اعترافات ومراجعات 80 اليهود وكورت فالدهايم

اعترافات ومراجعات (80).. اليهود وكورت فالدهايم

اعترافات ومراجعات (80).. اليهود وكورت فالدهايم

 العرب اليوم -

اعترافات ومراجعات 80 اليهود وكورت فالدهايم

بقلم : مصطفى الفقي

كتبت فى مناسبات سابقة عن الظروف التى جمعتنى بالرئيس النمساوى الراحل كورت فالدهايم رئيس الجمهورية فى بلاده سابقًا والأمين العام للأمم المتحدة لفترتين متتاليتين قبل أن يعود إلى وطنه ويصل إلى سدة الحكم رئيسًا، فى ظل نظام برلمانى تكون السلطة فيه بيد المستشار النمساوى المقابل لوظيفة رئيس الوزراء، وكنت أتردد دائمًا على بعض المقاهى الشهيرة فى العاصمة النمساوية على اعتبار أن المقاهى ظاهرة ثقافية تاريخية يستطيع أن يشتم منها المرء آثار الماضى ورائحة الحاضر؛ فكنت أزور مقهى لندمان فى وسط المدينة وأجلس على المقعد الذى كان يجلس عليه سيجموند فرويد، وكذلك أزور مقهى موزارت الشهير، حيث رأيت ذات يوم د.كورت فالدهايم يجلس وحيدًا فتشجعت وتقدمت منه وعرّفته بأننى سفير مصر فى النمسا ومندوبها لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فرحب بى فالدهايم ترحيبًا شديدًا وأبدى سعادة بأن يستقبل سفير مصر،

وقال لى بالحرف الواحد إنه لولا إسماعيل فهمى الذى كان رئيسًا للجنة الأولى للجمعية العامة عند انتخاب فالدهايم لما كان له أن يفوز بالمنصب، مرجعًا الفضل إلى دبلوماسية إسماعيل فهمى وخصوصية شخصيته وتميز كفاءته، ثم تعددت بينى وبين ذلك السياسى الكبير الذى كان يمخر فى عباب الثمانينيات من العمر اللقاءات وتوطدت العلاقة بيننا، حتى كنت أستضيفه فى سيارتى متجهًا به من المقهى إلى منزله فى ختام بعض الأمسيات، وبعد فترة بدأ يحكى لى قصة صدامه مع اللوبى اليهودى الجديد فى ألمانيا وخارجها واتهامهم الظالم له بأنه عمل مع النازى وتواصل مع قواته فى فترة معينة من الحرب العالمية الثانية، ولم يكن ذلك بالطبع توصيفًا دقيقًا إنما هى تهم جاهزة تلصقها المؤسسات اليهودية بكل من يختلف مع إسرائيل مهما كان منصبه أو موقعه، ولعل خلاف إسرائيل حاليًّا مع أنطونيو جوتيريش الأمين العام الحالى للأمم المتحدة نظرًا لمواقفه العادلة من الحرب على غزة يؤكد ذلك، فقد انطلقت أبواق إسرائيل من قبل تتهم الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة فالدهايم بتهم زائفة لم تثبت صحتها، إذ إن إسرائيل وحلفاءها قد برعت دائمًا فى إلصاق التهم بكل من تختلف معه فى الرأى فتحاول تحويله إلى معادٍ للسامية أمام المجتمع الدولى ومترصد بدولة إسرائيل، مستخدمة الظروف المتاحة والدعايات الراسخة التى روّجت لها بعض الدوائر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ولقد كان فالدهايم متأثرًا بشدة بما يحكيه لى فى ذلك الوقت شاعرًا بالظلم الذى بلغ درجة حرمانه من دخول الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن كان مندوبًا دائمًا للأمم المتحدة ورئيسًا لجمهورية النمسا، فتلك هى إسرائيل المدعومة بعدد من الدوائر الصهيونية التى تستطيع تلفيق التهم بكل سهولة وتزييف الحقائق على نحو كبير،

ولقد ذكر لى الرئيس النمساوى الراحل ذات مساء أنه أصدر كتابًا بالألمانية للرد على الدعاوى الظالمة التى تحاول أن تنال من تاريخه الطويل وأنه قد اعتمد على أصدقاء من دول الشرق الأوسط وخارجه، وكلهم يستنكرون تلك المحاولات المكشوفة للإساءة لرجلٍ يملك تاريخًا سياسيًّا ودبلوماسيًّا يستحق الإشادة، بل المزيد من التقدير وليس ما جرى من العبث والتشويه، وقد ذكر لى أن د.عصام الخضرا وهو طبيب مرموق فى فيينا من أصول فلسطينية وتربية سورية عرض عليه ترجمة الكتاب إلى اللغة العربية، ولكن بقيت مساحة المقدمة التى تصل إلى عشرين صفحة تنتظر من يكتبها، وأنه -أى فالدهايم -يرشحنى لتلك المهمة، فقبلت ذلك شاكرًا وحصلت على نسخة من مسودة الكتاب، وتواصلت مع الدكتور عصام خضرا لكتابة تلك المقدمة، وأصبحت أعتز بشدة بما كتبته فى مقدمة ذلك الكتاب الذى شرح فيه فالدهايم حقبة مهمة من تاريخ بلاده وكافة الظروف والملابسات التى خلقت صلة له بالجيش النازى فى فترة ما قبل الحرب، وكلها تثبت أنه لم يكن طرفًا فى ذلك، وأن ما نُسب إليه غير صحيح، ولقد حرصت فى مناسبات كثيرة على التواصل مع تلك الشخصية النمساوية الفذة، وآمنت أن تزييف التاريخ وطمس الحقائق هو صناعة غربية برع فيها اليهود أكثر من غيرهم. ولم يشأ فالدهايم أن يستثمر التعاطف العربى معه استثمارًا ماديًّا أو مكسبًا شخصيًّا، بل كان يتحدث فى هذا الموضوع بحيادٍ وموضوعية؛ لأن آراءه كانت تعبيرًا صادقًا عن معاناته وإحساسه بالظلم الذى ظل يطارده حتى سنوات عمره الأخيرة.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعترافات ومراجعات 80 اليهود وكورت فالدهايم اعترافات ومراجعات 80 اليهود وكورت فالدهايم



الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
 العرب اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab