الإيمان ينبع من الوجدان

الإيمان ينبع من الوجدان

الإيمان ينبع من الوجدان

 العرب اليوم -

الإيمان ينبع من الوجدان

بقلم - مصطفى الفقي

الإيمان هو ما وقر فى القلب وصدّقه العمل، فهو لا يفترض وصاية خارجية عليه ولا تحديدًا لقدره، فالإيمان ينبع من الوجدان، ولا يوجد فى جسد الإنسان عضو يسمى الوجدان، ولكنه مزيجٌ من القلب والعقل، إنه ذكاء القلب وعاطفة العقل، يتحكم فى مشاعر الإنسان ويحدد مسار الأحداث وموقفه منها، لذلك اندهشت كثيرًا للجدل الدائر حول مصداقية الإسراء والمعراج بعقلية باردة وتفكيرٍ مادى مطلق!، بينما الأمر يختلف كليةً عن ذلك، فالإيمان يستقر فى الأعماق، فهو أقرب إلى شعور الحب الدفين لدى صاحبه لا يكاد يعرف له بداية ولا نهاية، ولقد عاصرت مشاعر أصدقاء لى تجاه المحبوبة والهيام بها والغرام بكل ما فيها، بينما قد تبدو لى ولغيرى قبيحة المنظر ليس فيها من سمات الجمال طلّة واحدة فى نظرى، ومع ذلك فصاحب الشأن يهيم بتلك التى نتحدث عنها ولا يقبل نقاشًا أو انتقادًا لها، فهى عنده درة الجمال وخلاصة البشر رغم أنها لم تتهم يومًا بجمالٍ، ولم تكن أبدًا خلاصة بنات جنسها،

ولكنه الحب الذى يقبع فى أعماق صاحبه، ولا يمكن مناقشته أو الحوار معه بالعقل أو استخدام الطرق العادية للتفكير لأنه يرى فيها ما لا نراه، ويُقدر لها ما لا نعرفه، إنه شعورٌ دفين لا يطفو على السطح إلا إذا أثاره طرف ثالث، وهذا شأن الإيمان أيضًا، حيث يستقر فى الأعماق ويتحول إلى جزءٍ لا يتجزأ من وجدان صاحبه لا يقبل التفريط فيه أو المساس به، وهذا شأن العقائد- أيها السادة- تتغلغل فى خلايا الجسد وتصبح جزءًا من منظومة العقل وتتحول إلى عاطفة جيّاشة يُعد المساس بها جريمة كبرى، فالعقيدة لا تناقش. ولقد خاطب الحق نبيه إبراهيم بقوله: (أوَ لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى)، وهو ما يعنى أن ذلك الجدل الدائر حول حقيقة الإسراء والمعراج يأتى فى غير محله ويفتح ملف الإيمان بأساليب عصرية ليست هى بالضرورة الأفضل أو الأجدى، فمَن وُلد مسلمًا يظل الإسراء والمعراج حقيقة ثابتة راسخة فى وجدانه لا يقبل المساس بها، ومَن وُلد مسيحيًا يؤمن بمعجزات السيد المسيح ولا مجال للتشكيك فيها، ولقد شهدنا منذ أعوام سقوط مئات القتلى فى دولة باكستان الإسلامية احتجاجًا على المساس بشخص الرسول الكريم وشيوع الرسومات المسيئة لمكانته الرفيعة فى قلوب أتباعه. إننا لا نصادر على العقل عندما يناقش قضايا التاريخ الإسلامى المادى الملموس أو عندما نطرح قضية الفتنة الكبرى والصراع بين على ومعاوية، ومهما جنح بنا الخيال وشطحت معنا الأفكار فإننا من حقنا أن نكون مع أو ضد أى منهما تحت مظلة الإسلام والإيمان به دينًا حنيفًا، وأنا شخصيًا المسلم المصرى عندما أحضر صلاة فى كنيسة أشعر بالتوقير لأهل العقيدة التى يدين بها أشقاؤنا فى الوطن وأرى أن احترامها واجب مقدس على كل مَن لديه إيمان روحى مهما كان الخلاف معه، لذلك فإننى أقول لأصدقائى الذين يفتحون هذه الملفات، ومنهم أصحاب عقليات متميزة، إنه ما هكذا تُورَد الإبل يا إبراهيم، وأنت مفكر من الوزن الثقيل، فالعقلية المضيئة تتحاشى الدخول فى كواليس الإيمان ودهاليز الطرح الروحى، فلنختلف فى الفقه ما نشاء لأنه صناعة بشرية، ولكن الإيمان بما أنزل الله وأقرّه رسوله هو تراكم إنسانى مكتسب يمثل ركامًا ضخمًا من المشاعر الصادقة والأحاسيس الراسخة، فقد لا يصدق البعض إسراء محمد، صلى الله عليه وسلم، ومعراجه، ولكن ذلك جاء بنصٍ صريح فى الكتاب المقدس للمسلمين، وهو القرآن الكريم، فلا يجب إطلاقًا المساس به أو إخضاعه لعملية تحليل عقلية مجردة من المشاعر الإيمانية. والمساس بمَن اصطفاها الله على نساء العالمين العذراء مريم هو جريمة فى حق المسيحيين والمسلمين معًا، فهى تحظى بالتقديس والاحترام المشترك بينهما، ولذلك فإننى أقول مرة أخيرة: ليكن جدلنا العقلى حول ما هو بشرى فقط لأن المساس بقدسية ما جاء فى الذكر الحكيم هو افتئاتٌ على رسالات السماء وإساءة مباشرة لمشاعر المؤمنين، فالإيمان لا يناقش ولكنه يُحترم لدى أتباعه فى كل زمان ومكان

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإيمان ينبع من الوجدان الإيمان ينبع من الوجدان



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 15:50 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
 العرب اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
 العرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab