أنبياء «أورشليم»

أنبياء «أورشليم»

أنبياء «أورشليم»

 العرب اليوم -

أنبياء «أورشليم»

بقلم - مصطفى الفقي

ترك الراحل الدكتور «رفعت المحجوب»- وهو عالم الاقتصاد السياسى والمحدث رفيع الشأن- منصة رئاسة مجلس الشعب وطلب أن يتحدث من مقاعد الأعضاء تعليقًا على ما طاله من هجوم حول مشكلات تتعلق بأحد أشقائه، وقد استهل د. «رفعت المحجوب» حديثه مخاطبًا الأعضاء بقوله: (لا تكونوا كأهل «أورشليم» كلما جاءهم نبى رموه بحجر) ولقد تذكرت هذا الموقف وتلك العبارة التى تنطوى على وعى بالتاريخ وتعمق فى الفلسفة ورؤية فريدة وأنا أتابع شذرات هابطة من الهجوم على لاعب كرة القدم المصرى العالمى «محمد صلاح»، وكان الذى أزعجنى فى ذلك هو أننا نحاول تحطيم رموزنا بأيدينا وتشويه صورة أبطالنا بأفواهنا وأقلامنا وكأنه حرام على مصر أن تفخر بأحد أبنائها الذين قدموا خدمة إعلامية جليلة لوطنهم المصرى وأمتهم العربية، ولقد توالت السهام ترشق ذلك اللاعب المتفرد لأسباب لا يعرفها إلا من كان فى قلبه مرض أو مسته شياطين الغيرة غير المبررة، إن ما شعرت به وأنا أركب القطار من مدينة «لندن» إلى مدينة «ليفربول» منذ شهور قليلة حيث كنت مدعوًا لإلقاء محاضرة فى جامعة تلك المدينة المتميزة فإذا الحديث بين ركاب القطار من الإنجليز والجنسيات الأخرى يدور حول (مو صلاح) فشعرت باعتزاز لا حدود له وأدركت أن الله يرسل لنا كل حين مبعوثًا لتحسين صورتنا وكسر الحصار الإعلامى حولنا فإذا الأمور تتحول وأبناء الوطن يقذفون ذلك اللاعب الظاهرة بالحجارة اللفظية والاتهامات الظالمة والعبارات غير اللائقة حتى وصلت درجة التطاول إلى التعريف به بأنه (المدعو محمد صلاح)، إنها محاولات للابتزاز والاستنزاف فى وقت واحد!

يا أبناء الوطن رفقًا بوطنكم ولا سيما فى هذه الظروف التى تجتاز فيها مصر مرحلة صعبة تحاول بها الخروج من عنق الزجاجة وتتلهف على أى فعل إيجابى أو رمز دولى يؤدى إلى تحسين صورتها وضرب طوق الكراهية حولها من بعض القوى المعادية لها، ولعلى أضع أمام القارئ الملاحظتين الآتيتين:

أولًا: إن «محمد صلاح» أيقونة مصرية يجب إبعادها عن حوارات لا مبرر لها ومشكلات يجرى إقحامه فيها لأن ذلك اللاعب الدولى ببساطة قد طالب بمعايير عرف مثيلًا لها فى المعسكرات الرياضية للدول المتقدمة وتقاليد شاهدها فى الفرق التى تحظى باحترام دولى فهو يريد لبلده الأفضل وللرياضة فيها أن تعلو وأن تسمو وألا تتحول إلى مصدر للمساس بمكانة الوطن وسمعة أبنائه، كما يجب أن نضع فى الاعتبار أن «محمد صلاح» كان يمكن أن يظل بعيدًا ولا يأتى لوطنه إلا زائرًا ولكنه آثر الانخراط فى مشكلات وطنه والرياضة فى بلده وصولًا إلى هموم قريته وتلك أمور تذكر له ولا تحسب عليه.

ثانيًا: إن الذين يهاجمون «محمد صلاح» ويحاولون النيل من مكانته إنما يضعون أنفسهم فى خندق يعادى الشعور العام المصرى الذى آمن بكفاءة ذلك اللاعب الدولى واحترام أخلاقياته وطريقة صعوده فى صبر وعصامية واحترام، إن «محمد صلاح» نموذج لابن القرية وطفل الحارة وقدوة للشباب المصرى ينبغى أن نحافظ عليه حتى لو وقع فى خطأ عابر أو أبدى ملاحظة فى غير موضعها فهذا الشاب محكوم بحسن المقصد وطهارة القلب، كما أنه يتمتع بذكاء القرية الفطرى فعندما سجل هدفًا فى شباك الفريق السعودى فى مباريات كأس العالم لم يسجد تعبيرًا عن الفرحة كما يفعل هو وغيره دائمًا وذلك فى مجاملة للأشقاء وشعورًا بأننا أبناء أمة واحدة لذلك آلمنى أن يأتيه بعض النقد من هذا الاتجاه الذى ارتبط به ودافع عنه حتى أسمى ابنته «مكة».

إننى ببساطة- وأنا أرقب المشهد من بعيد- أدعو إلى دعم أبنائنا فى الخارج فما قام به «محمد صلاح» أكبر من أى سفارة أو مركز إعلامى أو رسالة سياسية، وأقول فى الختام ما قاله «رفعت المحجوب» - رحمه الله- (لا تكونوا كأهل أورشليم كلما جاءهم نبى رموه بحجر)!

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب 

arabstoday

GMT 15:19 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

لماذا كل هذه الوحشية؟

GMT 15:17 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

عن حماس وإسرائيل ... عن غزة و"الهدنة"

GMT 15:21 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

لجان الكونغرس تدين دونالد ترامب

GMT 08:31 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

موازين القوى والمأساة الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنبياء «أورشليم» أنبياء «أورشليم»



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 12:43 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

السودان .. وغزة!

GMT 11:36 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

عودة النّزاع على سلاح “الحزب”!

GMT 11:38 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ماذا تفعل لو كنت جوزف عون؟

GMT 15:55 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال عنيف يضرب إسطنبول بقوه 6.2 درجة

GMT 02:27 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 23 إبريل / نيسان 2025

GMT 11:52 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ثمة ما يتحرّك في العراق..

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب ولاية جوجارات الهندية

GMT 15:51 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

وفاة الإعلامى السورى صبحى عطرى

GMT 15:48 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

"بتكوين" تقفز لأعلى مستوى فى 7 أسابيع

GMT 03:26 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

غارات أميركية تستهدف صنعاء وصعدة

GMT 03:29 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الخميس 24 إبريل / نيسان 2025

GMT 03:24 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

قتلى وجرحى في انفجار لغم أرضي شرقي حلب

GMT 01:13 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

جليد القطب الشمالي يسجل أصغر مساحة منذ 46 عاماً

GMT 03:46 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

ارتفاع حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي لـ23 شخصًا

GMT 12:58 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (103) رحيل الحبر الأعظم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab