الرئاسة فى ستينيات القرن الماضى.

وبهرنى كثيرًا عمق النظرة لدى ذلك السياسى الاشتراكى المتمرس الذى كان يتحدث قليلًا ويضع فى كلمات محدودة أفكارًا كبيرة، وعندما أصيب بداء السرطان واقترب موعد رحيله وترك السلطة والعمل السياسى، سيطر عليه هاجس الموت وقرب الرحيل، حتى زاره بعض الأطباء النفسيين ورجال الدين ليشرحوا له فلسفة الموت كى يتهيأ للحياة الأخرى ويكتشف أن الموت هو الحقيقة الوحيدة الثابتة فى حياة كل الكائنات.

وقد انصرفت الحضارات الكبرى وانشغل المفكرون والفلاسفة بالحياة الثانية، حتى اكتشف المصرى القديم نظرية «التوحيد» على يد إخناتون، ومضت أساطير الأولين تتحدث عن مفهوم الرب وتوحد الآلهة، وقد سيطرت تلك الأفكار على عقل الفتى، وظل يناقش فى صمت وفى أعماق داخله قصة إيزيس وأوزوريس وحورس واختلاف الرواية الدينية عن الأطروحات التاريخية، حتى سيطرت تلك الأفكار العدمية على جزء من تفكيره.

وظلت لا تراوح مكانها لسنوات فى ذهن الصبى الصغير، ثم اكتشف بعد ذلك ومن خلال احتكاكه بمجتمعات مختلفة ودول متعددة أن استقبال الموت يختلف بينها، فهناك من يستقبلونه بمسحة حزن معتادة ولكنهم ينصرفون إلى حياتهم بعد ساعات قليلة من واقعة الرحيل.. وهناك شعوب تمعن فى الحزن، ولعل المصريين يمثلون نمطًا من ذلك، حتى اخترع الفراعنة موعد (الأربعين)، مؤكدين أن ذلك هو التوقيت الذى تتحلل فيه رفاة الراحل وتبقى عظامه ما لم يكن هناك تدخل بتحنيط الأجساد.

وهو الأمر الذى برع فيه المصرى القديم حين كان ينتظر الحياة الثانية ويسعى لحفظ الجسد حتى عودة الروح مرة أخرى، ولقد تأكد لصاحبنا بعد مضى السنين أن الموت حق على العباد، وراعه كثيرًا أن النسيان يلحق بكل ذكرى مهما طال الوقت، وأن دوران الكون هو سُنة الحياة، وأن الخلود لله وحده، كما أن الأديان هى طرائق للتعبد فى ظل الإله الواحد مهما اختلفت المسميات وتباينت التعريفات.

ولكن يظل الإنسان دائمًا متعلقًا بالإيمان كسبيل وحيد أمامه للتعامل مع ضائقة الموت وغموض الروح والخوف الغريزى الذى يجتاح البشر أمام احتمال الرحيل فى أى لحظة، على اعتبار أن ذلك هو توجُّه يمضى فوق الجميع ولا يُفرّق بين أحد من مخلوقات الله.

لقد أردت الكتابة فى هذا الموضوع معترفًا بالضعف البشرى أمام لحظة النهاية، مدركًا أن الله الذى خلق الإنسان لإعمار الكون هو سبحانه وتعالى الذى اختص ذاته بما لا تدركه مخلوقاته (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا)!.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعترافات ومراجعات 24 «الخيط الرفيع بين الدارين» اعترافات ومراجعات 24 «الخيط الرفيع بين الدارين»



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة
 العرب اليوم - فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 العرب اليوم - كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 01:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف مناطق إسرائيلية قبل بدء سريان وقف إطلاق النار

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab