مع أحمد بهاء الدين 2 2

مع أحمد بهاء الدين (2- 2)

مع أحمد بهاء الدين (2- 2)

 العرب اليوم -

مع أحمد بهاء الدين 2 2

بقلم:مصطفى الفقي

تحتفى الأوساط الصحفية العربية دائمًا باسم أحمد بهاء الدين فإذا كان الأستاذ محمد حسنين هيكل قد انتشر دوليًا من خلال علاقاته القوية بدور النشر العالمية فإن الأستاذ أحمد بهاء الدين قد تميز بالاقتراب المباشر من التيارات الفكرية والسياسية في الوطن العربى، وكان هو الكاتب المصرى الوحيد الذي سعى البعثيون، في مراحل معينة، إلى استقطابه، حتى إننى أتذكر أنه لم يسمح له بدخول المملكة المغربية لحضور أحد المؤتمرات بدعوى أنه قيادة بعثية، وواقع الأمر أن بهاء الدين لم يكن حزبيًا، لكنه كان مفكرًا قوميًا من طراز رفيع لذلك تمتع بدائرةٍ واسعة من العلاقات الوثيقة مع المفكرين والكتاب والصحفيين والنقاد على امتداد مساحة العالم العربى كله، بل إن دوره في مجلة العربى الكويتية يجسد بوضوح وزنه الثقافى والصحفى لدى الدوائر العربية المختلفة، فقد كانت العربى مجلة رائدة في ميادين الثقافة والسياسة والصحافة على السواء، ولقد كانت علاقة بهاء الدين بسلطة الحكم في عصر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر علاقة طيبة،
فقد كان بهاء الدين ناصرى الهوى، وربما استمر كذلك، لكنه لم يكن من دراويش الناصرية الذين يصفقون لكل كلمة ويهللون لكل قرار، بل كان- على عهده دائمًا- عقلانيًا يزن الأمور بمنطق واقعى ورؤية مستقبلية بعيدة، ولقد حافظ الكاتب الكبير على شعرة معاوية بينه وبين الرئيس السادات وقرينته الفاضلة السيدة جيهان، التي كانت تحمل تقديرًا لذلك الكاتب المصرى الكبير المنتشر عربيًا ودوليًا أيضًا، ولم يكن بهاء الدين راضيًا عن بعض قرارات السادات ومواقفه، لكنه انتشى بنصر أكتوبر المجيد 1973 وإن كان عاتبًا على الإيقاع السريع الذي مضت فيه مصر السادات، والذى حرم مصر من استثمار نتائج النصر بسبب اللهفة على الخروج بأسرع إنجاز وقطف ثمار العبور العظيم لأن شبح النكسة وسنواتها كان لايزال مخيمًا على العقل المصرى، بعد أن جثمت على صدر الوطن لعدة سنواتِ مظلمة رغم بسالة الجيش المصرى في حرب الاستنزاف وصمود عبدالناصر كالأسد الجريح!، وأظن أن السادات كان يقيم وزنًا خاصًا لبهاء الدين، لكنه لم يكن متأكدًا تمامًا من ولائه لسياساته، وعندما اختاره لرئاسة تحرير الأهرام بعد رحيل هيكل عنها، فإن ذلك كان لأسبابٍ تتصل بتلك المرحلة، ولم يكن تكريمًا مطلقًا للأستاذ بهاء الدين، ولقد لاحظت، من خلال لقاءاتى بالكاتب الكبير في بعض زياراته للعاصمة البريطانية، أن الأستاذ بهاء الدين لم يكن متحمسًا للاستمرار في رئاسة تحرير الأهرام، وطوال الحديث كان يكرر عبارة أنها مهمة أرجو ألا تطول، فلم يكن الرجل، بتكوينه الفكرى وثقافته السياسية، متطلعًا لمناصب أو راغبًا فيها، وربما ورث عنه ابنه اللامع، الدكتور زياد بهاء الدين، هذه الصفة، وهو الذي كان قاب قوسين أو أدنى من تلقى التكليف بتشكيل الحكومة المصرية في فترة ما بعد ثورة 25 يناير،

وقد اختار الأستاذ بهاء الدين العاصمة البريطانية لكى تكون مزارًا سنويًا حيث امتلك شقة في لندن، وقال لى ذات مرة إنه عندما أخذ زياد وشقيقته ليلى في زيارة لباريس أبدى الاثنان سعادتهما بالعاصمة الفرنسية وجمالها، وقالا لماذا لم نرها من قبل، حتى لا نظل عشاقًا للندن وحدها؟! وبالمناسبة فإن السفيرة ليلى بهاء الدين كانت في فتراتٍ طويلة قريبة منى وموضع احترامٍ شديد لها بحكم ثقافتها وذكائها، وهى الآن الأمين العام لمؤسسة بطرس غالى للتنمية والثقافة والسلام والأمن الدوليين، وهى قرينة المؤرخ المتميز الدكتور عماد بدرالدين أبوغازى، وهو وزير ثقافة سابق وابن وزير الثقافة الراحل، كما كان اختيار الدكتور زياد لقرينته قائمًا أيضًا على دعامة العلم والثقافة، فالدكتورة هانية شلقامى هي أستاذة متميزة في تخصصها المتصل بالتنمية البشرية والاجتماع السياسى، أما الأم الفاضلة فهى سيدة راقية تحمل الإرث الإنسانى لزوجها الراحل الذي يعتبر بحق علامة مضيئة في تاريخ الصحافة العربية والفكر السياسى المعاصر، ولقد ذكرنى صديقى، الكاتب الصحفى محمد عبدالقدوس، بما رواه الأستاذ بهاء الدين نفسه أنه كان يذهب عام 1953 إلى مبنى روزا اليوسف القديم ويترك لدى البواب مقالا أو تحليلا ثم يمضى في طريقه، وفوجئ ذات مرة بأن مقاله أصبح مانشيت لروز اليوسف، ذلك أن الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس رأى في ذلك الكاتب المجهول موهبة واعدة، وأراد أن يلقى عليها الضوء، وكانت تلك هي البداية التي انطلق منها الكاتب الكبير، رحم الله الأستاذ أحمد بهاء الدين الذي نفتقد كتاباته الراقية وحكمته الدائمة ورؤيته البعيدة

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مع أحمد بهاء الدين 2 2 مع أحمد بهاء الدين 2 2



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab